مجتمع

مأساة وفاة راعي غنم بـ”بويبلان” .. عائلته تحكي لـ”العمق” القصة الكاملة

انتشرت صوره خلال الأسبوع الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، وأثرت قصة وفاته المأساوية وسط الثلوج في نفوس ومشاعر المغاربة.. “حميد باعلي” راعي الغنم البسيط بتقاسيم وجهه الشاحبة التي خطت عليها التجاعيد سطور معاناة طويلة، والذي لولا مأساته ما عُرفت منطقة “بويبلان”، رحل تاركا وراءه عائلته التي كان المعيل الوحيد لها.

“نحن منسيون في بويبلان”، بهذه الكلمات بدأ الحسين باعلي سرد قصة شقيق حميد راعي الغنم البالغ من العمر 30 سنة والذي عُثِرَ عليه السبت الماضي جثة متجمدة وسط الثلوج، بدأ في سرد القصة قائلا: إن حميد خرج فجر يوم السبت كعادته لرعي قطيع من الأغنام مكون من 50 رأسا، غير أن الثلوج حاصرته بجبل بويبلان.

ويحكي الحسين باعلي بمرارة كبيرة في حديثه مع جريدة “العمق”، أن ساكنة دوار “تنكرارمت” الذي ينتمي إليه راعي الغنم حميد، خرجوا يوم الأحد للبحث عنه بعدما تأكد فقدانه بسبب كثافة الثلوج في تلك الليلة، مضيفا أنه أَعْلَمَ السلطات المحلية بأن الثلوج تحاصر شقيقه، غير أنها لم تحرك ساكنا، في حين استمر أبناء المنطقة في البحث عنه طيلة 4 أيام دون أن يجدوا له أي أثر.

وتابع المتحدث، والحسرة والحزن تغلف كلماته، أن السلطات المحلية لم تتدخل في الأيام الأولى لفقدان شقيقه حميد، مشيرا أن المقدم يمكن أن يكون قد تغاضى عن إخبار باقي المسؤولين بالواقعة بالرغم من أنه أخبره بذلك منذ يوم الأحد، مبرزا أن السلطات تدخلت أخيرا يوم الجمعة بواسطة مروحية ولمدة قصيرة قبل أن تتراجع بذريعة ضعف الرؤية بجبل بويبلان بسبب كثافة الضباب وسوء الأحوال الجوية.

” خمسة من أبناء المنطقة هم من وجدوا جثته متجمدة بجبل بويبلان وقد كستها الثلوج ولا يظهر منها إلا الرأس”، يضيف الحسين باعلي الذي شارك أيضا في عملية البحث وكاد يفقد هو الآخر حياته بعدما سقط في إحدى المنحدرات، غير أن مرافقيه أنقذوه من موت محقق. وفق تعبيره.

وأردف أنهم تمكنوا من إنقاذ 10 رؤوس أغنام من وسط الثلوج في حين نفقت 40 رأسا أخرى، لافتا إلى أن شقيقه هو المعيل الوحيد للعائلة ويقوم برعي قطيع الأغنام وبيع بعضها من أجل توفير المال لشراء متطلبات الحياة لعائلته المكونة من أب وأم مسنين وشقيق مريض ويحتاج لعملية جراحية وشقيقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وزاد الحسين باعلي، أنه جرى تشييع جنازته شقيقه يوم الأحد الماضي بمسقط رأسه بدوار “تنكرارمت” بدائرة تاهلة، إقليم تازة، وسط حضور لمسؤولين أمنيين يتقدمهم عامل إقليم تازة، مضيفا أن هؤلاء التقطوا بعض الصور وانطلقوا إلى حال سبيلهم، مشددا على أنهم منسيون بمنطقة بويبلان وأنهم في حاجة لمن يساعدهم بعد أن توفي حميد معيلهم الوحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *