سياسة

بنكيران: لم أكذب يوما ولست قديسا.. وهذا ما منعني من طلب المعاش من العثماني

في أول خروج له بعد موجة الانتقادات التي وُجهت إليه عقب كشفه استفادته من معاش استثنائي من طرف الملك، قال رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، إنه تعرض لحملة إعلامية ضده من طرف بعض المنابر الإخبارية، مشيرا إلى أنه يقبل انتقاد الناس بسبب معاشه الاستثنائي، “ولن أقول كلاما ماقابضش”.

وأوضح ابن كيران خلال ندوة صحافية خاصة بمنزله بالرباط صباح اليوم السبت، حضرتها جريدة “العمق”، أن هناك أربع جرائد كذبت عليه، وقرر عدم السكوت، مردفا بالقول: “أتحدى أي واحد يعرفني منذ أربعين سنة أنني كذبت عليه، لا أستطيع القول أنني لم أكذب أبدا في حياتي، ويوما ما كنت غادي للحج وحاولت نخليها أيام السرية فلم أوفق”.

وأضاف الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، أنه اختار في لقاء اليوم، المناداة على بعض الصحافيين الذين تجمعه بهم علاقة كونهم موضوعيين، من أجل الرد على الحملة الإعلامية ضده، قائلا: “سأرد لأني لا أريد أن يقال لأبنائي أن أبوكم كذاب”.

وأشار إلى أنه اتُهم بالعمالة وأنه “بوليسي وعميل للبصري ثم لوزير الأوقاف ثم للحسن الثاني”، متابعا قوله: “أنا لست قديسا، وتوقعت انتقاد الناس، ولكن لو طلبت معاشي من العثماني سأبدو متناقضا مع نفسي وما قلته في البرلمان سابقا في الموضوع، وهذا هو الذي منعني من طلب المعاش”.

ولفت المتحدث في رده على من يقولون له إنه كان عليك رفض المعاش الاستثنائي، إلى أنه لن يرفض “من سيدنا أي شيء، وهم لا يعرفونني، وكان عليهم توقير الملك، وأقول له جزاك الله خيرا”، وفق تعبيره.

وجدد ابن كيران ذكره لحيثيات حصوله على المعاش الاستثنائي، قائلا: “وضعيتي لم تعد تتحمل، فراسلت الإخوة في الحزب، قلت لهم عليكم تحمل المصاريف، فخصصوا لي مبلغ 10 آلاف درهم في الشهر، فعلم سيدنا بالموضوع وخصص لي المعاش”.

وخاطب زعيم البيجيدي السابق منتقديه بالقول: “كان بإمكاني نشغلكم، ونشغل العشرات بل المئات، ولكن أنا الآن في وضع مشكلة لأني كنت رئيس الحكومة، هناك من يلتقيني للصور والتقبيل والطلبات والاحتجاج وغيرهما”.

وأثار إقرار عبد الإله ابن كيران، باستفادته من معاش استثنائي من طرف الملك محمد السادس، جدلا واسعا بين السياسيين والإعلاميين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبره “حقا مشروعا لرئيس حكومة زاهد في المناصب والثروة”، وبين ما ألقى باللائمة عليه “بعد أن اقتطعت حكومته من رواتب عشرات الآلاف من الأساتذة بدافع الإصلاح”.

جاء ذلك بعدما كشف الأمين العام السابق للبيجيدي، أنه مرَّ مؤخرا بضائقة مالية، علم بها عدد من قادة حزبه، ليصل الخبر في النهاية إلى الملك الذي تدخل في القضية، لافتا إلى أن قرار المعاش الاستثنائي الذي يستفيد منه جاء بقرار من الملك الذي أرسل مستشاره فؤاد علي الهمة لإخبار ابن كيران بالقرار.

وتباينت ردود أفعال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من هاجم ابن كيران بسبب قيمة المعاش الاستثنائي الذي رجح البعض أنه يبلغ 9 ملايين سنتيم، فيما قال آخرون إنه يصل إلى 7 ملايين، دون أن يكشف بنكيران عن قيمة معاشه، معتبرين “استفادة زعيم المصباح السابق من هذا المبلغ الضخم، يعاكس ما كان يقوله ويدافع عنه حين كان رئيسا للحكومة، ويضرب في صميم المبادئ التي كان يدعوا لها”.

غير أن نشطاء آخرين، شددوا على أن المعاش الاستثنائي يبقى قرارا خاصة للملك هو الذي يحدد المستفيدين منه، مشيرين إلى أنه من غير اللائق وغير أخلاقي رفض قرار ملكي من طرف شخصية سياسية لها وزنها في البلد من قبيل ابن كيران، كما هو الحال مع الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي الذي منحه الملك بدوره معاشا استثنائيا، خاصة وأن ابن كيران أكد أنه لم يكن يرضى طلب معاش وأنه كان يفكر في العمل، قبل تدخل الملك.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    سبحان الله ياك هو كان استاذ عند تقاعد اش بغا وعندوا مشاريع