وجهة نظر

المؤشر يشير من بشار إلى البشير (4/5)

إذا الشعب تخلى عن حقوقه المشروعة ، فَسَحَ المجال للحاكم الجائر يتوسع في استغلال أمور كانت عليه ممنوعة ، كقتل الناس في المظاهرات السلمية بسبب شعارات بينهم مرفوعة ، وأصوات صريحة واضحة جد مسموعة ، مكسرين أصحابها سلبية الصمت عاقدين العزم بها على استرجاع حريتهم بالمفهوم الحقيقي للكلمة وليس بافتراءات نظام قمعي مصبوغة .

الشعب السوداني العطيم ظن “البشير” قاهره ، ونسي أنه بذلك يحفر بصنائعه قبره ، حينما يريه الله أنه مثل الذين قتلهم بين الطرقات ميت ولن يجد من يحمل نعشه ، إلا اباليس نظامه في اصطحاب أخير بلا تقدير لمثواه ، قبل ذوبانهم مع حسرة ورثوها ممّن اعتقد جازما أن الشودان بولاياتها (الثماني عشر) ضيعته ، باقي فيها يصول ويجول ولن يستطيع أحد زعزعته حتى شعبه.

الأكيد أن شرارة التغيير نحو الاصلاح الشامل يتعاظم نورها ، ولن تستطيع قوى القمع على اطفائها ، مهما استفزت مَن سكن الوعي قناعة مشعلها ، وهم بالملايين الصابرين البارحة عن أخلاق حميدة وليس خوفا من طغمة (تمادت متفوقة على الظلم بظلم أظلم) لم تعد مطلقاً ترهبها، إن كان الصبر شيمة المتمكن الايمان في أفئدتهم فالعقل مواجه به خطايا المستبدين المسلحين ضد الدنيا والدين بما هو ألعن من الغرق في برميل قار يسع جشاعة كراسى الحكم الدكتاتوري ومن تربع مستبداً فوقها .

… من يضحك على من في السودان ؟ ، بل ويسخر مستعينا بما تقلد به من نفوذ وجاه وثروة كأنه الواحد في تلك المساحة أنسان ؟، والباقي مجرَّد حيوان ، يرعي المذلة والهوان ، في ضيعته المحروسة بالعسكر المأججين بأعتى وسائل الفتك كأنهم للوغى ولجوا ميدان ، للدفاع (واأسفاه) على شيء خاسر واصل لسقوطه أقرب أوان.

لندع مثل المقدمات على أهميتها كصراحة تُقال من خادم للسلام العالمي وندخل في ادق التفاصيل مبتدئين بأقل اقل نقطة في برنامج “عمر البشير” تصور به أن الغباء فرَّ عنه ليلتصق بسواه في “ولاية كردفان” ذي 185.102 كليلومتر مربع والواصل سكانها (حسب الاحصاءات الرسمية لسنة 2011) لاكثر من 3.140.000 نسمة ، ماذا فعل بها وفيها البشير الذي لم ولن ترى السودان في افترائه وتغطية الشمس بالغربال نظير، هل سكن هؤلاء البشر تلك الولاية على امتداد الأزمنة لعشقهم القحط والجفاف والعيش تحت الفقر ؟ ، أم لسبب آخر أنتظر الشعب السوداني قاطبة ثلاثة عقود الجواب من حاكمهم المُطلق عن الاسرار الدفينة لازاحة الغطاء عن اهمال مقصود ارضاء لتوازن عمل النظام على خلقه ليحصل من ورائه ما حصل . طبعاً توضيح الواضحات من المفضحات والشعب السوداني ذكي بطبعه أدا سكن للتفكير بعد صبر الصبرالساكن عن اختياره وسط ما تمتع به كاطهر ضمير ، واقتنع عما يرتكب باسمه ونيابة عنه من لدن حاكم منبطح لسياسة خارجة عن ولاء الوطن ، ثار ولن يرتاح حتى تُعاد المياه لمجاريها الطبيعية وتحصل الولاية المذكورة على حقوقها من الثروة الوطنية لتصبح بالعدل واحة في عالم السياحة بعاصمتها مديتة “الأبيض”عروس الصحراء التي ارادت أن يبحث لها “البشير عن عريس ، فأراد لها ان تظل (طيلة عهده في الحكم) عانس .

* مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بسيدني – أستراليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *