خارج الحدود

رغم فوزه بالانتخابات.. مصباح تركيا يفقد اسطنبول وأنقرة ويتجه للطعن

أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن، نتائج الانتخابات المحلية غير النهائية لبلدية إسطنبول بعد فرز 31 ألفًا و102 صندوقًا إنتخابيًا.

وأوضح غوفن، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، من أمام مقر اللجنة بالعاصمة أنقرة، أن مرشح حزب الشعب الجمهوري لبلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، حصل على 4 ملايين و159 ألفًا و650 صوتًا مقابل حصول مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم على 4 ملايين و131 ألفًا و761 صوتًا.

وأشار غوفن إلى أن مرحلة الاعتراض على النتائج بدأت، ومتواصلة، مبينًا أنه يمكن الاعتراض لدى لجان الانتخابات في الأقضية حتى الساعة 15:00 من يوم الثلاثاء المقبل.

غير أن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، علي إحسان ياووز، قال اليوم الإثنين، إن 17 ألفا و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في مدينة إسطنبول، سُجّلت في خانة أحزاب أخرى، بالانتخابات المحلية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ياووز، في رئاسة فرع حزب العدالة والتنمية بمدينة إسطنبول، أوضح فيه أن حزبه اكتشف “مخالفات لا مثيل لها”.

وبحسب المعطيات الأولية، أظهرت النتائج، تقدم حزب العدالة والتنمية في 40 ولاية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض في 20 من أصل 81 ولاية، حيث أظهرت النتائج تقدم العدالة والتنمية، بنسبة 45 في المئة، بعد فرز 87 في المئة من الأصوات.

معطيات قد تقلب النتائج

كشف مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول بن علي يلدرم عن معلومات ومؤشرات قد تقلب نتيجة الانتخابات المحلية لصالحه، رغم تقدم منافسه بأكثر من 20 ألف صوت حتى الآن.

وقال يلدرم إن هناك 14 صندوقا انتخابيا في إسطنبول لم يتم فرزها حتى الآن. وأضاف أن الأصوات الملغاة عشرة أضعاف ونصف ضعف الفارق بينه وبين منافسه، وأن هذا الرقم كاف لتغيير النتيجة.

وأضاف يلدرم أن الأصوات الملغاة تبلغ أكثر من 319 ألف صوت، بينما لا يتجاوز الفارق مع منافسه نحو 25 ألف صوت، وهو ما يزيد من احتمال تغيّر النتيجة النهائية لصالحه.

الانتخابات المحلية في تركيا التي جرت يوم 31 مارس الجاري، تنافس فيها 12 حزبا سياسيا، حيث توجه 57 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء البلديات، وأعضاء المجالس المحلية، وممثلي الأحياء، لمدة 5 أعوام.

وانقسم المشهد السياسي بتركيا إلى تيارين رئيسيين، نتيجة تداعيات المحاولة الانقلابية في 15 يوليوز 2016، حيث تضم الكتلة الأولى تحالفا مكونا من كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وهو التحالف الذي يطلق عليه اسم “تحالف الشعب”، فيما تضم الكتلة الثانية حزب الشعب الجمهوري وحزب “الجيد”، وحزب السعادة تحت مسمى “تحالف الأمة”.

فتح باب الطعن

رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن أوضح أنه يمكن الاعتراض لدى لجان الانتخابات في الولايات ضد نتائج لجنة انتخابات الأقضية، لافتًا إلى أن مهلة الاعتراض (على مستوى الاقضية) يوم واحد.

وأكد أن فترة الاعتراض لدى اللجنة العليا للانتخابات (على مستوى الولايات) تبلغ 3 أيام، مضيفًا:” ندعو الله أن تكون نتائج الانتخابات خيرًا على بلدنا وشعبنا”.

ولفت إلى أنه تم حتى الآن فرز 31 ألفًا و102 صندوقًا انتخابيًا في إسطنبول، ولا يزال 84 صندوقًا لم تفرز بسبب الاعتراض.

تلاعبات

حزب العدالة والتنمية أشار إلى أن “رئيس الصندوق وأعضاء اللجنة المشرفة على التصويت يوقعون على جداول عد وفرز الأصوات، ومن ثم يتم نقل بيانات الأصوات إلى محضر نتائح التصويت وإطلاع الأحزاب على هذه الأرقام تباعا”.

