سياسة

أوريد: عبد الله إبراهيم كان يصف المغرب بأنه غني وسكانه فقراء

قال الباحث ومؤرخ المملكة السابق حسن أوريد، إن عبد الله إبراهيم الذي يعين أول رئيس للحكومة بعد نيل المغرب لاستقلاله، كان يصف المغرب بأنه بلد غني ويتوفر على ثروات هائلة، غير أن سكانه كانوا دائما يعيشون حالة الفقر.

وأوضح أوريد، الذي كانت يتحدث في ندوة علمية نظمتها مؤسسة عبد الله إبراهيم، اليوم السبت بمراكش، أن إبراهيم كان يعزو ذلك التناقض بين المغرب لكونه بلدا غنيا وسكانه فقراء، لأسباب تاريخية وثقافية وفلاحية.

وأشار أوريد، إلى أن عبد الله إبراهيم قدم مسحا غير مسبوق لأسباب تفشي الفقر المغرب، مبرزا أن ذلك يمتد إلى زمن الرومانيين مرورا بالفترة الإسلامية وانتهاء بالفترة الاستعمارية، حيث لم يعش المغاربة خلال الفترات المذكورة أي لحظة ديمقراطية.

وأبرز الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، أن عبد الله إبراهيم كان يعتبر أن الأنظمة السياسية التي عرفها المغاربة خلال جميع فترات تاريخهم لم تكن ديمقراطية، بما فيها الفترة الإسلامية مع دولة الأدارسة التي لم تلتزم بمبادئ الإسلام.

وأضاف أن المرحلة الوحيدة التي تمتع فيها المغاربة بنظام ديموقراطي نسبي كانت مع فترة حكم الفينيقيين، الذين تميزت فترتهم بالانفتاح على الساكنة المحلية وانبنى نظامها على النظام الديمقراطي التشاوري.

وأوضح أن الفترات الأخرى في تاريخ المغرب تميزت بتوظيف الدين في السياسة وتوظيف القوة من أجل قمع المعارضين (العهد الروماني) وتوظفت القبلية بناء على مبدأ فرق تسد خلال الفترة الاستعمارية.

وأشار إلى أن عبد الله إبراهيم كان يعتبر أن النزوع الإقطاعي كان مهيمنا في تاريخ المغرب، وهو ما أعاق تطور المغرب، مضيفا أن عدم التوزيع الزراعي العادل يعتبر أيضا سببا مهما في تفشي الفقر.

وأورد أوريد ضمن تدخله، أن عبد الله إبراهيم كان يعتبر أن انتشار الفقر بالمغرب وتأخر التنمية مرتبط بمشكل ثقافي يتمثل في التعدد اللغوي والعلاقة بين النخبة والشعب، مشيرا إلى أن النخبة بالمغرب كانت فرنسية وكانت تفرض لغتها على المجتمع، ولم يستطع التواصل بلغة النخبة سيبقى في الهامش.