سياسة

مؤتمر دولي بمراكش يناقش تنامي الشعبوية والبعد الإنساني للهجرة

تحتضن مدينة مراكش في الفترة بين 13 و15 أكتوبر الجاري، الدورة السابعة للمؤتمر العالمي “حوارات أطلسية”، والذي يُنظم من قبل مركز التفكير المغربي: “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، وذلك رعاية الملك محمد السادس.

وذكر بلاغٌ للمنظمين أن هذا المؤتمر الرفيع المستوى سيبحث القضايا الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى في الحوض الأطلسي، بحضور 350 مشارك من 90 جنسية مختلفة، وذلك تحت شعار “ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة”.

,يعكس موضوع المؤتمر هذه السنة، وفق البلاغ ذاته، توجهات هامة مثل صعود النزعات الشعبوية، والانتخابات الرئاسية الأخيرة في البرازيل، والسياسة الخارجية الأمريكية، بحيث أن هذه الأخيرة صارت تشكك في مستقبل معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التجارة العالمية (WTO).

كما ينتظر أن يناقش المؤتمر قضايا أخرى من قبيل “تناقض الوضع الديموغرافي بين الشمال والجنوب، والبُعد الإنساني لأزمة الهجرة، وتعبئة الموارد من أجل مواجهة تغيرات المناخ، واحتمال حدوث أزمة مالية دولية جديدة.

ويسعى المؤتمر إلى إخراج منطقة جنوب الأطلسي من عزلتها على مستوى النقاش الجيوسياسي العالمي، حيث يهدف إلى معالجة القضايا الحقيقية في إطار نقاش ينبني على الحقائق. كما سيتم تقديم تقرير “تيارات أطلسية”، الذي يتابع النقاشات والتأملات التي يشهدها المؤتمر كل سنة، يوم 13 دجنبر، وذلك قبل انطلاق جلسة النقاش الافتتاحية التي ستتناول موضوع: “النزعة الشعوبية والسياسة، وما بعد الحقيقة: استياء مناهض للعولمة”.

وفضلا عن جانب التشخيص، تهدف “حوارات أطلسية” إلى بلورة خطاب آخر وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب، فيما تهدف تلك الحوارات المتجذرة في المغرب، البلد الذي يقع على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلى تطوير ثقافة التميز الإفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير.

حوار بين القارات والأجيال

ضيوف هذه السنة سيأتون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (25٪)، ومن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (22٪) وأوروبا (21٪)، وأمريكا الشمالية (16٪)، وأمريكا الجنوبية (11 ٪). وهم ينتمون إلى دوائر القرار السياسي، وإلى عالم الأعمال (15٪)، والبحث (13٪)، ومراكز التفكير (15٪)، والقطاع العام (13٪)، والمنظمات الدولية (11٪)، والمجتمع المدني (10٪)، ووسائل الإعلام (9٪).

ومن بين السياسيين المنتظر حضورهم، هناك خمسة رؤساء دول سابقين مثل بيدرو بيريس (كاب فيردي)، و15 وزيرا ووزيرا سابقا، مثل أنابيل غونزاليس (كوستاريكا)، الوزيرة السابقة للتجارة الخارجية، وعمرو موسى (مصر)، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ولويد أكسورثي (كندا)، رئيس المجلس العالمي للاجئين، إلى جانب عدة دبلوماسيين محنكين.

وكما جرت العادة كل سنة، ستفتح “حوارات أطلسية” المجال أمام الشباب، بحيث سيعرف المؤتمر إشراك 46 من القادة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و35، والذين تم اختيارهم بعد دراسة لملفاتهم. وقد جاؤوا من 25 بلداً، وشاركوا في دورات تدريبية يومي 11 و 12 دجنبر، تحت إشراف خبراء رفيعي المستوى، وبحضور ضيوف بارزين من المؤتمر، وذلك قبل مشاركتهم في “حوارات أطلسية” مشاركة كاملة.

يُذكر أن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، الذي كان اسمه هو مركز الدراسات والأبحاث OCP Policy Center، يُعتبر مركزا مغربيا للتفكير تم إطلاقه في 2014 بالرباط، بمساهمة 39 باحثاً منتسباً من دول الجنوب والشمال. ويهدف، من خلال رؤية جنوبية لقضايا البلدان النامية، إلى تسهيل اتخاذ القرارات الإستراتيجية المتعلقة بأربعة برامج رئيسية هي: الفلاحة والبيئة والأمن الغذائي، والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، والمواد الأولية والقضايا المالية، والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *