سياسة، مجتمع

الرميد يكشف موقفه من منع السلطات لمخيم أطفال الرسالة بتطوان

دخل وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد، على خط الجدل الدائر حول منع إقامة مخيم تربوي لأطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم بمنطقة وادلاو التابعة لإقليم تطوان، وتراجع وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لهذا المخيم، كاشفا أنه تدخل من أجل التأثير على مصير القرار دون أن ينجح في ذلك.

وقال الرميد: “تابعت تطورات المنع الذي كان من نصيب جمعية الرسالة من استغلال مؤسسة تعليمية للتخييم لفائدة أطفال بتطوان، وأجريت كافة الاتصالات الممكنة، إلا أنني لم أستطع التأثير على مصير القرار المتخد لكون الجهة المعنية تؤكد أن المدرسة غير صالحة للتخييم، وأنه سبق الإعلام بذلك السنة الماضية”.

وأوضح الوزير في تصريح نشره على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، قائلا: “الأن، هل في المنع الحاصل تعسف في استعمال السلطة خاصة وأن ذلك حصل بعد المنع المؤلم الذي انصب على متفوقي درعة تافيلالت؟ للوهلة الأولى يبدو أن الأمر كذلك. لكن المؤكد أن الجمعية نظمت مخيمات عديدة ومازالت تنظم مخيمات أخرى دون أن تواجه مخيماتها المنع”.

واعتبر أنه “يصعب تأكيد الطابع التعسفي للمنع المذكور مهما كان قاسيا، باعتبار أنه كان ينبغي البحث عن بدائل للأطفال وعدم ارجاعهم من حيث أتوا مما سيسبب لهم الاحباط ولأسرهم ويثير غضبهم على الجميع”، مضيفا: “سيزداد إيماني باستبعاد طابع التعسف، إذا لم تحصل حالات منع أخرى خاصة بالنسبة للجمعية المعنية التي من المقرر أن تنظم مخيمات هذا الصيف لفائدة 3000 طفل”.

ومن أجل ذلك، يتابع الرميد قوله في نفس التدوينة، “ينبغي أن تربط الجمعية الاتصال بمن يجب للتأكد من توفر الشروط اللازمة دفعا لكل سوء تفاهم يذهب ضحيته الأطفال”، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه “من جهة السلطات المعنية، فأعتقد أنه إن كان من واجبها حماية الأطفال من التخييم في مدارس غير صالحة، فإن من واجبها أيضا حمايتهم من كل القرارات التي تكسر خواطرهم، وتترك في نفوسهم ندوبا يصعب عليهم نسيانها نتيجة خطأ هذا أو تعسف ذاك، من منطلق ان المصلحة الفضلى للطفل فوق كل اعتبار”.

وتفجرت “أزمة مخيم وادلاو” عقب منع السلطات المحلية انطلاق فعاليات التخييم بمؤسسة “المناهل للتعليم الخصوصي” بعد وصول 250 مستفيدا من الأطفال والأطر، يوم الأحد المنصرم، رغم توفر جمعية الرسالة على ترخيص وزارة الشباب والرياضة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه عن المؤسسة ومنع إدخال الطعام ومحاولة إخلاء المدرسة من الأطر والأطفال، قبل أن يتم إلغاء المخيم من طرف السلطات.

جمعية “الرسالة” للتربية والتخييم، اتهمت وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العالمي، بـ”مغالطة الرأي العام” بعد تصريحه في البرلمان حول أسباب منع إقامة المخيم، وتراجع وزارته عن ترخيصها لهذا المخيم، مهددة باللجوء إلى القضاء لـ”حماية حقها وحق الأطفال في التخييم”.

وكشفت الجمعية في بلاغ لها، أنها لم تتوصل بأي قرار كتابي مسبق يفيد منع تنظيم المخيم بمؤسسة المناهل الحديثة بوادلو، مشيرة إلى أن “إلغاء الرخص جاء في اليوم الثاني بعد دخول الأطفال والأطر للمخيم دون أن تكلف الوزارة نفسها إيجاد فضاء بديل حفظا لحقوق الأطفال في التخييم، ودون مراعاة لحالتهم النفسية جراء هذا الإلغاء”، وفق تعبيرها.

وفيما يشكل “إحراجا” للوزير الطالبي، قدمت الجمعية المختصة في العمل الطفولي والتخييم، تفاصيل المساطر القانونية والإدارية التي سلكتها من أجل تنظيم مخيمها بمؤسسة “المناهل الحديثة” للتعليم الخصوصي بوادلو، محملة وزارة الشباب والرياضة مسؤولية الإلغاء، واصفة قرار المنع بأنه “تعسفي ولا يستند على أي أساس قانوني”.

وطالبت “الرسالة” الوزير بـ”جبر الضرر النفسي الذي تعرض له الأطفال المستفيدون من المخيم، والضرر المادي الذي تعرضت له الجمعية، وذلك بتمكينها من فضاء بحمولة 250 فردا لأربع مراحل” من التخييم بالمؤسسة المذكورة، معلنة “رفضها المطلق لجواب الوزير الذي غالط فيه الرأي العام كون المؤسسة غير صالحة للتخييم، وتُسائله عن وضعية باقي فضاءات الوزارة من حيث الأمن والسلامة والبنية التحتية”.

وكان وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي قد برر منع المخيم بكون المدرسة الخاصة التي كان سيتم تنظيم المخيم بداخلها، “لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة”، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد، مشيرا إلى أن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو “ما يخالف شروط السلامة بالنسبة للأطفال”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    لاش عليك تتعدب المصيب اغير لمجرب