سياسة

دول خليجية تعلن تضامنها مع المغرب ضد دعم إيران للبوليساريو

مباشرة بعد إعلان المغرب، قطع علاقته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بسبب دعم حزب الله اللبناني المقرب من طهران لجبهة البوليساريو الانفصالية، حتى بادرت عدد من الدول الخليجية إلى إبداء تضامنها مع المملكة المغربية في خطوتها هذه.

وكان المغرب قد أعلن في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، أنه قرر قطع علاقته بإيران بعد أن صد خلال شهر أبريل قيام مدربين عسكريين تابعين لحزب الله بالقدوم إلى مخيمات تندوف من إخضاع كوادر جبهة البوليساريو لتدريب عسكري يمكنهم من استخدام صواريخ أرض-جو وكذا صواريخ مضادة للطائرات.

وجاء أول تعليق خليجي على تحرك المغرب الديبلوماسي من وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، الذي أكد أن بلاده تدعم القرار المغربي، قائلا في تصريح نشره عبر حسابه الشخصي عبر “تويتر”: “نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما”.

ومن جانبه، قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية: “نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية”. وأضاف قائلا: “سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب، إرث تاريخي راسخ، أسس له الشيخ زايد والملك الحسن، وموقفنا ثابت في السراء والضراء”.

قرار سيادي

وفي الإطار ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن قرار قطع العلاقات مع إيران، تم اتخاذه لاعتبارات ثنائية صرفة، ولا يرتبط بأية تطورات إقليمية أو دولية.

وقال بوريطة في لقاء صحفي مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية إن هذا القرار لم يتخذ تحت أي تأثير أو ضغط، مذكرا باستئناف العلاقات بين البلدين سنة 2014 رغم أن إيران كانت تعرف أزمة في علاقاتها مع دول صديقة للمغرب.

وشدد على أنه عندما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة وبأمن وسلامة المواطنين، فلا يمكن للمغرب إلا أن يتخذ قرارات حازمة وواضحة.

من جانبه قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن قرار المغرب اليوم بقطع العلاقات مع إيران هو “قرار مغربي خالص”، مؤكدا في تدوينة له على “تويتر”، أن هذا القرا جاء “بعد أن ثبت بالأدلة أن إيران تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا وبالخبرات العسكرية مباشرة أو بواسطة “حزب الله” اللبناني”.

قطيعة ديبلوماسية

وفي هذا السياق، كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن سفير المغرب بإيران قد غادر اليوم طهران، مشيرا في لقاء صحفي، إلى أن سيستقبل القائم بالأعمال بسفارة إيران خلال 30 دقيقية من أجل مطالبته بمغادرة التراب الوطني حالا.

وقال بوريطة في اللقاء ذاته “لقد عدت للتو من زيارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث أجريت بطهران لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني جواد ضريف وأبلغته بقرار المملكة المغربية قطع علاقاتها مع إيران”.

واعتبر بوريطة أن هذا القرار هو رد على التورط الإيراني الواضح من خلال حزب الله في التحالف مع “البوليساريو” لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة، مسجلا أن المغرب يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمغرب.

عمل عدواني

إلى ذلك، أكد العمراني بوخبزة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة عبد الملك السعدي، أن “ما تقوم به إيران من دعم لحزب الله الذي يدعم جبهة البوليساريو، على مستويات متعددة هو عمل عدواني لا يمكن التعامل معه ببساطة”، مشيرا إلى أن المغرب “يعتبر القضية الوطنية خطا أحمر”.

وأضاف بوخبزة، في تصريح لجريدة “العمق”، تعليقا على قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بسبب دعمها للبوليساريو، أن “إيران لا تحاول المواجهة بشكل مباشر وتصرف أجندتها بطريقة ملتوية، فهي لن تدعم بشكل علني وصريح البوليساريو ولكنها بواسطة حزب الله اللبناني تدعم بشكل مباشر الجبهة”.

ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن إيران، اعتادت على هذا الأسلوب منذ الثورة الإيرانية في سنة 1979، وهو أمر أصبح مكشوفا الآن، فهي تدعم حزب الله للتدخل في لبنان، وتدعم الحوثيين للتدخل في اليمن وتدعم الشيعة في البحرين، وهو أسلوب تعتمده إيران منذ مدة وأصبح مكشوفا لدى الجميع”.

وأورد المتحدث ذاته، أن “المغرب يرغب دائما في أن تكون له سياسة خارجية مستقلة، وإن كانت فيها صعوبات كبيرة، فعودة العلاقات الثنائية بين المغرب وإيران كانت فيها نظرة غير مقبولة كليا من قبل الحلفاء الخليجيين خاصة السعودية”.

وتابع أن إيران لم تستوعب الرسالة التي وجهها المغرب عبر إعادة العلاقات الثنائية، على اعتبار أن طهران مطالبة بألا تتدخل في شؤون دولة تربطها بها علاقات دبلوماسية، فكان من المفروض أن تثمن خطوة المغرب بإعادة العلاقات الدبلوماسية وأن تكف عن المساس بمصالح دولة تربطها علاقات دبلوماسية مع إيران”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *