منتدى العمق

مسؤولية من؟

في زمن أصبح غريباً عنا وأصبحنا غريبين عنه لدرجة أننا لم نعد نعرف في أي يوماً نحن، في اللحظة التي يكون البرد والشتاء والفيضانات والأخطار، ربما يكون التفاوض يكون صعب للغاية في بلاد المنسيين بلا سبب ، لن ننسى في كثير من الأحيان أن ‘واش دقا تبعا دقا اوشكون احد الباس دائما .

ماذا واقع اليوم في المغرب الأقسى أو مغرب المنسيين؟إلى متى سنحس بأننا ربما لا ننتمي الى هذه البلاد هل هذا الإعلام الفاسد ‘معندوش الكبدة على هاذ لبلاد والمواطنين ديالو’ ،عندما نشاهد التهميش وهؤلاء المقصيين الذين يتألمون ويموتون بالتقسيط ،نجد هذا الإعلام يبهرج ويدرج سهرات ليلية في قنواته غير مقننة .هل في كل سنة وكل ما اقتربت الليالي، في معضم دواوير البلاد المنسية(طاطا تارودانت ورزازات زاكورة ،أكذز،تيزنيت ، مراكش وغيرها من المناطق حتى داخل المدن أو بالأحرى المغرب ككل) سنكون على موعد مع تقديم قرابين جديدة؟هل الشتاء سيسرق منا أيضا أطفالنا ؟هل الشتاء دائما موعد لنكشف هشاشة بنياتنا التحتية ؟هل الشتاء دائما يجعلنا نكتشف حقيقة منتخبينا وكذا حقيقة مسئولينا؟ في دول أخرى ربما موسم الشتاء والبرد القارص هو موسم الدفء ومناسبة للتضامن والأفراح إلخ…

مجموعة من المهرجانات تقام في موسم الشتاء في مجموعة من الدول ولماذا نحن الشتاء تكون دائما مرتبطة بكل هذه الاختلالات وبكل هذه الإخفاقات؟ ”واش كانديروا الماكياج الاجتماعي؟ “هل أحيانا نجعل الأمور أكثر غموضا حتى يأتي قدر الله الذي هو الفيضانات لكي تبين مدى هشاشة كل الأعمال(بناء ملاعب ومؤسسات حكومية بجانب الوادي …طرقات ،قناطر،منازل….) والغش فيها .

إلى متى سنبقى دائما في هذا الوضع ؟إلى متى سيبقى الجوع ؟الى متى سيبقى الغلاء في المواد الأولية وغيرها ؟إلى متى سنحس بأننا مواطنين ؟ في هذه البلاد المنسية هناك مواطنين من الدرجة الأولى ومن الدرجة الثانية إلى آخره

المغاربة يقولون في بعض الأحيان في مثالهم الشعبي “الدنيا ماتخلي الراكب راكب ولا الغادي غادي واللي مايحملش هم الناس راه ماشي من الناس”لماذا وصلنا الى هذه الدرجة التي هي الإحساس باللا انتماء؟ عندما نرى جثث تحمل على متن حافلات أو شاحنات القمامة والتلكؤ في انقاد المواطنين المغاربة والإسراع في إنقاذ الأجانب ،هل من الضروري أن يكون شعري أشقر لكي تحصل على قيمة خاصة في هذه البلاد الحبيبة؟ للأسف الشديد الكثير من الآلام اليوم وأملنا الكبير أن تقدم نداءات استغاثة لأناس أحسوا بالظلم في هذه البلاد العزيزة المنسية،وأحسوا بأنهم لم يزرهم أحد وأنهم منسيين في بلاد المنسيين بلا سبب ان صح التعبير ،ولم يتجاوب معهم أحد، حتى جرفتهم السيول وفات الأوان وأصبحوا جثثا هامدة .

الكثير من الدواوير مقطوعة ومنفصلة عن العالم الخارجي الآن والكثير من الأراضي انجرفت والكثير من المنازل انهارت والمواطنين لا صوت لهم ، الحصيلة ثقيلة اليوم أرواح ضحايا طرقات مقطوعة عزلة تامة لمجموعة من الدواوير والسبب أخطاء تنموية وتدبيرية،حصيلة أزيد من 19 قتيل بدوار اجوكاك اقليم الحوز 7 قتلى جرفتهم المياه بملعب تزيرت مسن جرفته السيول بأمسمرير ….منازل هدمت والفيضانات لازالت تجرف وتحصد وتقول هل من مزيد،معضم القناطر اليوم مهدمة،معظم الطرق مقطوعة اليوم ، والقوات تتدخل عند فوات الأوان .

كيف دبرنا غضب الطبيعة ؟ هل أحس المواطن المغربي المنسي بأن حياته تهم المسئولين أو أننا نسبنا الكل للقدر واختبأنا وراء القدر ؟ نعم هذا قضاء وقدر ولكن الفقر لا أعتقد أنه قضاء وقدر لا أعتقد أن التهميش ممكن ان يكون هو قدر دائما للناس أخطائنا السياسية هي التي نتجت هذا الفقر والتهميش، أخطائنا التنموية هي من أنتجت التدبير السيئ لأزمة الفيضانات . بصوت مرتفع وبكل الأسى أقول الخزي لكم أيها المسئولين السافكين لدماء المواطنين الأبرياء ، رحم الله المفقودين الأموات الأبرياء و أخلف كل ما ضاع للأحياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    صراحة، أشاركك هذه المأساة التي استشرت في هوامش الدولة المغربية، وأصبح الهدف صوب تلميع الواجهة، ونسيان أطراف البلد التي لها حقها في كل شيء.. هذه الفترات الصعبة تكشف مدى جدية ومسؤولية المسؤولين، التي صارت بينة جدا، وغياب المحاسبة.. للأسف، المسؤول المغربي - لا أعمم- أكثر ذكاء في إيجاد سبل الغش والتملص من المسؤولية التي أعرب عن نيته سابقا في قضائها على أكمل وجه. النقطة التي جعلت بلدنا يتذيل ترتيب مستوى التنمية على الصعيد الدولي.