المغرب العميق، مجتمع

آسا.. مطالب اجتماعية استعجالية لإنهاء “العقاب الجماعي”

تشهد مدينة آسا، حالة من “الاحتقان الاجتماعي” بعد وفاة ثلاث شبان وإصابة آخرين على إثر حوادث سير متفرقة بالمدينة، أرجعتها ساكنة المدينة إلى “التهميش الذي يطال المنطقة وبنياتها التحتية من طرق وإنارة عمومية وخدمات طبية استعجالية”.

وخرجت ساكنة آسا، مساء الجمعة الماضي، للمطالبة بـ”حقوقها ومحاسبة المتورطين في فساد وكساد المنطقة”، وللتنديد بـ”الحيف والظلم والتهميش والعقاب الجماعي الذي تعيشه آسا وساكنتها منذ عقود”.

وبحسب وثيقة توصلت بها جريدة “العمق”، فإن ساكنة آسا تطالب من المسؤولين المحليين والمركزيين بتحقيق عدد من “المطالب التي نرى بأنها ضرورية ومستعجلة مقسمة حسب طبيعتها إلى ما هو حقوقي وقانوني، اقتصادي، اجتماعي”.

وفي الشق الحقوقي، تطالب الساكنة بـ “جبر الضرر الجماعي لساكنة المنطقة (ضحايا حرب الصحراء، ضحايا الاختطاف، مجهولي المصير، ضحايا الحراك الاجتماعي على امتداد العقود الثلاثة الماضية)، وخلق عدالة مجالية أسوة بباقي أقاليم الصحراء تراعي الخصوصية الطبيعية والاقتصادية للإقليم”.

وقانونيا، تطالب بـ”معالجة حقيقية للمشاكل المرتبطة بالعقار والذي أصبح مطية الاغتناء من طرف البعض، وحماية المجال الرعوي بالإقليم من كل الاستثمارات المجهولة المقاصد وغير المنتجة، وإسقاط كل المتابعات في حق المتابعين في ملف تيزيمي ومحاسبة المتورطين في مقتل الشهيد رشيد الشين تبعا للتقارير الموازية الصادرة من قبل المؤسسات الرسمية”، بحسب الوثيقة ذاتها.

وتطالب ساكنة أسا، في المجال الاقتصادي بـ”خلق استثمارات بالمنطقة تنهل من موارد ومؤهلات المنطقة الاقتصادية من شأنها الإسهام في التخفيف من العطالة بالإقليم والتي تسجل أعلى المعدلات على المستوى الوطني، وتبني مقاربة تنموية حقيقية عوض نهج أسلوب عبارة عن مسكنات مرحلية أثبتت فشلها الذريع”، بالإضافة إلى “تمكين كفاءات المنطقة من حملة الشواهد والخريجين من وظائف بالقطاعات العامة وشبه العامة”.

واجتماعيا، المطالبة بـ”تحسين الأوضاع المعيشية لعدد من الفئات الهشة بالاقليم (أرامل، ذوي الاحتياجات الخاصة، ضحايا الألغام، المتقاعدين…)”، وصحيا، “الإسراع بتجهيز المستشفى الإقليمي بما يلزم من معدات وأطر طبية كفيلة بتحسين الخدمات الصحية بالإقليم مع الاعتناء بالمستوصفات بالمجالين الحضري والقروي”.

الوثيقة التي تضمنت مطالب ساكنة آسا نبهت كذلك إلى ضرورة “إيجاد حل جذري ونهائي لمشكل الماء الشروب عبر الإسراع بتجديد شبكة قنوات الماء الصالح للشرب وإضافة خزانات توزيع للمياه مع خلق ثقب مائية جديدة تغطي حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية، وإصلاح أعطاب قنوات الصرف الصحي”.

وطالبت الساكنة، أيضا، بـ”تقوية التيار الكهربائي عبر محطة حرارية خاصة بالإقليم من شأنها أن تغطي احتياجات الساكنة خاصة في فصل الصيف، وإعفاء الساكنة من فواتير الكهرباء خلال فصل الصيف، ومراجعة غلاء الفواتير وضرورة ارتباطها بالقدرة الشرائية للمواطنين”.

وبخصوص قطاع التعليم، أشارت الورقة المطلبية، إلى ضرورة “تحسين جودة ومردودية هذا القطاع من خلال بناء مدارس ابتدائية إضافية وثانوية تقنية، وفتح مسالك وشعب جديدة بالتكوين المهني”.

وإداريا، يطالب الآساويون بـ”الوقف الفوري لكل مظاهر وأشكال العبث والتسيب التدبيري الذي تشهده المدينة (تحرير الملك العمومي، الرقابة الطرقية، حماية أمن المواطنين، النظافة، التصدي لظواهر انتشار المخدرات والسرقة وغيرها من الآفات الداخلية”.

وسجلت ساكنة آسا من خلال ملفها المطلبي، ما أسمته “إفلات من لهم الصلة بالتجاوزات الخطيرة التي مست سلامة الساكنة وممتلكاتها من العقاب، زد عليه التراجع الخطير على مستوى الحقوق والحريات وكذا استمرار مذكرات البحث في حق المواطنين دون أي سند قانوني”.

وأشارت إلى “تردي مستوى وجودة القطاعات الخدماتية على جميع الأصعدة وكأننا أمام عقاب جماعي سلط على ساكنة هذا المجال، وتشويه سمعة المنطقة عبر توالي الخرجات الإعلامية لعدد من المنابر المقربة من السلطة ومحاصرة أبناء المنطقة من خلال منعهم من ولوج عدد من الوظائف خاصة العسكرية وشبه العسكرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *