مجتمع

خبراء: السدود التلية حل ناجع لتجاوز أزمة المياه بدرعة تافيلالت

أجمع خبراء وباحثون خلال النسخة الثالثة من منتدى الخبراء والباحثين، المنظم يومي 21 و22 أبريل الجاري بمدينة، حول موضوع “الموارد المائية: التحديات والفرص في ظل التغيرات المناخية”، بمدينة ميدلت، (أجمعوا) على أن إحداث سدود تلية هو الحل الأنجع لتجاوز معضلة أزمة المياه بعدد من المناطق بجهة درعة تافيلالت، مؤكدين على أن خبرتهم في هذا المجال سيضعونها رهن إشارة مؤسسات الدولة بالجهة وباقي مناطق المغرب من أجل المساهمة علميا في حل هذه المشكلة.

فكرة المنتدى
الطيب صديقي، أستاذ بالجامعة الدولية بالرباط، ورئيس مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين، أوضح أن “فكرة المنتدى تأتي في فترة حساسة، خاصة وأن جهة درعة تافيلالت تعاني من أزمة ندرة المياه، التي لهاد دور في التنمية والاحتياجات الخاصة لمواطني الجهة”.

وأضاف صديقي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “المنتدى هدفه البحث عن حلول ناجعة لتدبير أزمة ندرة المياه بعدد من مناطق الجهة، خاصة بزاكورة وتنغير، والمناطق التي تعرف أنشطة فلاحية وتستهلك المياه بكثرة في الرشيدية”، مشددا على أن “الحل الأنجع لهذه المعضلة هو بناء سدود تلية من أجل تجميع المياه”.

وأكد أن مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين، وقعت السنة الماضية اتفاقية مع شركات يابانية من أجل مساعدة المؤسسة بخبرتها في مجال بناء السدود للتخفيض من تكلفتها، مضيفا أنهم كمؤسسة سيقدمون خبرتهم ويواكبون مؤسسات الدولة بجهة درعة تافيلالت وعلى الصعيد الوطني في هذا لمجال.

وفي هذا الصدد، أوضح صديقي، أن المؤسسة وقعت أيضا، أمس السبت 4 اتفاقيات شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالماء، منها ثلاثة مع الاحواض المائية بكل من زيز كير غريس، وسوس ماسة، وملوية، حيث ستضع المؤسسة خبرتها رهن إشارتهم للبحث عن حلول ناجعة، منها السدود التلية وكذا العمل على برامج تنموية على المدى المتوسط والبعيد.

سدود تلية
ومن جانبه، يرى الودغيري مولاي إدريس وهو أستاذ بكلية العلوم بمكناس، ونائب رئيس مؤسسة درعة تافيلالت للباحثين والخبراء، أن “المشكل الماء بجهة درعة تافيلالت فيه محورين كبيرين هما إما أن هناك ماء بكثرة وتحدث الفيضانات وتتضرر الحقول البنيات الطرقية وبالتالي يضيع ذلك الماء، أو في فصل الصيف تكون هناك أزمة مياه حتى في المناطق المعروفة بوفرته فيها ولا تجد الساكنة أو الجالية المغربية خلال هذا الفصل الماء الشروب أو لغسل الملابس”.

وقال الودغيري، في حديثه مع جريدة “العمق”، إن “الجهة تعاني دائما ولذلك جاء هذا المؤتمر ليخرج بتوصيات واقعية ولإيجاد حلول ناجعة للخروج من هذه المشكلة”، مشددا على أن “الخبراء منكبين على دراسة هذه المشاكل والقيام بتشخيص ودراسة للمشاكل من أجل الوصول إلى الحلول”.

ومن بين هذه الحلول بحسب المصدر ذاته، “إحداث سدود تلية من أجل تجميع مياه الفيضانات والويديان، وسنربح فرشة مائية قوية، والمياه ستكون في الآبار والخطارات أيضا، وبالتالي سنحيي الواحة من جديد”، مشددا على أن “الحل الآني هو سدود تلية بمواد محلية ويعمل فيها ساكنة المنطقة، ومثل هذه الحلو أعطت أكلها في دول أخرى”.

تفكير جماعي علمي
من جهته، قال فريد شوقي وهو أستاذ الاقتصاد بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن “العالم عرف أزمات اقتصادية ومالية، وذات طابع اجتماعي، والدراسات أكدت أن الأزمة التي سيعرفها العالم في السنوات القادمة هي أزمة الماء وجهة درعة تافيلالت مهددة بهذه الأزمة لهذا قرر منظمو هذا المنتدى جمع ثلة من الخبراء والباحثين الذين لديهم دراية بإشكالية الماء من أجل التفكير الجماعي وتشخيص الموارد المائية للمنطقة”.

وأضاف شوقي أن “الهدف منه ذلك هو الخروج بتوصيات وحلول مبنية على معطيات علمية ورؤية مستقبلية، ونبحث عن حل دائم وليس حلول ترقيعية”، مشددا على أنه “يجب أن يكون هناك تفكير مسؤول وجدي وينصب أيضا في المخطط العام للجهة”.

واعتبر المتحدث ذاته، أن “مثل هذه اللقاءات لديها أهمية كبيرة لأنها ستنطلق بمعطيات ميدانية حقيقية على أساس إيجاد حلول ناجعة”، مشيرا أن “الغريب في هذه الجهة أن أقاليمها تعرف في الشتاء كثرة المياه وفي الصيف موجة جفاف”، متسائلا “كيف يعقل أن تكون منطقة تعرف أمطار كثيرة ولا نستغله أو ندبره وليس لدينا حلول لاستغلال هذا الماء من اجل تفادي أزمة العطش”.

استغلال مفرط للمياه
وفي السياق ذاته، أكد خالد الجاكني وهو مهندس وخبير في مجال الماء، أن “المنطقة تعرف مجموعة من الاكراهات الطبيعية وأول إكراه طبيعي هو ندرة التساقطات وثاني إكراه هو عدم تلاؤم بعض الزراعات مع حجم وجود المياه في المنطقة، على سبيل المثال في منطقة زاكورة وفم زكيض والفايجة هي مناطق المنتجة للدلاح وتعرف استغلال مفرط للفرشة المائية والإشكال هو عدم تجدد هذه الفرشة آو تجددها بشكل بطيء لندرة التساقطات”.

وأضاف الجاكني أن “حوض زيز غريس كير والمعيدر، هو الحوض الذي يشهد ندرة هيكلية للماء يعني بنيوية على عكس بعض الأحواض المائية مثلا اللوكوس أو سبو الذي يتوفر فيها الماء”، مشيرا إلى أن “التحدي الذي يواجهه الخبراء والباحثين والمهتمين والحكومة هو تدبير هذه الندرة، وهذا التدبير يجب أن يكون أولا بملاءمة الزراعات لحجم المياه الموجودة ثانيا ببناء البنيات التحتية الخاصة بتجميع الأمطار من خلال السدود التلية والسدود الكبيرة ومن خلال المطافي، وحث الساكنة والمجتمع المدني على الحفاظ على الماء، فمثلا حفر بئر بدون ترخيص وقذف المقذوفات في الوسط المائي هذا من شأنه أن يضر الثروة المائية بالمنطقة التي هي أصلا هشة”.

فتح نقاش
وتتوخى الدورة الثالثة من منتدى الخبراء والباحثين بجهة درعة تافيلالت إشراك كل المتدخلين والفاعلين في القطاع العام والخاص وكذا المجتمع المدني لوضع آليات التدبير وسبل المحافظة على الماء اعتبارا لدوره الفعال والحيوي في تحقيق تنمية مسؤولة ومستدامة وذلك انسجاما مع التوجهات الملكية.

كما تروم هذه الدورة بحسب مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين، إلى فتح نقاش بناء، بين جل الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية، بشأن القضايا الجديدة المرتبطة بالموارد المائية لتدارس كل المواضيع من منظور علمي محض ولتبادل الخبرات والتجارب مع باحثين بارزين وطنيا ودوليا.

وشددت المؤسسة، على أهمية هذا المنتدى الذي يسلط الضوء على مجالات عانت من التهميش والإقصاء، مضيفة أن المنتدى خطوة أساسية قصد إعداد وتكوين قاعدة بيانات كفيلة بتأطير سبل ترشيد استعمال الماء، واقتراح حلول مناسبة للإشكالات المتعلقة بالمياه كمورد رئيسي في التنمية الاقتصادية وخلق فرص شغل من خلال الاستثمار: التعبئة، الولوجية والجودة، وللاستخدام المستدام للمياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *