أدب وفنون

برامج الكاميرا الخفية الرمضانية.. من سخرية الموقف إلى تسخير الموت

انتقلت برامج الكاميرا الخفية مع مرور السنوات من تقديم الفرجة والكوميديا، إلى زرع الرعب والخوف واللعب بحياة المشاهير في عدد من البرامج، فأصبحت مادة دسمة لعرضها على القنوات العربية، والهدف استقطاب مئات المستمتعين بتعذيب ضيوفها.

وتحرص قناة MBC في كل سنة في عرض برنامج رامز جلال الذي يتصدر نسب المشاهدة بالقناة خلال رمضان، نظرا للمشاهد الرعب التي يزرعها في قلب زملائه الفنانين الذين يتم استدعائهم والإعداد لبرنامج فني أو سياحي، إلا أنهم يقعون بفخ مقالب زميلهم المرعبة ببرنامجه “رامز في الشلال”.

هو رمضان التلفزيوني كما أسماه الدكتور العربي “شويخة” في دراسته العلمية إذ أكد أن القنوات الفضائية تتسابق على شراء تلك البرامج وعرضها للجمهور الذي تعود على استهلاكها في وقت الذروة المتزامن مع ساعات الإفطار.

وشرح الباحث أسباب الإقبال على مثل هذه البرامج وذلك  ” بالنظر إلى الحالة النفسية والروحانية والوجدانية التي يكون عليها صائم شهر رمضان، والذي سيتزامن هذه السنة مع ميقات توديع الربيع واستقبال الصيف، فإن المحددات الكبرى للمضمون المرئي ستكون بتغليب المضامين الدينية والترفيهية دون تغييب للمضامين السياسية والثقافية”.

وتتسابق القنوات العربية حسب الباحث ذاته “لبث باقة برامجها في هذا الشهر، والتي تبدأ عادة بالمسلسلات الفكاهية وفق ما يسمح به هامشها، وتمر ببرامج الكاميرا الخفية  الخيط الناظم تقريبا لكافة القنوات الفضائية الساعية إلى استقطاب الجمهور وتصدر استبيانات قياس المتابعة وبالتالي استدرار الإشهار والعائدات المالية الشحيحة خارج رمضان”.

وفسر المتحدث إلى أن هذه القنوات “تنافس على العائدات المالية المحدود بين القنوات الفضائية، الأمر الذي أفضى إلى تغيير هيكلي وجوهري خطير في مفهوم الترفيه المتعلق تحديدا ببرنامج الكاميرا الخفية”.

ومثل جميع القنوات العربية، تعرض القناتين الرسميتين الأولى والثانية بالمغرب، برامجها الكوميدية التي لقيت هجوما قويا على منصات التواصل الاجتماعي بسبب “رداءتها”، الأمر الذي دفع عددا من النشطاء للمطالبة بوقف عرضها والاستهزاء بوعي المغاربة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *