مجتمع

المغرب يكشف المشاريع التي أنجزها في قلب القدس المحتلة

أعلنت وكالة بيت مال القدس الشريف، أنها أنجزت خلال السنة الماضية 11 مشروعا بقيمة 3.7 مليون دولار أمريكي، همت على الخصوص مشاريع حماية التراث الثقافي والعمراني للقدس، والمساعدة الاجتماعية ودعم صمود المقدسيين، والإشعاع الثقافي والفكري وحماية التراث والمحافظة على الأرشيف الفلسطيني.

وأوضح تقرير وزعته الوكالة على وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعهم الـ46 بأبوظبي الذي تتواصل أشغاله اليوم السبت، أن الوكالة أطلقت المرحلة الثانية في مشروع ترميم وإصلاح مبنى المركز الثقافي المغربي في القدس “بيت المغرب”، بكلفة مالية إجمالية تبلغ 1.155 مليون دولار، تشمل أشغال صيانة المبنى وأشغال إضفاء الطابع المغربي على بعض فضاءاته، علاوة على المصاريف السنوية لتسييره وحراسته.

وكشفت الوكالة أن المملكة المغربية مولت اقتناء هذا المبنى الأثري، الذي يحتل موقعا استراتيجيا في قلب البلدة القديمة للقدس، بمبلغ 5.4 مليون دولار وعلى مساحة 2100 متر مربع، مشيرة إلى أنه سيتم افتتاحه، قريبا، كمركز ثقافي مغربي بحمولة فكرية وحضارية إنسانية، تشيع قيم السلام والتعايش.

وبخصوص مشاريع المساعدة الاجتماعية ودعم صمود المقدسيين، أوضح التقرير أنها تتضمن برنامج العيش الكريم الذي يقوم على توزيع الخبز على 2500 أسرة فقيرة في القدس الشريف، والتكفل بـ214 يتيما مقدسيا يستفيدون من منحة شهرية بمبلغ 80 دولار شهريا، مع برنامج المخيمات الصيفية التي تنظمها الوكالة سنويا في المغرب تحت رعاية الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، وذلك لفائدة 50 طفلا وطفلة.

كما تمول الوكالة سنويا عددا من المنح الدراسية، بلغ مجموعها 38 منحة دراسية في موسم 2017-2018 بكلفة إجمالية بلغت 80 ألف دولار، توزعت على الطلاب المقدسيين المقبولين في الجامعات الفلسطينية والطلبة المقبولين في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا المغربية.

ويتم توزيع هذه المنح، وفقا للتقرير، على قاعدة التسجيل السنوي في الجامعات الفلسطينية، حسب تخصصات الشعب العلمية (3000 دولار)، والشعب الأدبية (2000 دولار)، والشعب الأخرى (1500 دولار)، بالإضافة إلى المنح التي تخصص للطلبة المقدسيين الدارسين في الجامعات المغربية (3000 دولار في السنة).

وفيما يتعلق بمشاريع الإشعاع الثقافي والفكري وحماية التراث والمحافظة على الأرشيف الوطني الفلسطيني، أشار التقرير إلى أن الوكالة واصلت مساهمتها في تمويل الأنشطة التوثيقية للقدس، وهو مشروع يقوم على فكرة حيازة نسخ من الوثائق المهمة من الأرشيف الفلسطيني وحفظها في مكتبة الوكالة في مقرها في الرباط درءا لكل ما من شأنه أن يعرضها للمخاطر في مصادرها، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع ما مجموعه 66 ألف دولار.

وبموازاة ذلك، تقوم الوكالة بإصدار عدد من الدراسات عن القدس ضمن منشوراتها وتضعها رهن إشارة الدارسين والباحثين لحفظ الذاكرة الجماعية للقدس ولأهلها، بمعدل 12 ألف دولار للدراسة الواحدة، تشمل تعويضات المؤلف ومصاريف الطباعة والنشر.

وبخصوص مشاريع التواصل والإشعاع الفكري والثقافي، أكد التقرير أن الوكالة تحرص على المشاركة في المؤتمرات المتخصصة التي ت عقد في المغرب وفي الخارج عن القدس، وآخرها المؤتمر الخامس عن القدس، الذي احتضنته الرباط في الفترة ما بين 26 و 28 يونيو 2018، ونظمته لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير قابلة للتصرف، بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية.

ونظمت الوكالة كذلك عددا من معارض الصور عن “القدس أقرب ن قطة إلى السماء” بالتعاون مع مؤسسات بحثية وجامعية مغربية، كما نظمت ندوة فكرية هامة في موضوع: “القدس الجامعة ومركزها الديني والحضاري الإنساني”، شارك فيها عدد من مفكرين من المغرب ومن فلسطين ولبنان، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية. وستصدر، قريبا، أشغال هذه الندوة في كتاب يتضمن على الخصوص أبرز خ لاصات الندوة.

وسجل التقرير أنه رغم محدودية التمويل، الذي يقوم على المساهمات الطوعية للبلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وعلى تبرعات المؤسسات والأفراد، فإن وتيرة الإنجاز السنوية المنتظمة، تجعل الوكالة في طليعة المؤسسات العاملة في القدس، وذلك بفضل التبرعات التي تتوصل بها، مشيرا إلى أن مصاريف تسيير الوكالة تتم تغطيتها من الدعم السنوي الذي ت خصصه المملكة المغربية لها بمبلغ مليون دولار.

وأكد التقرير أن وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية الميدانية للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي تواصل تأدية رسالتها في حماية القدس ودعم صمود أهلها المرابطين، بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

ويتضمن جدول أعمال الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أمس الجمعة تحت شعار: “50 عاما من التعاون الإسلامي: خارطة الطريق للإزدهار والتنمية”، وتتزامن مع الإحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة، حزمة من البنود، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب مختلف القضايا والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي.

كما يبحث وزراء الخارجية خلال الاجتماع، على مدى يومين، مجموعة من المواضيع ومستجدات الملفات الملحة منها على الخصوص التطورات في فلسطين ومدينة القدس، والوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط، والتعاون بين منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات والتجمعات الدولية والاقليمية الأخرى.

المصدر: وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *