مجتمع

بعد “إهانة التلاميذ” في مبادرة مليون محفظة.. مديرية الخميسات توضح

خرجت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالخميسات، ببلاغ توضيحي على إثر تداول صور على موقع التواصل الاجتماعي، لمحفظة تم توزيعها بإقليم الخميسات في إطار مبادرة مليون محفظة، مطبوع على واجهتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمبادرة الملكية مليون محفظة، خلفت موجة استياء عارم بسبب ما اعتبره نشطاء “إهانة للتلاميذ وتكريسا لنوع من التمييز بينهم”.

وأوضحت المديرية الإقليمية في بلاغ لها، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، أن “مبدأ المبادرة الملكية مليون محفظة هو الاستفادة العامة الشاملة لكل التلاميذ بدون ميز أو تصنيف، ومهما كانت وضعياتهم الاجتماعية”، دون أن تقدم توضيحا حول سبب كتابة اسم المبادرة على المحافظ.

وأشارت إلى أن “جميع تلاميذ الإقليم الممدرسين بالسنة الأولى من السلك الابتدائي بالوسطين الحضري والقروي، تسلموا محافظ من نفس النوع والمحتويات، كما استفاد جميع تلاميذ الإقليم بالسنتين الثالثة ابتدائي والأولى إعدادي بالوسط القروي، من محافظ من نفس النوع وبنفس المحتوى”.

وأضاف البلاغ ذاته، أن جميع تلاميذ الإقليم يستفيدون بدون استثناء أو تمييز من هذه المبادرة، عكس التدوينات التي اعتبرت أن تلك المحافظ سُلمت لفئة هشة وخلفت نوعا من التمييز بين صفوف التلاميذ.

وكان عدد من النشطاء الفايسبوكيين، قد اعتبروا أن طبع رمز المبادرة على المحفظة هو أمر “مهين” للتلاميذ الذي استفادوا منها، ويكرس الطبقية بينهم، كما ستؤثر على نفسية عدد منهم.

وفي هذا الإطار، قال الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال عادل بنحمزة، في تدوينة على “فيسبوك”، إن صورة المحفظة المتداولة على صفحات الفايسبوك، لا”ستحق سوى كلمة واحدة..”العار”، إنها تمثل عقلية تحتقر المواطنين، و تنظر إلى الفقر نظرة تحقيرية، بل أصبح الفقر مسألة بنيوية يتم تأطيره بمبادرات، ليس لإنهائه و القضاء عليه، بل لهيكلته و ضمان إستمراريته و توارثه بين الأجيال، في الوقت الذي يتطلب الأمر سياسات عمومية حقيقية، لا يمكن أن تكون ناجعة، دون الحسم في مسألة الديمقراطية و القضاء على الفساد”.

البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية إيمان اليقعوبي بدورها علقت على صورة المحفظة بالقول، إن “المنطق السليم ألا تبنى الدولة على العطايا. فعوض شراء الولاءات بالعطاء، نحتاج دولة تمكن الأسر والمواطنين من الوصول لاحتياجاتهم بنفسهم، هذا على مستوى المبدأ العام الذي لا يسري فقط على المحافظ بل على أمور عديدة وكثيرة، لكن وإن حصل وقدمت الدولة شيئا للمواطنين بمنطق أن قيامها بأدوارها الاجتماعية مسؤولية وإن اختلفنا حول طريقة تقديم الخدمات الاجتماعية، فأقل الواجب تقدمه بطريقة فيها الكثير من الستر واحترام كرامتهم وعزة نفسهم”.

وتابعت، “واجب الدولة هو الحفاظ على كرامة المواطنين، كما أن في هذا الأمر رسالة تربوية للأجيال الصاعدة التي ستتعلم أن الصدقة ليست هي الأصل، وبالتالي لن يظهر جيل يمد يده بكثير من التطبع، وأيضا لن نعزز منطق التفاوتات الاجتماعية داخل المدرسة والمجتمع، ليصبح للفقير “وسم” خاص بشير لفقره”.

ووجه الصحافي المصطفى العسري، نداء نشره على صفحته بـ”فاسبوك”، جاء فيه، “يا عامل إقليم الخميسات.. يا وزير الداخلية .. يا وزير التربية والتعليم.. يا رئيس الحكومة.. هل ترضوا لأبنائكم أن يحملوا هذا المسخ على ظهورهم لسنة كاملة .. وتشوهونهم بفقرهم..

وقال ناشط فايسبوكي آخر يدعى الخليل، إن “المسألة واضحة التمييز بين الطبقات، على الأقل لوكان بغيتو ديرو رمز المبادرة الوطنية ديروها داخل المحفظة، راه الناس عندها كرامتها و مترضاش بالذل”، فيما اعتبر ناشط آخر يدعى ضيف الله، بكون المغرب “في حاجة لمبادرة ترقى بالتعليم إلى الصفوف الأولى عالميا ألم يكن المغرب رائدا في التعليم و كانت به أول جامعة في العالم”.