منتدى العمق

مجالات الارشاد والتوجيه دعامات اساسية للنهوض بقطاع التعليم

إن مجالات الإرشاد والتوجيه في التنمية البشرية عديدة وهناك العديد من الاتجاهات في تصنيف المجالات على اعتبار أنها المجالات الرئيسية التي يحتاجها معظم الناس ونذكر على سبيل الحصر:
التصنيف الأول: تصنف مجالات الإرشاد إلى خمسة أقسام رئيسية:

1. الإرشاد العلاجي
2.الارشاد النفسي
3. الإرشاد التربوي
4. الإرشاد المهني
5.الارشاد التعليمي

التصنيف الثاني: ويضيف مجالات أخرى مثل: الإرشاد الأسري، ألزواجي، إرشاد الأطفال، إرشاد الكبار، إرشاد الشواذ ( غير العاديين ).

التصنيف الثالث: يصنف مجالات أخرى مثل: الإرشاد الصحي، الاجتماعي، الأخلاقي.

سنتحدث هنا عن مجالات التوجيه والإرشاد في المدرسة والتي يقوم المرشد الطلابي – كمصطلح اكاديمي والكوتش * المدرب* كمصطلح نطلقه على ممارس التنمية البشرية – بالعمل في ضوئها لأهميتها في مجال التربية والتعليم وهذه المجالات هي:

أولاً: الإرشاد الديني والأخلاقي:
الدين الإسلامي هو الطريق الصحيح لبقاء ودوام القيم الأخلاقية التي تعتبر إطاراً مرجعياً لسلوك الفرد وأسلوب حياته.
الأخلاق هي الدعامة الأولى لحفظ المجتمع، ويهدف التوجيه الإرشاد الديني والأخلاقي إلى:
1. إكساب التلميذ بعض القيم النابعة من تعاليم الإسلام وتوقير القدوة الحسنة.
2. العمل على تكوين الشخصية المسلمة من خلال التأكيد على السلوك الحسن.
3. تحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي والعمل بمكارم الأخلاق.
4. غرس الآداب التي تزين المسلم وتكوين الشعور بالمحبة للفضائل والقيم الأخلاقية.
5. البعد عن الرذائل والشرور والأخلاقيات الفاسدة.

أهم البرامج التي تساعد في تحقيق هذه الأهداف نلخصها فيما يلي:
1. نشر تقافة التدريب والاستشارات والمشاركة في الدورات والمحاضرات التي من شأنها ان تدعم نفسية الافراد ونركز على تصالح الفرد مع نفسه وشعوره بالرضا التام ما يشعره بالسلام الداخلي، وهذه مصطلحات لايمكن ايجادها إلا في علم التنمية البشرية على اعتبار ان هذا العلم يعد الكتاب والسنة مرجعه الاساسيين .

2. إصدار نشرات هادفة والتي تعزز العقيدة الإسلامية والحفاظ على أواصر المحبة والإخاء بين التلاميذ والعاملين في المجتمع المدرسي.
3. عقد الندوات والمحاضرات الدينية وإشراك ذوي الاختصاص من داخل المدرسة وخارجها.
4. الإذاعة المدرسية والصحف الحائطية والاستفادة من معلمي مادة التعبير والقراءة.
5. العمل و الاستفادة من كل ما يخدم هذا المجال من برامج وأنشطة.

ثانياً: الإرشاد التربوي:
عملية تتضمن تقديم خدمات إرشادية عبر برامج وقائية وإنمائية وعلاجية في جميع المستويات الدراسية بدءًا من الابتدائي الى السنة الثانية باكلوريا لمساعدتهم على اختيار الدراسة المناسبة والالتحاق بها والاستمرار فيها والتغلب على المشكلات التي تعترضهم بهدف تحقيق توافق النجاح.

أهدافه:
1. مساعدة التلميذ على بذل أكبر جهد في التحصيل العلمي والتكيف المدرسي.
2. مساعدة التلميذ في استغلال قدراته وميوله والتعامل مع المشكلات الدراسية التي قد تعترضه.
3. تقديم الخدمات الإرشادية المناسبة والرعاية التربوية الجيدة للتلاميذ بجميع فئاتهم العمرية من معيدين ومتأخرين دراسياً ومتفوقين وموهوبين.

برامج الإرشاد التربوي:
1- حصر التلاميذ المعيدين لسنة فأكثر ويكون من بداية العام الدراسي ومتابعتهم طيلة العام الدراسي.
2- استقبال الطلاب المستجدين بالصف الأول الابتدائي وإعداد برنامج خلال الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي.
3- متابعة الطلاب المتأخرين دراسياً حسب نتائج تقاريرهم الشهرية والفصلية ومتابعتهم ووضع الخطط العلاجية المناسبة لهم.

4- رعاية التلاميذ المتفوقين وتكريمهم شهرياً وفصلياً وسنويا.

5- إصدار النشرات التربوية في مجال الإرشاد التربوي كالاستذكار الجيد وتنظيم الوقت وآثار الغش على التلاميذ.
6- حث التلاميذ على الاستفادة من مراكز الخدمات التربوية.
7- دراسة الظواهر التربوية على مستوى المدرسة لمساعدة التلميذ في التغلب على المعوقات.

9- رعاية التلاميذ الموهوبين وتقديم الخدمات اللازمة بشكل يساعدهم على الابتكار و الابداع.
10- متابعة ورعاية الطلاب وذوي المشاكل السلوكية المتكررة ومساعدتهم في التصدي لهذه المشكلات.
11- متابعة حالات التأخر الصباحي والغياب المتكرر وإيجاد الحلول للحد من تكرار ذلك.

ثالثاُ: الإرشاد الوقائي
يهدف إلى توعية وتبصير التلاميذ حول الآثار التي يتعرض لها بعضهم من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية وإزالة أسبابها مثل:
1- أضرار عدم تناول الإفطار مبكراً على الصحة.
2- أضرار عدم لبس الملابس الكافية أثناء فصل الشتاء.
3- التدخين والمخدرات وأضرارا ها.
4- حوادث الطريق وكيفية الوقاية منها.
5- مرافقة أصدقاء السوء.
6- بيان أضرار التقليد الأعمى لبعض السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا كالملابس وقصات الشعر.
7- الكتابة على الجدران والمقاعد الدراسية ودورات المياه.

البرامج في مجال الإرشاد الوقائي:
1- حصر التلاميذ ذوي الإعاقة البسيطة ( حسية مثل ضعف السمع، ضعف البصر، عدم سلامة النطق ) في بداية العام والتنسيق مع أولياء أمورهم لتقديم الخدمات العلاجية المناسبة لهم.
2- التنسيق مع الوحدات الصحية في تنظيم زيارات للمدرسة للكشف الطبي على الطلاب والتثقيف الصحي.
3- الاستفادة من برامج الأسابيع التوعوية خلال العام لما يعود بالنفع على الطالب مثل: أسبوع المرور ـ عيد الأم ….
4- التوعية باضطرار التدخين والمخدرات من خلال:
أ‌- إصدار النشرات الوقائية والملصقات وإلقاء المحاضرات والندوات.
ب‌- حصر التلاميذ المدخنين في المدرسة والقيام بمقابلات فردية معهم وجماعية.في جلسات الكونشينغ الدراسي.
ج-خلق لجن في المجتمع المدني لمكافحة التدخين المتمثلةفي جمعية الآباء.
د- زيارة المعارض الخاصة بالتوعية عن أضرار التدخين والمخدرات.

رابعاً: الإرشاد السلوكي :
يهدف إلى تقديم المساعدة النفسية اللازمة للتلاميذ وتتركز في فهم شخصية التلميذ وقدراته واستعداداته وميوله وتبصيره بمرحلة نموه التي يمر بها ومتطلباتها النفسية والاجتماعية والفسيولوجية ومساعدته في التغلب على مشكلاته.
كذلك يهدف إلى رعاية الجوانب السلوكية للتلاميذ من خلال برنامج رعاية سلوك الطالب وتقويمه والذي يهدف إلى تحديد الممارسات السلوكية وتعزيز الجوانب الإيجابية فيها. وإطفاء الممارسات غير المرغوب فيها.
ومن أهم البرامج والخدمات في مجال الإرشاد السلوكي:
1- حصر المواقف السلوكية غير المرغوب فيها بين التلاميذ وذلك من خلال ملاحظات المعلمين وإعداد الإحصائيات الشهرية والفصلية والسنوية لمتابعة مدى حجم هذا السلوك وتكراره.
2- دراسة الظواهر السلوكية .
3- الخدمات الإرشادية الفردية والجماعية عن طريق:
أ‌- المقابلات الإرشادية للتلاميذ المحتاجين لمثل تلك الخدمات ومتابعتهم.
ب‌- دراسة الحالات الفردية وممارسة التقنيات الإرشادية في المجال الإرشادي في دراسة المشكلات المتكررة التي تقع بين التلاميذ وبين مدرسيهم.

خامساً: الإرشاد التعليمي والمهني:
يعد التوجيه والإرشاد التعليمي والمهني من الخدمات الإرشادية الرئيسية ذات الارتباط الفعال بمتطلبات الفرد والمجتمع فعن طريقه يستطيع الطالب التعرف على ما يمتلكه من طاقات وقدرات وموازنتها بطموحاته ورغباته لتحقيق أهداف سليمة وواقعية.

أهـــدافــه:
1- وضع الفرد المناسب في المكان المناسب وبهذا نستطيع أن نحقق التوافق المهني الذي سيعود على الفرد والمجتمع بالمنفعة.
برامج التوجيه والإرشاد التعليمي والمهني.
1- إنشاء قسم او ورشة التوجيه المهني الأكاديمي بالمدرسة بهدف تحقيق التكيف التربوي للتلميذ ومساعدته على اختيار مستقبله حيث يتم تقديم المعلومات المتوفرة من المجالات الدراسية أكاديمياً ومهنياً.
2- إصدار النشرات وإلقاء الندوات والمحاضرات بالتنسيق مع ذوي الاختصاص.
3- توجيه التلاميذ بالصف الأول الثانوي للأقسام المختلفة حسب قدراتهم وميولهم واستعداداتهم بعد عمل استبيانات استطلاعية للتعرف على المهن المستقبلية التي تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم.
5- تكوين جماعة التوجيه المهني داخل المدرسة ومعرفة رغبة التلاميذ واتجاهاتهم المهنية والأكاديمية المستقبلية عن طريق إعداد البيانات الخاصة بذلك.
6- مخاطبة المؤسسات والقطاعات الحكومية لتوفير المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والتنسيق حول إمكانية الزيارات الميدانية لهم.
7- زيارة معارض التوجيه والإرشاد التعليمي والمهني

سادساً: التوجيه والإرشاد الاجتماعي.
تهدف خدمات التوجيه والإرشاد الاجتماعي إلى التنشئة الاجتماعية من خلال تعويد الطالب على الاتجاهات الاجتماعية الايجابية المتمثلة في حب الآخرين والتعاون مع زملائه التلاميذ …. وتقديم المساعدة لمن يحتاج من المجتمع المدرسي وتقبل زملائه الطلاب الذين يختلفون معه في الرأي أو يختلفون عنه في الخلفية الاجتماعية.
من أبرز البرامج في هذا المجال.

1- تكوين الاتجاهات الايجابية نحو الزملاء والمعلمين والمحافظة على العادات والتقاليد واحترام القيم الاجتماعية وطاعة الوالدين.
2- إصدار النشرات الخاصة بحث التلاميذ على المحافظة على الأثاث المدرسي والممتلكات العامة وتوجيه سلوكهم نحو إتباع التعليمات والأنظمة المدرسية.
3- إعداد برنامج تكريم التلاميذ المثاليين في سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين.
4- المشاركة في أسابيع التوعية العامة.
5- حث التلاميذ على العمل الجماعي كالرحلات والخدمة العامة والنظافة والمسابقات الثقافية والاجتماعية والندوات والمسرح وذلك لاعتبار النشاط المدرسي ميداناً خصباً للتوجيه والإرشاد.

فحتى في الدول المتقدمة،الصين مثلا فقد ابدعت في هذا القطاع بحيث قامت بخلق مادة اسمتها بمادة الاخلاق والتي يتعلم فيها الاطفال طقوس الاخلاق والاحترام والتوقير،فإن لم نغرس القيم في مرحلة الطفولة فل ننتظر الكوارث …
وبهذا يكون خلق قسم الإرشاد والتوجيه والاستشارات دعامة ان لم نقل دعامات اساسية للنهوض بقطاع التعليم،لما يشهده هذا الاخير من تدني في التحصيل الدراسي و السلوكي،بحيث اصبحت المدرسة مسرحا للجرائم بعدما غيب دورها المتمثل في التربية والتعليم،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *