مجتمع

اعتقال مسيحي بالرباط.. بين نفي الأمن وتنديد “الأقليات الدينية”

أثارت الأنباء المتضاربة عن اعتقال شاب مغربي يعتنق الديانة المسيحية بالرباط، جدلا في الوسط الإعلامي والحقوقي، وذلك في ظل تأكيد الخبر من طرف حركة تنوير والرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان واللجنة المغربية للأقليات الدينية، ونفي الأمر من طرف المديرية العامة للأمن الوطني.

“اللجنة الوطنية للأقليات الدينية”، قالت إن قوات الأمن اعتقلت شابا مسيحيا “لحسن.م” يبلغ من العمر 23 سنة، وذلك في فضاء عمومي بحي التقدم بالرباط أول أمس الأربعاء واقتياده إلى مقر ولاية الأمن بالرباط، بسبب حمله لكتب مسيحية، قبل أن يتم إطلاق سراحه أمس الخميس، دون توجيه أية تهمة له.

الأمن ينفي

غير أن المديرية العامة للأمن الوطني، نفت بشكل قاطع، “واقعة الاعتقال المزعومة التي نشرتها منابر إعلامية أجنبية ووطنية، وتناقلتها تقارير منسوبة لجمعيات ومنظمات مدنية”، مستغربة “نشر هذه الأخبار الزائفة، مع أنها توفر آليات مؤسساتية للتواصل للإجابة الدائمة عن استفسارات وسائل الإعلام الوطنية والدولية”.

وأشارت المديرية في بلاغ لها، أن “مصالح الأمن بالرباط لم تعتقل أي شخص بالتهم والهوية المنشورة في وسائل الإعلام وفي التقارير المغلوطة المنشورة، كما أنها لم تخضع أي مواطن مغربي أو أجنبي لتدبير مقيد للحرية أو لأي نوع من إجراءات البحث من أجل الأفعال المزعومة”.

وأوضحت مصالح الأمن الوطني أن الحديث عن مزاعم التعذيب والمعاملة الحاطة من الكرامة التي تعرض لها الشخص الوهمي المذكور في التقارير المنشورة، إنما هي اختلاقات وادعاءات ترتكز على واقعة افتراضية، لم تعالجها أو تسجلها مصالح ولاية أمن الرباط نهائيا، وذلك وفق بلاغ نشرته وكالة الأنباء الرسمية، وفق البلاغ ذاته.

“الأقليات” تندد

بالمقابل، كشفت “اللجنة المغربية للأقليات الدينية”، أنها أجرت مقابلة مع الشاب المسيحي المذكور، واصفة ما وقع بأنه “احتجاز لمواطن بسبب دينه، حيث صرح هذا الأخير أن رجال الأمن مارسوا عليه ضغوطات عنيفة من أجل أن يعلن دخوله في الإسلام، وقد رفض ذلك، ما عرضه للعنف اللفظي وتوجيه لشخصه شتائم طيلة مدة الاعتقال، وأشار إلى أنهم خاطبوه بنعوت مسيئة”.

وأوضحت اللجنة في تقرير لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، أن المسيحي المذكور “تم احتجازه بمخفر الشرطة حيث واجه سوء المعاملة، وتم وضعه إلى جانب أشخاص متهمين بالقتل، ليصرح أنه تجنب كشف سبب اعتقاله لكي لا يتعرض للعنف المادي، وأنه نام على الأرض طيلة ليلة الاحتجاز، وتعرض للتهديد مرات عدة بالسجن 5 سنوات إذا لم يعلن إسلامه، وهو ما جدد رفضه بدعوى أنه مقتنع بالدين المسيحي”.

وأضاف التقرير أنه “تم حرمان المسيحي لحسن، الذي يعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من النقصان في النظر، من إجراء مكالمة هاتفية مع والدته”، مشيرا إلى أنه لم يكن يمارس أي نشاط تبشيري. حيث تم اعتقاله وهو بصدد ركوب سيارة أجرة للعودة إلى منزله. ولم يقدم أي طرف شكاية ضده.

ندوة صحفية

إلى ذلك، قال جواد الحامدي رئيس “حركة تنوير” ومنسق “اللجنة المغربية للأقليات الدينية”، إن اللجنة سترد على بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني بعقد ندوة صحافية خلال اليومين المقبلين، بحضور محامين وهيئات حقوقية، وذلك “لكشف حقيقة ما وقع”.

وأوضح المتحدث في اتصال لجريدة “العمق”، أن اللجنة المذكورة تابعت ملف اعتقال المسيحي لحسن عن قرب، متهما أفراد الأمن بـ”ترهيب الشاب المسيحي الذي يعيش تخوفا رهيبا بعد التشهير به”، واصفا بلاغ الأمن بأنه “استفزاز سنرد عليه بالندوة الصحفية”.

وتابع قوله: “إذا كنا نحن والمحامين وأسرة الشاب المسيحي والهيئات الحقوقية، كلنا نكذب، فعلى القضاء معاقبتنا بتهمة التلاعب والكذب على مؤسسات الدولة، ولكن إذا ثبت العكس فيجب على السلطات الأمنية معاقبة من خرقوا القانون واعتقلوا المسيحي لحسن دون أي سند قانوني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *