سياسة، ملف

صراعات وتطاحنات.. هل يدفع “البام” ثمن القرب من مربع السلطة؟

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع صراعات وتقاطبات حادة بلغت أوجها مع اختيار ممثلي الفريق لشغل أجهزة مجلس النواب بمناسبة التجديد النصفي لهياكل المجلس، حيث اشتد الصراع على المناصب إلى درجة الضرب والصفع والكلام النابي وهو ما تكرر في اجتماع برلمان الحزب.

حزب “الجرار” الذي شغل الناس أثناء ولادته غير الطبيعية وقربه من دائرة الجهات العليا، حسب البعض، سار اليوم حزبا لصراع الأجنحة، وخفت بريقه الذي كان في السابق يجدب إليه على حدا سواء الأعيان والمناضلين السابقين في صفوف الحركة الحقوقية.

وقد أدى خروج الصراع من داخل “البام” نحو العلن إلى تعميق الشرخ بين مناضليه، وتحول صراع الأجنحة إلى صراع على المواقع من أجل التمكين لكل طرف حسب ميزان القوى التي يمتلكها من خلال فرض الأمر الواقع، وهذا ما تجلى في اختيار ممثلي الحزب داخل هياكل مجلس النواب، وبات السؤال هو هل يدفع “البام” ثمن النشأة والقرب آنذاك من مربع السلطة أو كما اصطلح على تسميته بـ”حزب صديق الملك”؟

“هشاشة مفروضة”

وقد أقر الأمين العام السابق لحزب “البام” محمد الشيخ بيد الله بأن حزب الأصالة والمعاصرة وصل إلى مرحلة من مراحل الهشاشة، لكنه يحمل المسؤولية لجهات خارجية، وذلك بتأكيده أن تلك الهشاشة مفروضة من خرجه.

وبدوره، طالب الأمين العام السابق لحزب “البام” مصطفى البكوري لمناضلي حزبه إلى التمسك والاعتزاز بالحزب، مشددا على ضرورة تجاوز التساؤلات غير مجدية، قائلا “حزب البام قادر على المساهمة بجدية في هندسة وصياغة مستقبل المغرب ولديه ما يكفي من الطاقات للنجاح في ذلك”.

ورغم إطلاق الأمناء العامون السابقون لحزب الأصالة والمعاصرة نداءا سمي بـ“نداء المسؤولية”، موقع بأسماء كل من محمد الشيخ بيد الله ومصطفى الباكوري وحسن بنعدي وعلي بلحاج ومحمد بنحمو، إلا أن ذلك لم يساعد على احتواء المشاكل التي يعرفه الحزب.

“أجنحة متعددة”

في قراءاته للموضوع، قال المحلل السياسي محمد زين الدين “إن مشاكل حزب الأصالة والمعاصرة ليست وليدة اليوم ولكنها بدأت منذ الاستحقاقات الانتخابية التشريعية”.

ورأى زين الدين في تصريح لجريدة “العمق”، أن حزب “الجرار” ولد بأجنحة متعددة تتجلى في حركة كل الديمقراطيين، والأعيان والنقابيين، موضحا أن الصراع بين تلك الأجنحة كان خفيا.

وأرجع أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق المحمدية ازدياد مشاكل “البام” إلى غياب قيادة كاريزمية متماسكة متوافق حولها قادرة على احتواء الصراع الذي بدأ يظهر للوجود عبر آليات ديمقراطية.

“قيادة كاريزمية”

وأشار الأستاذ بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء إلى أن من ضمن المشاكل الأخرى انسحاب قيادات محسوبة على حركة كل الديمقراطيين، موضحا أن ذلك ما أثر سلبا على الحزب.

وشدد المحلل السياسي على ضرورة تجاوز الوضعية التنظيمية الداخلية، باختيار قيادة كاريزمية، من أجل استعادة دوره بين الأحزاب بشكل عام، ودوره بين المعارضة التي أصبح يتقهقر عنه لصالح حزب الاستقلال موضحا أن الحزب يمر بمرحلة حاسمة في سياق مطبوع بالتنافس الشرس على الاستعداد لانتخابات 2021.

ونفى المتحدث وجود أية علاقة بين تراجع حزب الأصالة والمعاصرة وبين رفع جهات يدها عن دعم الحزب، موضحا أنه لو كان يتوفر على قيادة سياسية قوية لاستطاع تجاوز الإخفاقات التي سجلها في الانتخابات التشريعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *