وجهة نظر

يغتصبون ويغتصبون

الاغتصاب، آفة لم تكن وليدة الساعة والعصر

نلاحظ أن ظاهرة الاغتصاب في المغرب بدأت تتزايد وثيرتها بشكل منقطع النظير، وربما بشكل مخيف لا يندر بالخير مستقبلا، ولابد لنا من طرح الأسباب وسرد بعض الوقائع، وقد تكون الأحداث الأخيرة بدءا من حمارة سيدي قاسم المسعورة والتي تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل اطفال قاصرين، إلى المواطنة المغربية التي تعرضت لمص “ثدييها جهارا” وسط الحافلة، إلى فقيها الفحل “ذكار الدوار” في أحد دواوير أزيلال والذي ضبط في حالة تلبس، والزوجين اللذين أضرما النار في جسديهما أمام المحكمة الابتدائية بالمدينة الحمراء مراكش.

من الفقرة الأخيرة أبدأ حديثي، القضية وما فيها، حسب الرواية التي تم تداولها وعلى نطاق واسع…، أن فتاة تعرضت للاغتصاب من طرف ابن شخصية نافذة ماديا وهو صاحب شركة خاصة، ما جعل والدي الفتاة يقومون بوضع شكاية في الموضوع لدى وكيل المحكمة الابتدائية مراكش ضنا منهم أنه سوف يتم حبس المشتكى به وتطبيق الجزاءات القانونية في حقه بعد ثبوت تورطه في النازلة حسب الرواية، لكنهم تفاجؤوا أن المتهم يخرج “زي الشعرة من العجين” بعد تقديم شهادة طبية تبين أن المتهم بالاغتصاب مريض ويتعالج نفسيا.

“كوووول جميل ورائع في شباك العائلة الزاوية 90 درجة سجله دفاع الضحية”، في غفلة من نوم حارس المرمى وممثل الحق العام.

ما هو معروف متعاقد عليه، أن المريض النفسي يتعالج في أماكن مخصصة للعلاج وتحت حراسة خاصة كون والده صاحب شركة خاصة، ألم يكن الجاني مريض عندما كان يشبع غريزته من ضحيته…، الأمر يستدعي التريث وكل من تريد المحكمة تبرأته يفتح له باب مريض نفسي، “ولي بغاو فيه الخدمة واخة يكون حمق يقطع حوايجو يرجع بعقلو” .
وفي قضية الفقيه إمام أحد المساجد بإقليم أزيلال، الفحل الذي حمل قضيبه الذكري على كتفه وشرع في القيامبغزوات جنسية مع زوجات أزواجهم غائبين، وعازبات غير متزوجات، وأخريات أرامل ومطلقات، منهن من يتسلل إلى بيوتهم ليلا يعلم طريقة السجود الصحيح عن ممارسة الجماع، ومنهن من يأتين إليه خاضعين طائعين وبعلم أزواجهم، باش “يسبب ليهم الفقيه ويحيد ليهم الثقاف”.

منهن تأتي بغرض الشفاء من الصرع، ومنهن من تأتي لممارسة طقوس شيطانية تحتاج ممارسة الجنس وكتابة حروف بمني الرجل كي تحصل على زوج غني أو مال وافر حسب المعتقد، ويقال إن شروط هذه العملية والطقوس الشيطانية تستوجب الكتابة بمني ساخن فور تدفقه من قضيب الرجل وعندها يتطوع فقيهنا جازاه الله خيرا ويقوم بهذا العمل، ويتقاضى أجرا جزاء هذا العمل الخيري، ومنهن من كان يتسلل إليهن ليضاجعهن في بيوتهن في غياب أزواجهن الذين يهجرن الدوار للبحث عن قوت أطفالهم، حيث يقوم الفقيه “فحل الدوار والدكار” مقام هؤلاء الأزواج إلى حين عودتهم سالمين غانمين بمؤونة تكفيه طيلة الأيام القادمة التي سيغادر فيها الأزواجبيوتهم ويعودون إلى العمل.