وأضاف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي بالقول: “وهنا تحديدا تم تسجيل الأصوات في خانات أحزاب أخرى، ونتيجة لذلك جرى تسجيل 17 ألفا و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في خانات أحزاب أخرى، في الوقت الذي كان من المفترض أن تسجل في خانة حزب العدالة والتنمية”.

ولفت ياووز إلى ارتفاع عدد الأصوات الباطلة في المراكز الانتخابية التي تصدرت أصوات حزب العدالة والتنمية فيها بإسطنبول، قائلا: “نحن واثقون من بياناتنا ولدى النظر إلى هذه البيانات نرى أن حزب العدالة والتنمية يظفر ببلدية إسطنبول الكبرى”.

واستدرك: “ولكن لا أدري لماذا انقلب الأمر ضدنا مع بدء اللجنة العليا للانتخابات بإدخال النتائج على نظامها، وفي جميع الأحوال نحن نثق بالنظام الذي نتبعه في مراقبة الفرز، ونواصل أعمالنا في هذا الخصوص دون كلل أو ملل”.

وشدد ياووز أن “كل فرد فينا يهدف لضمان الإرادة الوطنية للشعب، وصون الأصوات التي استؤمن عليها، واحترام النتائج النهائية”.

فوز بطعم الخسارة

طغت مرارة الخسارة الجزئية على الحفاوة بالفوز الإجمالي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لدى إعلان نتائج الانتخابات البلدية اليوم الاثنين.

وبعد خسارة الحزب في إسطنبول -معقل شعبيته ونفوذه التقليدي إلى جانب العاصمة أنقرة- تصدر الحديث عن معالجة نقاط الضعف لدى الحزب التعليق الأول للرئيس رجب طيب أردوغان على نتائج الانتخابات التي تعد الأولى من نوعها منذ تحول البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.

وتحمل نتائج الانتخابات البلدية ملامح متغيرات جديدة على المشهد السياسي التركي و”تركيا المستقبل” التي أثبتت الخبرة السياسية لحزب العدالة والتنمية أنها مناط شعبيته، بعدما ظل يتصدرها أكثر من ربع قرن، فمنها جاءت قياداته وكوادره التي استطاع تشكيل حكوماته بها.

ولإسطنبول -التي خسرها الحزب الحاكم- مكانة خاصة عند الحزب وعند أردوغان نفسه، وهو الذي سبق أن قال خلال الحملة الانتخابية “الذي يفوز في إسطنبول يفوز في تركيا”. قال ذلك مستحضرا صعوده إلى السلطة رئيسا لبلدية إسطنبول عام 1994، لذلك فإن خسارتها مؤلمة وإن تصدر حزبه الفوز على منافسيه في أغلبية البلديات.

الطعن

رئيس حزب العدالة في إسطنبول بيرم شان أوجاك، قال “إن المعطيات تظهر فوز مرشح حزبه بن علي يلدريم في انتخابات بلدية إسطنبول”.

وقال شان أوجاك في اجتماع لفرع حزبه بإسطنبول نقلته وكالة الأناضول :” بحسب المعطيات التي بإيدينا، نتائج الانتخابات المحلية في إسطنبول هي لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم”.

ولفت إلى أن الحزب “لديه أدلة تثبت حدوث تلاعب في النتائج، وسنقدم اعتراضنا للهيئة العليا للانتخابات”، وأضاف في تصريحات صحفية، أن مراقبي الحزب، يقومون بمراجعة البيانات طوال الليل، مؤكدا أن تلك المخالفت ستؤثر بالنتيجة الحالية.

من جهته قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فاتح شاهين، إنه حزبه سيطعن في نتائج الانتخابات في إسطنبول، وبكافة مناطق العاصمة أنقرة، مشيرا إلى أنه تم رصد تجاوزات كثيرة فيها، وأضاف أنه يتوقع تحول نتيجة الانتخابات في أنقرة لصالح حزبه، بعد التقدم بالطعون للجهات المختصة.

وكان مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، أعلن فوزه بالانتخابات التي أجريت أمس في تركيا، قبل أن يعلن منافسه إمام أوغلو، فوزه برئاسة بلدية المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *