أخبار الساعة

افتتاح فعاليات الدورة الـ25 لملتقى سجلماسة لفن الملحون بالريصاني

افتتحت، مساء أمس الجمعة، بجماعة مولاي علي الشريف (الريصاني)، فعاليات الدورة ال 25 لملتقى سجلماسة لفن الملحون التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

ويندرج هذا الملتقى، الذي يقام على مدى ثلاثة أيام بتعاون مع ولاية جهة درعة -تافيلالت وبشراكة مع جماعة مولاي علي الشريف، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) الرامية إلى حماية فن الملحون والمحافظة عليه والتعريف به، بالنظر للأهمية التي تكتسيها منطقة تافيلالت في الوجدان المغربي، باعتبارها مهد هذا الفن العريق.

وقال السيد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، في كلمة خلال حفل افتتاح الملتقى، تلاها نيابة عنه السيد محمد بنيعقوب، مدير مديرية الفنون بالوزارة، إن الوزارة تبذل جهودا كبيرة للنهوض بفن الملحون تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى الحفاظ على الهوية والخصوصية الثقافية والحضارية الوطنية وتثمين الرصيد التاريخي والثقافي للمغرب الذي يشكل أحد مكونات الرأسمال اللامادي.

وأضاف أن الوزارة تعتزم، بمناسبة الاحتفال بمرور 1300 سنة على تأسيس مدينة سلجماسة التاريخية، تنظيم احتفالية رفقة عدد من الشركاء والمؤسسات لاستحضار التاريخ المشرق لسجلماسة، مشيرا إلى أنه ، وسعيا من الوزارة لإعادة الاعتبار لموقع سجلماسة التاريخي، تمت برمجة مجموعة من التدخلات التقنية ستشمل عمليات تهيئة وصيانة هذا الموقع تنزيلا لمخطط وبرامج الوزارة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي وإبرازه وتثمينه.

وأبرز وزير الثقافة والاتصال أن اختيار تافيلالت لتكون قبلة لفن الملحون لم يكن مجرد صدفة بل هو اعتراف وتأكيد للدور الريادي الذي اضطلعت به هذه المنطقة في إشعاع هذا الفن واحتضان رواده منذ عشرات السنين ، مشيدا في السياق ذاته بالتضحيات التي بذلها أهل هذا الفن ومحبوه.

وسجل أن فن الملحون يساهم في ترسيخ التلاحم الاجتماعي وكان له دور هام في بناء الشخصية المغربية من خلال تناوله لشتى مناحي الحياة التي تعكس تمثلات الشعب المغربي، كما استطاع مسايرة التطور التاريخي والثقافي عبر قرون، والصمود أمام موجة العولمة عكس عدد من الفنون التراثية الأخرى.

وأكد السيد الأعرج أن وزارة الثقافة والاتصال بادرت، بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية، إلى وضع ملف ترشيح فن الملحون من أجل تسجيله ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لدى اليونيسكو بموجب اتفاقية سنة 2003 الخاصة بصون التراث غير المادي التي صادق عليها المغرب سنة 2006.

من جهته، أبرز السيد أحمد العلاوي، رئيس بلدية مولاي علي الشريف أن فن الملحون يعتبر إرثا تاريخيا لمنطقة تافيلالت ويعد أحد أبرز مكونات التراث اللامادي الذي تزخر به، على اعتبار أنه يساهم في التعريف بتاريخها وتقاليدها وطبيعتها ويسلط الضوء على ملامح وبطولات رجالاتها من خلال الكلمة المعبرة والصور الشعرية الفريدة.

وتضمن حفل افتتاح الملتقى، الذي جرى بحضور كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة، السيدة لمياء بوطالب، ووالي جهة درعة – تافيلالت عامل إقليم الرشيدية السيد يحضيه بوشعاب، ومنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية بالجهة، وممثلي السلطات الأمنية والعسكرية، تكريم الأستاذ سالم عبد الصادق، باحث في فن الملحون وتراث منطقة تافيلالت، والشيخ عبد المجيد رحيمي، منشد وأستاذ مادة الملحون، اعترافا بالخدمات الجليلة التي أسدياها لفن الملحون بالمغرب وإسهامهم في رقي واستمرار هذا الفن الأصيل.

كما نظمت، بالمناسبة، سهرة فنية أحياها كل من جوق سجلماسة لفن الملحون بالريصاني برئاسة الشيخ عبد الكريم صديقي، وجوق هواة فن الملحون القنيطرة برئاسة الفنانة فاطمة حداد، وجوق أحمد بن رقية لفن الملحون أزمور برئاسة الفنان عبد المجيد رحيمي، وجوق الحسين التولالي لفن الملحون مكناس برئاسة الفنان عبد اللطيف الغنيمي.

وتتواصل فقرات الملتقى بتنظيم سهرات فنية تحييها فرق تمثل مختلف مدارس الملحون بمدن وجهات وأقاليم المملكة، وتنظيم ندوة علمية في موضوع “الوظيفة التربوية لفن الملحون في المجتمع المغربي”، ينشطها ثلة من الأساتذة والباحثين.

ويشمل برنامج الملتقى، كذلك، تنظيم مسابقة للإنشاد خاصة بالأطفال دون سن 16 سنة، تروم تقريب فن الملحون من الجمهور خاصة فئة الشباب والناشئين، وخلق فضاء للتواصل بين مختلف الفنانين الشيوخ والخلف.

ويحتل الملتقى، بحسب المنظمين، مكانة استثنائية باعتباره موعدا سنويا منتظما يجمع مختلف المهتمين والباحثين والمولعين بهذا التراث الثقافي الأصيل.

وتشكل دورة هذه السنة من الملتقى، على غرار الدورات السابقة، وقفة للتأمل والتفكير في مستقبل هذا الفن التراثي واستشراف سبل أكثر نجاعة من أجل رد الاعتبار إليه باعتباره موروثا ثقافيا متجذرا في الهوية المغربية وأحد أعمدتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *