مجتمع

رئيس منتدى شمال المغرب لحقوق الانسان يقدم روايته حول “العتابي”

قدم رئيس منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، عبد الوهاب التدموري، روايته بخصوص إصابة الناشط عماد العتابي الذي يوجد في حالة غيبوبة بالمستشفى العسكري بالرباط، مشيرا إلى وجود 3 ملاحظات تهم القضية، معتبرا أنه “كان ضحية للتدخل الأمني في حق المشاركين في تظاهرات مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة”.

وأشار الحقوقي في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أمس الجمعة، تحت عنوان “مساهة في كشف الحقيقة التي يمكن أن نبحث عنها يوما ولن نجدها”، إلى أن “الناشط إصيب إصابة مباشرة في رأسه ترتب عنها كسر في عظام الجمجمة ونزيف حاد في سحايا الدماغ وفي الدماغ وانتفاخ في انسجة المخ، مما تسبب له في حالة غيبوبة عميقة تطلبت وضعه تحت رحمة أجهزة التنفس الاصطناعية من أجل الإبقاء عليه حيا، أي استمرار خفقان القلب إلى حين، مع العلم أن الآمال في نجاته ضعيفة جدا”.

وأضاف أن “الفحوصات التي أجريت له داخل المستشفي بالحسيمة (أجهزة المسح الإشعاعي ومن ضمنها السكانير)، أظهرت وجود جسم صلب projectile وسط الأنسجة الدماغية، وهو من تسبب في كل هذا التلف وهذه الأضرار إن على مستوى العظم أو على مستوى الدماغ، ما يستبعد الفرضية التي تروج لها السلطات المحلية بكون أن الإصابة كانت نتيجة التراشق بالحجارة، كون هذه الأخيرة إن استعملت بقوة كبيرة يمكن أن تحدث أضرارا للجمجمة والدماغ”.

وتابع في نفس الصدد: “لكن لا يمكن لها أن تنفذ إلى وسط الدماغ بهذه الطريقة، وما ينطبق على فرضية الحجارة ينطبق كذلك على القنبلة المسيلة للدموع التي أن صوبت مباشرة عن قرب يمكن أن تحدث، نظرا لحجمها، إتلافا شبه كلي للجمجمة والدماغ، لكن لا أن تستقر داخله”.

الناشط الحقوقي أردف بالقول: “تبقى فرضية المقلع بمعنى الجباد، أقرب إلى الحقيقة، خاصة إذا أدركنا أنه يندرج ضمن الأدوات والترسانة القمعية الخطيرة التي لا تحدث أصواتا عند استعمالها والتي تتوفر عليها أجهزة ما يسمى بمكافحة الشغب، ويتم حشوها عند استعمالها بكويرات حديدية صغيرة، وهو ما يمكن أن ينطبق على الحالة، خاصة إذا ما استثنينا الرصاص الحي الذي كان لينتبه إليه الجميع نظرا للصوت الذي يصاحب إطلاقه”.

وأوضح أن نقل العتابي “عبر مروحية مجهزة بأحدث التقنيات الطبية لا يمكن إلا أن يزيد من تفاقم وضعيته الصحية نظرا لما يمكن أن يترتب عن ذلك من ارتجاجات دماغية إضافية ودون أن تكون هناك إضافة طبية تذكر حتى في أحسن المراكز العالمية وليس في الرباط فقط، وهي القناعة التي ربما حصلت عند من قرر نقله خاصة إذا علمنا أن النقل في البداية كان في اتجاه المستشفي الجامعي المدني ابن سيناء، قبل أن يتم تغيير الاتجاه إلى المستشفى العسكري بالرباط، وهو ما سيضفي كل الصعوبات على معرفة تطورات وضعه الصحي، إننا أمام تهريب حقيقي للقضية وللتحقيق الذي يمكن أن يصاحبها”، وفق تعبيره.

وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة، قد أمر أمس الجمعة، بفتح بحث من أجل الكشف عن حقيقة واقعة إصابة أحد الأشخاص المتواجدين بمستشفى محمد الخامس بهذه المدينة بجروح بليغة على مستوى رأسه.

وذكر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، في بلاغ له، أن الأمر بفتح هذا التحقيق “جاء بناء على بلوغ إلى علم النيابة العامة بهذه الدائرة القضائية، أمس الخميس ليلا، واقعة إصابة أحد الأشخاص المتواجدين بمستشفى محمد الخامس بهذه المدينة بجروح بليغة على مستوى رأسه والذي تبين أنه يدعى عماد العتابي”.

وأضاف البلاغ، أن “فتح بحث في هذا الموضوع عهد به للضابطة القضائية من أجل الكشف عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤول عنه لترتيب الأثر القانوني على ذلك”.

وكشف مصدر موثوق خاصة بجريدة “العمق”، اطلع على التقرير الطبي الخاص بالناشط عماد العتابي، أحد مصابي مسيرة 20 يوليوز بمدينة الحسيمة، أنه ميّتٌ سريريا، ما يعني في لغة الطب توقف الدورة الدموية والتنفس وهي مرحلة تسبق الموت الدماغي.

وأشار المصدر إلى أنه من الصعب طبيًّا إعادة شخص توفي إكلينيكيا، حيث يلجأ الأطباء لإبقائه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي ضمانا للسير العادي للدورة الدموية وتنظيم نبضات القلب، ويبقى المريض في غيبوبة لمدة قد تطول أو تقصر، إلا أن إزالة التنفس الاصطناعي كفيل بموت المريض فعليا.

وفي نفس الصدد، قال مصدر مقرب من العتابي، أنه أجرى عملية جراحية على مستوى الرأس بالمستشفى العسكري بالرباط، أمس الجمعة، ولا زال في غيبوبة، مشيرا إلى أن الطبيب أخبر عائلته بأنه إذا ظل في غيبوبة 48 ساعة أخرى دون أن يستعيد وعيه، سيضطرون لإجراء عملية جراحية أخرى.

وأضاف المصدر ذاته، أن العتابي وهو قاصر، تعرض لإصابة بليغة على مستوى الرأس، لافتا إلى أن “السكانير” أظهر اختراق جسم غريب لجمجمته ليستقر على مستوى دماغه.

وكانت السلطات المحلية بإقليم الحسيمة، قد أفادت أن “الحالة الصحية للناشط عماد العتابي، عكس ما تم الترويج له، حيث يوجد في حالة صحية مستقرة ويخضع للعلاجات الطبية الضرورية”، مشيرة إلى أن الناشط المذكور تم نقله رفقة عنصرين من القوات العمومية في حالة خطيرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، بواسطة طائرة طبية إلى المستشفى العسكري بالرباط.

وتضرب قوات الأمن بالمستشفى العسكري في العاصمة الرباط إجراءات أمنية مشددة، حيث عاينت جريدة “العمق” وجود إجراءات أمنية استثنائية أمام المستشفى، ويتم التحقيق مع جميع الراغبين في الدخول للمستشفى وتحديد هويات الزائرين والتدقيق في الأشخاص الذين يرغبون في زياراتهم، فيما يتم رفض أي زيارة محتملة للناشط العتابي الذي يوجد في غيبوبة تامة منذ أمس.

وتعرض العتابي لإصابة خطيرة على مستوى الرأس، أصيب بها أول أمس الخميس، خلال تفريق الأمن للمسيرات الاحتجاجية التي عرفتها مدينة الحسيمة.