الخطير أن فقيهنا الفحل، اعترف بكل ما ذكر في شريط فيديو بالصوت والصورة، واعترافه خلق حالة من الوسوسة والشك، وقد يقدم جميع أزواج الدوار على تطليق زوجاتهن بعدما صرح أنه مارس الجنس مع كثيرات وخاض صولات وجولات كثيرة، طبيعي أن يدب الشك لنفوس كل الأزواج الغائبين على بيوتهم لشهور عدة، وإن كان زوجاتهن بريئات براءة نبي الله يوسف من مضاجعة زليخة التي راودته عن نفسها، إن الفقيه اغتصب نسوة وحقوق ورجال بهذه الفعلة التي تستوجب أشد العقاب في حقه .
نشر شريط فيدو يوثق بالصوت والصورة، فتاة قيل أنها مريضة نفسيا وبمرض السيدا، حسب ما نشرت منابر إعلامية متعددة، وهي تتعرض لعملية تمزيق ملابسها وممارسة الجنس عليها من طرف خمسة أطفال قاصرين وسط الحافلة سطحيا، وتحولت إلى أم لهؤلاء الأطفال بعدما تهافت القاصرين على مص ثديها.

المسألة تحتاج منا إلى الرجوع إلى الشريط وإعادته مرات ومرات، سيتضح أن الأطفال كانوا يقومون بجريمتهم الغير محسوبة العواقب على أنهم يلعبون، وكما يقال “لعب الدراري”، وهذه الحادثة بالذات تتطلب منا أن ننظر إلى وجوه هؤلاء الأطفال، وسنقرأ أنهم أطفال مغاربة سرقة الدولة المغربية حقوقهم وحولتهم إلى وحوش صغيرة، سرقة حقهم في التعليم، سرقة حقهم في ضمان العيش الكريم، سرقة الابتسامة والفرح من وعيونهم وجوههم الشاحبة، سرقة منهم الأمل، سرقة كل حقوقهم وحقوقنا الأساسية المكفول بمواثيق دولية وسلمتها عبارة مشاريع وهمية لكبار الفاسدين في الدولة وخدامها، من قضاة ووزراء وولاة وعمال ورجال شرطة والدرك… وكل الذين يمصون بزولة الدولة حتى جف لبنها وبدأ تعصر دم…

بدل المطالبة بتطبيق أقصى الجزاءات والعقوبات على هؤلاء القاصرين الذين ظلمهم المسؤول والمجتمع، كان من الشجاعة أن نطالب بتطبيق القصاص في حق من تسبب في إفراز مثل هؤلاء الضحايا، كفى ظلما وتحميل اسرة فقيرة ما لا طاقة لها به.
حمارة سيدي قاسم المسعورة التي تعرضت لاغتصاب جماعي، بعدما مارس عليها أكثر من خمسة عشرة طفلا الجنس بالتناوب، وهي الظاهرة التي هزت عاصمة الشراردة ابني حسن، أرض الفلاحة والخيرات، إلا أن أغلب مواطنيها يعيشون براثن الفقر والتهميش، تغتصب حقوقهم يوميا، في الحرمان من المدرسة، وأحيانا تجد مدرسة بقسمين تدرس فيها جميع المستويات، (من التحضيري إلى الساتت) ، غياب مستشفيات ودور للتأهيل المهني والفكري والابتكار، ويغتصب حق المغتصبين في الحصول على قطرة ماء صالح للشرب، بعدما يستحوذ الإقطاعيون على جل منابع الماء لاستغلالها في الري والسقي الاشجار في ضيعتاهم الفلاحية.

منبع الاغتصاب هي الدولة المغربية،هي التي تغتصب حقوقنا ونحن أطفال صغار ذنبنا أننا ولدنا في المغرب، تغتصب حقوقنا جهارا في التعليم والصحة وضمان حقنا في السكن اللائق، أكبر جريمة ترتكبها الدولة المغربيةهي اغتصاب حقنا في الاستفادة تعليم جيد…، وهذا مترجم وواضح في الميزانية التي تخصصها الحكومة لقطاع التعليم والبحث العلمي، بالمقارنة مع ميزانية ألعاب الخوى الخاوي…وموازين وبرامج تافهة، حذاري تم حذاري من صناعة جيل جاهل بعدما أدخلتم قطاع التعليم سوق النخاسة والمزايدات السياسية.

هذه السياسة ستصنع جيل يعشق الموت، جيلا لا يهاب الرصاص يحتج في كل شارع وحارة، ولن ترهبهزرواطة المخزن، والسجون ستمتلأ عن أخرها وتتزايد معدلات الجريمة وحالات الإدمان وكل الموبقات ، والخطر الأكبر أن المحتجون يصرخون ولا يعرفون لماذا يصرخون، أنصتوا لصراخنا الأن قبل أن تختلط الصرخات ونسمع كل لحظة قتل ومات.