مجتمع

إدارة الجمارك تقرر تنقيل مسؤولها الأول بمعبر باب سبتة .. وهذا خليفته

علمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع، أن المديرية العامة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، قررت اليوم الثلاثاء، تنقيل مسؤولها الجمركي الأول بالمعبر الحدودي باب سبتة، الآمر بالصرف طارق اليونسي، إلى ميناء طنجة المتوسطي، وتعويضه بنجيب الأحمدي القادم من نفس الميناء.

وحسب المصدر ذاته، فإن المديرية العامة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أصدرت قرارا بترقية المسؤول الجمركي الأول الآمر بالصرف بالمعبر الحدودي باب سبتة، وتحويله إلى ميناء طنجة المتوسط، مع تعيين المسؤول الأول بالميناء المتوسطي آمرا بالصرف بمعبر باب سبتة.

تنقيل الآمر بالصرف بمعبر باب سبتة، يأتي بعد أيام قليلة من حادث تعرض أحد أفراد الجمارك بالمعبر ذاته لاعتداء من طرف أحد ممتهني التهريب، حيث تم توثيق الحادثة عبر الفيديو، ما أدى إلى توقيف المعتدي من طرف عناصر الجمارك وتسليمه إلى أفراد الشرطة، في انتظار عرضه أمام وكيل الملك.

وأفاد مصدر الجريدة، أن حادثة الاعتداء وقعت أثناء قيام أحد عناصر الجمارك بتوقيف سيارة للتهريب المعيشي بالمعبر يوم السبت المنصرم، قبل أن يتطور النقاش بينه وبين السائق إلى مشادات كلامية، انتهت بتوجيه المهرب ضربة إلى الجمركي سقط على إثرها أرضا، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى.

ووفق المصدر ذاته، فإن عنصر الجمارك المعني حصل على شهادة طبية تثبت عجزه في 20 يوما، مشيرا إلى أنه ستتم متابعة ممتهن التهريب المعيشي بتهمة الاعتداء على موظف عمومي أثناء تأدية مهامه، حيث جرى تمديد الحراسة النظرية في حقه أمس الإثنين.

بالمقابل، قال مصدر “العمق” إن الشخص الذي اعتدى على الجمركي “تعرض للاستفزاز ما دفعه إلى التصرف بعنف”، مشيرا إلى أن المعني بالأمر سبق أن كان ضمن لجنة مصغرة تمثل ممتهني التهريب المعيشي حاورت المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة نبيل لخضر بالرباط.

يُشار إلى أن المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، كان قد اجتمع شهر يوليوز المنصرم، مع مجموعة من ممتنهي التهريب المعيشي بباب سبتة، من أجل مناقشة المشاكل التي يواجهونها وما اعتبروه “استفزازات واعتداءات” يتعرضون لها من طرف السلطات المغربية والإسبانية عبر المعبر، بعد توصله بعريضة وقعها أزيد من 150 “مهربا”.

وقال مصدر كان قد حضر هذا اللقاء لجريدة “العمق”، إن المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة وعد خلال هذا اللقاء الذي حضرته أيضا البرلمانية عن الاتحاد الاشتراكي فتيحة سداس، (وعد) بالتحقيق فيما يتعرض له ممتهنو التهريب المعيشي، مشيرا إلى أنه سيتخذ إجراءات لحل مشاكل المعبر.

جدير بالذكر أن معبر باب سبتة لا زال مغلقا في وجه التهريب المعيشي منذ 9 أكتوبر المنصرم لـ”أسباب أمنية” عقب وفاة ضحية جديد من ممتهني التهريب المعيشي، حيث قررت السلطات المغربية والإسبانية تأجيل فتحه للمرة الثانية، بعدما كان مقررا فتحه يوم 28 أكتوبر الماضي، ثم أمس الإثنين 4 نونبر.

وكانت كالة الأنباء الإسبانية“إيفي” قد أوضحت نقلا عن مصادر حكومية إسبانية، أن السلطات ستتخذ إجراءات لتسريع عبور السيارات وفتح جميع الممرات التجارية، لافتة إلى أن الإدارة الإسبانية “تهدف من خلال هذا قرار إغلاق المعبر إلى تسريع حركة المرور إلى الحد الأقصى عن طريق التقليل من أوقات الانتظار”.

وفي نفس السياق، كشف أحد ممتهني التهريب المعيشي بالمعبر في حديث لجريدة “العمق”، أن آلاف الشباب والنساء ينتظرون بشوق إعادة فتح المعبر، مشيرا إلى أن إغلاقه تسبب لهم في ركود اقتصادي وأزمة مادية خانقة، داعيا سلطات البلدين إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار.

وأوضح المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن أباطرة التهريب أوقفوا عملية تزويد ممتهني التهريب المعيشي بالسلع من أجل دفعهم لخوض احتجاجات، قصد الضغط على السلطات المغربية للتراجع عن قرار منع تهريب اللوز الذي يعتبر من بين أهم المواد الغذائية ربحا في عملية التهريب.

وكان المدير الإقليمي للجمارك والضرائب غير المباشرة بتطوان، حميد حسني، قد كشف أن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها إدارته في محاربة ظاهرة التهريب عبر باب سبتة، مكنت من تحقيق نتائج إيجابية وفورية، مشيرا إلى أن عدد ممتنهي التهريب المعيشي الحدودي بباب سبتة تقلص من 30 ألف إلى 8 آلاف شخص خلال سنتين 2018/2019.

وأوضح حسني في رده على سؤال جريدة “العمق” خلال يوم دراسي بداية أكتوبر الماضي حول “الاقتصاد الحدودي وأثره في التنمية المحلية”، أن الإحصائيات التقريبية التي قامت بها إدارة الجمارك بتنسيق مع سلطات عمالة المضيق الفنيدق، كشفت أن العدد الأقصى لناقلي السلع عبر معبر “طرخال 2” يبلغ 4000 رجل ونفس العدد بالنسبة للنساء.

وارتفعت مؤخرا النداءات المطالبة بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة، بعد تزايد حالات الوفيات في المعبر خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها وفاة شاب من مدينة الفنيدق في العشرين من عمره، جراء سقوطه من منحدر بالمعبر، ما أثار موجة غضب في صفوف نشطاء حقوقيين وإعلاميين بالمنطقة.

ويسجل معبر باب سبتة المحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني.

ويوم 6 أكتوبر الماضي، لفظ الشاب يوسف سدراوي البالغ من العمر 20 سنة، أنفاسه الأخيرة بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، إثر سقوطه من منحدر بمعبر سبتة وارتطام رأسه بالأرض، وذلك أثناء انتظاره دخول سبتة لتحميل البضائع، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بجروح خطيرة، ليصبح الضحية العاشر لـ”معبر الموت”.

وخلال شهر شتنبر الماضي، لقيت سيدة من ممتهنات التهريب المعيشي بمعبر سبتة، مصرعها إثر سقوطها من مرتفع صخري بالمعبر عقب محاولتها قضاء حاجتها البيولوجية تحت جنح الظلام، تاركة وراءها 4 أطفال، حيث كانت قضت ليلتها في العراء أمام المعبر ضمن طابور انتظار طويل لممتهني التهريب المعيشي قصد الدخول إلى المدينة المحتلة في الصباح الباكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *