مجتمع

فيسبوكيون: سلسلة “الدرب” تحتقر المغاربة.. ومطالب بوقف بثها

لقيت السلسة الكوميدية “الدرب” التي تبثها القناة الأولى يوميا أثناء فترة الإفطار خلال شهر رمضان، انتقادات قوية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بسبب أسلوبها الذي اعتبره البعض “دخيلا على المجتمع المغربي ويستهزئ بالمغاربة ويحتقرهم وينزع من الطفولة براءتها”، فيما طالب منتقدون بتدخل المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية فيصل لعرايشي لوقف بث السلسلة.

مراسلة “الهاكا”

الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي، وجه رسالة احتجاجية إلى اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺗﺼﺎل اﻟﺴﻤﻌﻲ اﻟﺒﺼﺮي “الهاكا”، لوقف ما سماه “العبث”، معتبرا أن سيتكوم “الدرب” يتعامل مع المغاربة كأغبياء، ويتضمن احتقارا للمجتمع المغربي، مشيرا إلى أن لغة وطريقة الحوار تمس بالأطفال، واصفا السلسلة بأنها “لا تشرف العمل الإبداعي الوطن”، متسائلا بالقول: “هل هي فكاهة أم سخافة في القنوات التلفزية المغربية.. أين الإبداع واحترام المشاهدين؟” وفق تعبيره.

وأوضح الرامي لجريدة “العمق”، أنه راسل “الهاكا” وطالب بتدخل المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية لحماية المشاهد المغربي، معتبرا أن منتجي القناة “يسخرون من المواطن المغربي”، حيث جاء في رسالته: “نرجو منكم التدخل لوقف سلسلة سيتكوم: الدرب التي لا تشرف العمل الإبداعي الوطني.. هذه السلسلة تتعامل مع المغاربة على أساس أنهم أغبياء.. الذين لا يحسنون إلا الضحك على “تعواج الهدرة ولكمامر”.. وفيها امتهان واحتقار للمجتمع المغربي.. وأيضا الخطير في كل هذا اللغة وطريقة الحوار التي ستمس بالأطفال”.

سيتكوم “الدرب” الذي يبث خلال شهر رمضان على القناة الأولى، يعرض في قالب كوميدي صراعا بين مالك مقهى للإنترنت وصاحبة مكتبة، حيث تحدث مواقف طريفة ومضحكة تجمع بين أصدقاء وعائلة الطرفين، وهي سلسلة من إخراج هشام العسري، وتشخيص ممثلين معروفين من قبيل سامية أقريو، بشرى أهريش، حسنة الطمطاوي، البشير واكين، بنعيسى الجيراري، وعدد من الكوميديين الشباب، أمثال طاليس، رشيد رفيق، فدوى طالب، حمزة الفيلالي وقمر السعداوي.

نشطاء على فيسبوك وصفوا السلسلة بـ”الحموضة الإعلامية الرمضانية”، مطالبين بإيقاف بث “هذه المهزلة والارتقاء شيئا بعقول المغاربة”، فيما دعا آخرون إلى إضافة القنوات العمومية إلى حملة المقاطعة، والتواصل مع البرلمانيين من أجل وضع أسئلة بالبرلمان للوزراء المعنيين حول هذه الإنتاجات الرمضانية.

“مهزلة .. المقاطعة”

أحد النشطاء علق على السلسلة بالقول: “هذه المهازل التي تبث على القنوات المغربية المحدودة، نتاج للانحطاط القيمي والمجتمعي وانحطاط المنظومة التربوية والتعليمية على جميع المستويات ومنها الفنية، وأصبح الفراغ الإبداعي المبني على التعلم والبحث، يستغله بعض الكراكيز لمسنطحين للاسترزاق بدون كفاءة وتكوين أكاديمي بتشجيع من مستحوذين على الأخضر واليابس في هذه البلاد”.

وكتبت فيسبوكية: “شفت حلقة الأولى تصدمت، كلهم كيعوجوا في وجهوهم وفمهم، لا علاقة في التمثيل ولا السيناريو ولا الاخراج”، وعلق آخر: “فعلا الحوار زنقوي متعمد، بغاوا يبدلوا لينا طريقة الكلام وإدخال مصطلحات لا علاقة للمغاربة بها”، فيما قال ناشط ثالث: “فضيحة.. مابقا غير يخرجوا يديهم من التلفازة ويهروا الوحد باش يضحك، باسلين وحامضين، وهذه القناة دائما تسير عكس طموحات الشعب المغربي”.

ونصح أحد رواد الموقع الأزرق، الآباء بعدم ترك أبنائهم أمام القناة الأولى من أجل تفادي مشاهدة هذا السيتكوم، مردفا بالقول: “الأطفال غادين يتشبعوا من الطريقة المنحطة التي تتكلم بها هذه الصبية التي فرضت عليها من طرف عائلتها للأسف من أجل المال”، وأضاف آخر: “للأسف جميع البرامج فيها رداءة الحوار والألفاظ والعنف وقلة الاحترام.. اش بغاو يوقع فالمجتمع كثر من لي فيه.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وطالب أحد النشطاء بشكل ساخر، بتشميع القنوات الوطنية وصرف أموالها علي التعليم والصحة، موضحا بالقول: “نحن لم نصل بعد إلى مستوي الإعلام أو الفن مادامت المستشفيات في شكل مستقتلات”، بينما اعتبر آخر أن السلسلة تمثل “برامج منحطة تعكس صورة الساهرين عليها وذوقهم، يريدون إفساد الباقي من هذا الجيل، يريدون إلهاء الشعب و تنويمه عن القضايا الأساسية”، مشددين على ضرورة “مقاطعة كل ماهو رديء و لا يتناسب مع ثقافتنا وإرثنا الثقافي والحضاري”.

“خيبة للآمال”

الناقد الفني الطالبي مصطفى، اعتبر في حوار منشور على “العمق”، أن الأعمال الكوميدية (السيتكومات) التي تُبث على القنوات العمومية خلال رمضان الجاري، “مخيبة للآمال ومستواها رديء جدا، لا شكلا ولا مضمونا ولا وجود لأفكار مميزة”، مضيفا أنه “في السنوات الفارطة على الأقل كنت تشاهد عملا ذو فكرة جيدة، حتى لو كانت بعض الحلقات ضعيفة”.

وأوضح الفن أن هذه السنة “غابت الأفكار الجيدة ولا وجود لحوار، وحتى بعض الأسماء المعروفة في هذه الأعمال الكوميدية، كنا نتوقع أن تطرح أعمال ذو مستوى، لكن حصل العكس”، داعيا إلى ضرورة إجراء تقييم شامل وطرح بديل، مشيرا إلى المشاهدين من عامة الناس “بدؤوا في الدعوة إلى مقاطعة هذه الأعمال”.

بالمقابل تقول القناة الأولى في وصفها لسلسلة سيتكوم “الدرب”، إنه يعرض “صراعا بين التقليدي والعصري، المكتوب والإلكتروني، حيث صلاح إلى تجاوز أزمة العطالة التي يمر منها، من خلال نشر ثقافة المعلوميات والإنترنت على سكان الحي، وسعاد المثقفة، قاطنة الحي الجديدة، الطامحة إلى توعية وتشجيع القراءة بين السكان”.

وتوضح أنه “وفي ظل هذه الصراعات نكتشف مواقف طريفة ومضحكة تجمع بين أصدقاء وعائلة الطرفين،
 فكيف سيتعامل صلاح مع منافسة سعاد؟ وهل ستتمكن الأخيرة من إقناع سكان الحي بمشروعها؟ وإلى أي طرف سينحاز الأصدقاء والعائلة؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *