مجتمع

عاملات الفراولة.. اعتداءات جنسية باسبانيا وتهديدات الأقارب بالمغرب

مصير مجهول هو الذي ينتظر عاملات مغربيات يعملن بحقول الفراولة بمنطقة “هويلفا” جنوب إسبانيا، في حال عودتهن إلى المغرب، بعد أن تعرفت عائلاتهن عليهن من خلال فيديوهات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي غداة تفجر قضية الاعتداءات الجنسية على بعضهن.

فبالإضافة إلى ذكرياتهن المؤلمة عن الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها، يتعين على أمينة وعاملات أخريات أن يواجهن الاتهامات الموجهة لهن بجلب العار لعائلاتهن بالمغرب، بعد انتشار فيديوهات لهن على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول صحيفة “إلباييس” الإسبانية.

وتحكي أمينة،وهي إحدى العاملات المغربيات بحقول الفراولة بإسبانيا، أن ابنها أخبرها أنها ليست والدته، وأن شقيقها هددها بالموت، حيث ظهر في مكالمة فيديو وهو يوجه لها الكلام بقوله: “إن عدتِ ستموتين”، وتضيف أمينة في حديثها مع الصحيفة الإسبانية، “عائلتي لا تصدقني، ويعتقدون أنني عاهرة”.

عائشة عاملة مغربية أخرى في حقول “هويلفا” وصلت إلى جنوب إسبانيا وهي حامل، وتحكي أن زوجها سيظن حملها جاء نتيجة للاعتداءات الجنسية، وبالتالي سيطلقها ويأخذ أولادها، مضيفة بقولها: “والداي لن يعتنيا بي في المغرب، لأنه عندما تكون المرأة مطلقة يرفضها الجميع بما فيها والداها”.

ومن جهة أخرى تقول عائشة وهي إحدى المغربيات ضحايا الاعتداءات الجنسية بحقول “هويلفا”، “أولا بالنسبة للعمل كل ما تم الاتفاق عليه بالنسبة لعدد ساعات العمل والأجر لم يف به المشغل”، وقالت إن العاملات يضطررن إلى البحث عن الطعام في القمامة في شهر رمضان، في حين أن مشغلهن يعرض عليهن المال مقابل الجنس، بحسب ما نقلته “إلباييس”.

ووفقا لها، ففي كل يوم تتوافد على المزرعة مجموعة من السيارات يقودها رجال يبحثون عن نساء مستضعفات من أجل ممارسة الجنس معهن، وتعترف صديقتها أمينة أنها قبلت في 3 مناسبات منفصلة أكياسا من المواد الغذائية مقابل مرافقة أحدهم لممارسة الجنس.

وأصبحت أمينة وعائشة و8 عاملات أخريات تقدمن بشكوى ضد مزرعة “إلمونت” يتهمن فيها مشغليهن بالاعتداء الجنسي، (أصبحن) منبوذات بسبب خطواتهن هاته، ويتمنين لو غيرن أسماءهن، وقبل ذلك أن يعترف القضاء الإسباني بهن كضحايا حقيقيات.

وتقول عائشة، “عندما أسمع أطفالا آخرين وهم في طريقهم إلى المدرسة كل صباح، أنهار، وأتمنى لو كنت بجانب أطفالي لأرافقهم إلى المدرسة، فأنا لم أرهم منذ سنة، وكأن والدتهم قد ماتت”.

وخلال شهر دجنبر الماضي، قررت المحكمة العليا بالأندلس، حفظ قضية عاملات الفراولة المغربيات، وذلك بعد أزيد من 6 أشهر على انفجار فضحية التحرش والاعتداءات الجنسية على المهاجرات العاملات في ضيعات الفراولة الإسبانية.

ووفقا لصحف إسبانية فإن المحكمة أصدرت قرارا يقضي بحفظ الشكوى التي تقدمت بها عاملات الفراولة حول تعرضهن للتحرش والاعتداء الجنسي من طرف مقاول بإحدى الضيعات بمنطقة هويلفا، بدعوى غياب أدلة تثبت ارتكابه للفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *