منوعات

قبيل انعقاده.. اليمين المتطرف بأوروبا يقود معركة ضد “ميثاق مراكش”

أعلنت العديد من الدول الأوروبية التي تحكمها أحزاب اليمين المتطرف انسحابها من ميثاق الأمم المتحدة بشأن الهجرة الذي سيعتمد في مراكش يومي 10 و11 دجنبر، في حين تحاول هذه الأحزاب في بلدان أخرى التأثير على الرأي العام، كما هو الحال في فرنسا.

وأبرزت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية في مقال لها تحت عنوان “معركة اليمين المتطرف الأوروبي ضد ميثاق مراكش”، أن ميثاق الأمم المتحدة للهجرة الذي سيتم اعتماده في مراكش، وتمت مناقشته في نيويورك في العام 2017، يقترح 23 “هدفا”، لمساعدة الدول على مواجهة موجات الهجرة عبر إدارتها بطريقة مشتركة، وتسهيل نقل المعلومات واستيعاب المهاجرين وتبادل الخبرات، والبحث عن طرق قانونية وآمنة للهجرة، هذه النقطة الأخيرة هي التي تثير مخاوف الأحزاب السياسية اليمينية بالغرب.

وفي هذا الصدد، أعلنت الدول الأوروبية التي تحكمها الأحزاب اليمينية عن نيتها عدم القدوم أو التوقيع على “ميثاق مراكش”، بالرغم من أنه غير ملزم، ويتعلق الأمر بكل من المجر والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وكرواتيا وإستونيا وبلغاريا ، و”إسرائيل” وأستراليا، بالإضافة إلى إيطاليا التي أعلنت حكومتها الجديدة التي تتبنى الطرح اليميني حول مسألة الهجرة.

الفرنسية مارين لوبان، إحدى أبرز شخصيات اليمين المتطرف في أوروبا، وصفت الميثاق بـ”الأحمق”، مؤكدة، بحسب ما نقلته “جون أفريك” نيتها السعي الحثيث لمحاربته، وحُدد لهذا الغرض أول اجتماع في بروكسيل يوم السبت 8 دجنبر، ستتقاسم أرضيته مع “توم فان غريكن” رئيس الحزب الوطني الفلامني.

خيرت فيلدزر، زعيم حزب الحرية الهولندي المشهور بمعاداته للمهاجرين المسلمين، أعلن هو الآخر رفضه لـ”ميثاق مراكش” للهجرة، نفس الشيء عبرت عنه حركة “بيجيدا” الألمانية، والتي نظمت فاتح دجنبر الجاري مظاهرة ضد توقيع ألمانيا على الميثاق.

وقالت “جون أفريك”، إن الدعوة الموجهة للصحافيين للاجتماع المشترك الذي سيعقد في 8 دجنبر، قد تكلفت بإرسالها حركة “أوروبا للأمم والحريات” التي تضم مختلف الأحزاب بالقارة الأوروبية، كما كشفت الدعوة عن حضور الأمريكي “ستيف بانون”، وهو شخصية من اليمين المتطرف الأمريكي ومستشار سابق لدونالد ترامب، وكان من دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الانسحاب من الميثاق في صيف 2017 إبان المحادثات حوله.

وتسعى الأمم المتحدة إلى اعتماد ميثاق عالمي للهجرة، خلال انعقاد قمتها بمراكش يومي 11 و12 دجنبر الجاري، متوجةً بذلك أكثر من عامين من المحادثات تخللتها خلافات بين دول مؤيدة للاتفاقية وأخرى معارضة.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية مقالا للكاتبة “باميلا روجيريه” نقلت فيه المخاوف المتزايدة لدى فئة من الفرنسيين من الاتفاق الأممي القادم باعتباره “يحكم بالإعدام على الأمة الفرنسية” ويؤدي إلى اختفاء الحدود.

وقال أحد المحتجين من ذوي “السترات الصفراء” على موقع فيسبوك “توقيع الرئيس إيمانويل ماكرون على الميثاق بمثابة تسليم فرنسا وأوروبا ككل إلى الأمم المتحدة” داعيا المواطنين إلى “الاستيقاظ قبل فوات الأوان”.

وفي “نداء طارئ” دعا ناشط آخر على فيسبوك مواطنيه للتواصل مع نوابهم لإقالة الرئيس لارتكابه الخيانة العظمى بحق الشعب مشيرا إلى أن هذا هو الأمل الأخير لإنقاذ فرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *