خارج الحدود

إيطاليا تحت وقع صدمة عدم التأهل للمونديال والصحافة تعتبره “نهاية العالم”

قضى الإيطاليون الاثنين ليلة حزينة، بعد فشل منتخب بلادهم في التأهل لكأس العالم 2018، للمرة الأولى منذ 60 عاما، بعد تعادله سلبيا على أرضه مع المنتخب السويدي. ولم ترحم الصحافة الإيطالية “آلام” و”دموع” لاعبي المنتخب، حيث تصدرت التعليقات القاسية عناوين الصحف، التي رأت أن عدم التأهل للمونديال “نهاية العالم” و”إهانة” و”قفزة إلى الخلف”.

تحاول إيطاليا الثلاثاء الاستيقاظ من الصدمة وخيبة الأمل جراء فشل منتخبها في التأهل إلى كأس العالم لكرة القدم 2018، وغياب أبطال العالم أربع مرات عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما.

وفي الشوارع الإيطالية حيث رفعت في الأيام الماضية صور بوفون واللاعبين، شكلت الصدمة والحزن قاسما مشتركا بين السكان.

وقال دافيدي، الإيطالي الثلاثيني الذي يقطن في روما، “لدي شعور جديد، ليس فقط بالخسارة، بل أيضا بالإقصاء. هذا أمر مختلف، هذا أمر لم أشعر به قط من قبل”.

وفي أعقاب المباراة، أعلن لاعبون في المنتخب وضع حد لمسيرتهم الدولية، يتقدمهم بوفون، ولاعب وسط روما دانييلي دي روسي (34 عاما) وقطب دفاع يوفنتوس اندريا بارزالي (36 عاما)، بينما لم يتضح ما إذا كان جورجو كيليني (33 عاما) سيقدم على الخطوة نفسها.

وبعد دموع الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون مساء الاثنين، والذي أعلن اعتزاله دوليا عن 39 عاما بعدما حرم فرصة خوض المونديال للمرة السادسة في مسيرة زاخرة بالإنجازات، كان الموعد الثلاثاء مع التعليقات القاسية للصحافة الإيطالية التي لم ترحم منتخب بلادها.

“نهاية العالم”

وعنونت صحيفة “لا ستامبا”، “نهاية العالم (…) وداعا للمونديال”، معتبرة أن ما جرى يمثل “قفزة إلى الخلف”.

أضافت “هناك ما هو أسوأ في الحياة. لكن في هذا السياق، يصعب هضم ما جرى. إنها قفزة إلى الخلف لـ60 عاما وفي عصر خرجت فيه إيطاليا بشكل قاس مرتين من دور المجموعات”، في إشارة الى أقصاء المنتخب في 2010 و2014 من الدور الأول للنهائيات.

وعنونت صحيفة “كورييري ديللا سيرا”، “من دون مونديال بعد 60 عام”، مع صورة للقائد الحارس المخضرم جانلويجي بوفون وهو يبكي.

وكتب ماسيمو غراميليني في الصحيفة “مونديال من دون إيطاليا، أو بالأحرى إيطاليا من دون مونديال. وداعا أيتها الليالي السحرية، وداعا لمجموعات المتفرجين وفي أيديهم قطعة بيتزا وقارورة جعة. الوهم أن نعول على شيء ما، على الأقل في كرة القدم”.

وكرست صحيفة “لاغازيتا ديللو سبورت” صفحتها الأولى لعنوان عريض هو “النهاية” مع صورة لبوفون الذي أعلن بعد المباراة اعتزاله اللعب دوليا، بعدما كان يأمل في خوض المونديال السادس له.

من جانبها، جمعت صحيفة “لا ريبوبليكا” عبارات عدة في عنوان واحد “خسارة الأتزوري، المونديال من دون إيطاليا. دموع بوفون: لقد فشلنا”.

واعتبرت الصحيفة اليسارية أن الخسارة “ستكون لها انعاكاسات سلبية ليس فقط على كرة القدم وإنما أيضا على الناتج المحلي الإجمالي”.

وذهبت صحيفة “توتوسبورت” الرياضية التي تصدر في مدينة تورينو، إلى أبعد من ذلك، وكتبت “إيطاليا لن تذهب إلى المونديال لأنها لا تستحق ذلك. الإهانة لا تطال فقط (جانبييرو) فنتورا الذي لن يكون مدربا للمنتخب بعد اليوم، وإنما منظومة كرة القدم”.

ورمت صحيفة “كورييري ديللو سبورت” بدورها “الجميع خارجا!” في عنوان كبير على صفحتها الأولى، معتبرة أن “فنتورا سيذهب، لكن يجب ألا يكون الوحيد”.

“الأضرار الاقتصادية لعدم التأهل للمونديال”

وبدأت وسائل الإعلام الإيطالية أيضا بتقييم “الأضرار الاقتصادية” لعدم التأهل إلى كأس العالم، في بلاد يعشق سكانها كرة القدم، وتعد بطولتها المحلية واحدة من أبرز خمسة دوريات أوروبية.

وبحسب تقديرات الصحف، ستبلغ خسائر كرة القدم الإيطالية نحو 100 مليون يورو، تتوزع بين المبالغ التي تنالها المنتخبات كبدل للمشاركة في كأس العالم، وخسائر النقل التلفزيوني لمباريات المونديال للقنوات الإيطالية (“راي” و”سكاي”) التي ستتراجع عائداتها الإعلانية في بلادها نظرا لأن منتخبها لن يكون مشاركا في البطولة.

وعلى سبيل المثال، بلغ معدل عدد مشاهدي هاتين القناتين خلال مباريات إيطاليا في كأس العالم 2014، نحو 17,7 مليون شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *