مجتمع

مستشفى القرب بدمنات.. مرفق صحي يفاقم معاناة المرضى‎

عبدالمالك أهلال

بعيداً عن التصريحات الرسمية التي أطلقها مسؤولو وزارة الصحّة بشأنِ تعزيز العرض الصحي بجهة بني ملال خنيفرة، بعد تدشين وزير الصحة لمستشفى القرب بدمنات بإقليم أزيلال يوم فاتح يونيو الجاري والذي كلف تشييده أزيد من 67 مليون درهم، يطرَح الكثير من المواطنين سؤال جدوى هذا التدشين، طالما أن هذا المستشفى، الذي علقت عليه آمال كبيرة للتخفيف من معاناة أزيد من 200000 نسمة، يفتقر إلى موارد بشرية كافية لتقديم خدمات في مستوى تطلعات المواطنين.

“كون غير خلاو السبيتار القديم” هكذا بدأت سيدة حديثها للعمق، وتُضيف بغضب: “التحليلات لي كنا نديروهم فابور فالسبيتار القديم ولات بالفلوس والراديو حتى هو ولى بالفلوس”.

ما صرحت به هذه السيدة لقي شبه إجماع من عدد من المواطنين الذين التقت بهم العمق، الذين أضافوا في تصريحات متطابقة أن آمال المواطنين كانت معلقة على هذا المستشفى للتخفيف من معاناتهم والحد من تنقلاتهم اليومية إلى مستشفيات مدن أخرى، وهو ما لم يحصل خصوصا أن النساء الحوامل لا زلن يتنقلن إلى أزيلال وقلعة السراغنة ومراكش، على حد تعابيرهم.

مواطن آخر تحدث إلى العمق وعلامات القلق بادية على محياه، تحدث عن معاناة نساء حوامل جيء بهن إلى مستشفى القرب بدمنات لوضع موالدهن، قبل أن يتم إخبارهن بضرورة التوجه إلى مراكش بدعوى غياب الطبيب المتخصص في التوليد.

وأشار المتحدث أن هذه العمليات التي وصفها بالبسيطة كانت تقوم بها ممرضات في المستشفى القديم” اسران” بدمنات، وأضاف في ختام حديثه ناصحا نساء المنطقة أن يخترن توقيت ولادتهن بعناية وألا يكون ذلك أيام العطل وخارج التوقيت الرسمي لعمل الطبيب، على حد تعبيره.

وانتقد عبدالرحيم جمار، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان بدمنات، الوضع الصحي بالمنطقة عموما، وأشار إلى أن رداءة الخدمات هو العنوان الأبرز للقطاع الصحي بدمنات وضواحيها، وأضاف في تصريح للعمق أن مستشفى القرب الذي انتظرته الساكنة بفارع الصبر، ظانا منها انه سيكون بداية لعهد جديد من الخدمات الصحية، أصبح مصدر قلق للعديد منهم بعد فرض مبالغ مالية مهمة على المرضى فضلا عن رفض حالات عديدة منهم وتحويلها إلى مدن أخرى، مما ينذر بكارثة صحية ان لم تعمل الجهات المعنية على تدارك الموقف بتوفير أطر طبية بالعدد الكافي في التخصصات الضرورية وعلى رأسها طب النساء، على حد تعبيره.

وأعلن المتحدث استعداده إلى جانب باقي الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية بالمدينة لتتبع الشأن الصحي بالمدينة واتخاذ خطوات مناسبة للمطالبة بتوفير خدمات جيدة للمواطنين مع مراعاة وضعهم الاجتماعي من حيث المبالغ التي يؤدونها للاستفادة من هذه الخدمات .

مصطفى غاندي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي بدمنات، أكد في تصريح لجريدة “العمق” أن مستشفى القرب بدمنات الذي افتتح مؤخرا خيب آمال العديد من المواطنين الذين يقصدونه لتلقي العلاجات الضرورية، بعد ان تم رفض العديد من الحالات وتوجيهها إلى مستشفيات بمدن أخرى.

وطالب المتحدث بضرورة تدخل الجهات الوصية على القطاع لضبط الوضع قبل تفاقمه، كما طالب بدمقرطة الخدمات المقدمة بعيدا عن الولاءات السياسية والحرص على تقديمها بشكل عادل وإنساني بين كافة المواطنين، محذرا من تكرار بعض الممارسات غير الأخلاقية واللاقانونية التي كان يقوم بها البعض بالمستشفى القديم “اسران”، وفق ما جاء في تصريحه.

من جانبه، استغرب الفاعل النقابي هشام بن سعيدي في تصريح خص به جريدة العمق تدشين مستشفى القرب بدمنات دون توفير الأطر الطبية الكفيلة بضمان تقديم خدمات صحية لأزيد من 200000 نسمة تنحدر من أزيد من 12 جماعة بإقليم أزيلال.

وأضاف المتحدث “نتفهم وضع الأطباء في بعض التخصصات داخل المستشفى كالجراحة العامة وطب النساء ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميلهم المسؤولية، لأنه لا يمكن لطبيب واحد أن يعمل 24/24 طيلة أيام الأسبوع”، وزاد ” المسؤولية يتحملها وزير الصحة ومسؤولو الصحة بالإقليم وبالجهة الذين أفسدوا على المواطنين الدمناتيين فرحتهم بهذه المنشأة الصحية الجديدة”. وأكد “بن سعيدي” في التصريح ذاته أن تدشين هذا المستشفى ينبغي أن تواكبه مجهودات القطاعات الوزارية المعنية، محذرا في الوقت ذاته من تكرار سيناريو مدينة سلا، في إشارة منه إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بمدينة سلا الذي دشنه الملك محمد السادس بدون أطر طبية كافية.

وقد حاولت جريدة العمق أخذ رأي المندوب الإقليمي بالنيابة لوزارة الصحة بأزيلال، إلا ان هاتفه ظل يرن دون أن يكلف نفسه عناء الرد على مكالماتنا رغم إحاطته علما ببعض معاناة المواطنين في رسالة قصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *