مجتمع

مقبرة مائية تحصد عشرات الضحايا بقصبة تادلة

يوسف الفرساوي-صحافي متدرب

تحصد القناة المائية الرابطة بين قصبة تادلة و سهول بني عمير، المعروفة عند التادليين ب”الساكية”عشرات الضحايا سنويا فهذه القناة التي تعتبر من مخلفات الاستعمار الفرنسي تمر على امتداد 25 كلم بجانب نهر أم الربيع، وتتحول مياه نهر أم ربيع إليها بعد تجميعها بسد الزيدانية، الذي أنشئ سنة 1929 لهذا الغرض ، وتتميز هذه القناة بتيارها السريع الذي يصعب على الشخص مقاومته، إلا أن طيش الشباب من جهة وعدم علم الزوار بخباياها يدفع الطرفين إلى السباحة بها، ضاربين تنبيهات عائلاتهم، وحدس عقولهم عرض الحائط.

وتعتبر هذه القناة مصدر قلق للساكنة التادلية والمناطق المجاورة، خصوصا وأنها بدون غطاء، وكانت لافته معلقة عند بداية القناة قرب القنطرة الإسماعيلية، مكتوب عليها “ممنوع السباحة “، إلا أنها حاليا حذفت ليبقى الخطر قائما وبدون تحذير، على الأقل تحذير الأشخاص الوافدين على القناة من خارج المدينة، والذين لا يعرفون عمقها ولا سرعة جريان المياة بها، خصوصا وأن المياة تظهر وكأنها ساكنة لا تتحرك.

وتعددت الضحايا التي لقيت حتفها غرقا بهذه القناة، تتعدد الأمكنة و تتغير الأزمنة، والمأساة التي تخلفها واحدة، فعلى طول القناة تحدث مثل هذه الحوادث ناهيك عن الضحايا التي يحصدها واد أم الربيع بمدينة قصبة تادلة، إلا أن أغلب الضحايا تكون بمدينة قصبة تادلة، أخرها كان تلميذ في الثالثة عشر من عمره، عندما قرر مرافقة أصدقائه إلى القناة،بعدما تغيب أستاذهم عن حصة دراسية، لتحدث الحادثة وتجره قوه مياة القناة، حسب تعبير أصدقائه، الذين تستروا في بداية الأمر عن الواقعة، لتتدخل السلطات الأمنية في قصبة تادلة، وتكشف أنهم كانوا حاضرين أثناء غرقه بالقناة، وفي هذا يقول أحد أصدقاء الضحية والذي رافقهم إلى القناة:” تغيب الأستاذ عن الحصة وقررنا الذهاب للقناة ولم تكن في نيتنا العوم وفي لحظة لم أجد صديقي بجانبني”.

وقبل هذه الحادثة بأسابيع قرر رجل خمسيني متزوج وله ابن وضع حد لحياته، فرمى نفسه بالقناة بعد شجار مع عائلته حسب شهود عيان حالوا منعه بدون جدوى.

وتتعالى أصوات الساكنة بعد كل حادثة، لمطابة السلطات المحلية بضرورة ايجاد حل لهذه القناة سواء بتغطيتها وتسييجها، أو على الأقل تنظيم حملات تحسيسية للتذكير بمخاطرها،وفي حديثنا مع ضحية لا يتجاوز عمره 12 سنة،استطاع مقاومة التيار بعد أن جرفته لعدة أمتار يقول” كنت خائف جدا في اللحظة التي جرفتني فيها المياه، لم أكن أعلم أنها بتلك السرعة فهذه آخر مرة اقترب منها للقناة”، وأضاف: “لولا أصدقائي لكما جئت في الأصل إليها”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *