سياسة، ملف، منوعات

ذكرى تأسيس مديرية الأمن.. ما الذي تغير في الجانب الأمني بالمغرب؟

يوم 16 ماي 1956 أسس العاهل المغربي الراحل، محمد الخامس، المديرية العامة للأمن الوطني، التي أنيطت بها مهمة إرساء وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين ومكافحة التهديدات المتنامية للظاهرة الإجرامية في البلاد. وطوال هذه السنوات 63 عرفت المديرية الكثير من التغييرات، كما تعاقب على رأسها العديد من المدراء. فما الذي ميز السنوات الأخيرة من عمل المديرية وكيف انعكس ذلك على الجانب الأمني بالبلاد؟

في هذا الصدد اعتبر الخبير الأمني والعسكري، محمد شقير، أن المديرية العامة للأمن الوطني حققت “الريادة والنجاح على مستويين، الأول يتعلق بالصورة الخارجية التي كرستها بتعاونها مع بعض الدول في محاربة الإرهاب، والثاني قربها من المواطن في الداخل وتحقيق الأمن”.

وأضاف شقير في تصريح لـ”العمق” أن المديرية شكلت في الظرفية الحالية “ظاهرة متميزة إقليميا ودوليا، لاعتبار أساسي يتمثل في كونها عرفت تطورا كبيرا، خاصة مع المدير العام للأمن عبد اللطيف الحموشي، الذي ظهرت لمسته على المديرية”.

وتابع شقير أن ريادة المديرية العامة للأمن الوطني يرجع لتكوين الحموشي في مجال الاستخبارات، وهو ما ميزه في مجال جمع المعلومات والعلمليات الاستباقية، “التي ساهمت بشكل كبير في محاربة الجريمة، وأبان عن فعالية كبيرة في تفكيك الخلايا”.

واستطرد شقير أن المديرية العامة للأمن الوطني ساعدت استخباراتيا العديد من الدول الأوربية في تفكيك الكثير من الخلايا الإرهابية، وهو ما “أعطى سمعة وإشعاع، دوليا وإقليميا، للمغرب في الجانب الأمني، وهي سابقة في العالم”.

وأوضح الخبير الأمني أن المديرية العامة للأمن الوطني عرفت على المستوى الداخلي تطورات ارتكزت على دعامتين أساسيتين، الأولى احترام حقوق الإنسان، والثانية محاولة جعل المؤسسة قريبة من المواطن، عن طريق الاستجابة الفورية لطلبات التدخل، كما أنها تعززت بوسائل جديدة خصوصا ما يسمى بالشرطة المتنقلة (الصقور).

وأشار المتحدث إلى تطوير وتحديث وسائل وطرق عمل الشرطة، والرفع من جاهزيتها، وتوفير الدعم التقني واللوجيستكي للوحدات الميدانية للشرطة والاستثمار في العنصر البشري، بالإضافة إلى الجانب الإنساني المتمثل في الالتفات إلى الأوضاع الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني.

من جانبه قال الخبير الأمني محمد بنحمو، إن المديرية العامة للأمن الوطني “مدرسة في مجال الأمن، مشهود لها عالميا بخبرتها وكفاءتها واحترافيتها، من خلال ما قدمته على المستوى الدولي لمواجهى التحديات الأمنبة”.

وتابع المتحدث أن المديرية في السنوات الأخيرة “أكدت على نجاعة السياسة الأمنية الاستباقية، التي تعتبر نتيجة لتأهيل المستوى الأمني، وتوفير ما يمكن اعتباره شروط شرطة الغد”.

واستطرد بأن “المرحلة الأخيرة عرفت استثمارا في العنصر البشري، وفي المجالات التي تعتبر أساسية وضرورية لمواجهة طبيعة التحديات الأمنية”.

وبخصوص الاستراتيجية التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني، مؤخرا، للقرب والتواصل والتفاعل مع المواطنين، قال بنحمو بأن المديرية مؤسسة مواطنة تعمل على خدمة الوطن، وتعمل بشكل عصري”.

وكانبت مجلة “جون أفريك” التي تصدر بفرنسا، قد اعتبرت أن المغرب من بين أكثر الدول قدرة على محاربة الإرهاب، ووصفت رئيس المديرية العامة للأمن الوطني ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي بـ“العقل المدبر لآلية المغرب الناجحة لمكافحة الإرهاب”، ووصفت المجلة الحموشي ب “الشرطي رقم 1 للمغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *