مجتمع

إغلاقه خلق أزمة.. المغرب وإسبانيا يعيدان فتح معبر سبتة أمام التهريب المعيشي (فيديو)

كشفت وسائل إعلام إسبانية، أن السلطات الإسبانية اتفقت مع نظيرتها المغربية، على إعادة فتح معبر باب سبتة المحتلة أمام ممتهني التهريب المعيشي، ابتداء من يوم الإثنين المقبل، بعد أزيد من أسبوعين من إغلاقه.

وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن السلطات الإسبانية والمغربية قررتا فتح معبر “تاراخال 2” في وجه ممتهني التهريب المعيشي ابتداء من يوم 28 أكتوبر الجاري، وذلك بعد إغلاقه منذ 9 أكتوبر لـ”أسباب أمنية”، عقب وفاة ضحية جديد من ممتهني التهريب المعيشي.

وقالت “إيفي” نقلا عن مصادر حكومية إسبانية، إن السلطات ستتخذ إجراءات لتسريع عبور السيارات وفتح جميع الممرات التجارية، لافتة إلى أن الإدارة الإسبانية “تهدف من خلال هذا القرار إلى تسريع حركة المرور إلى الحد الأقصى عن طريق التقليل من أوقات الانتظار”.

يأتي ذلك بعدما قررت السلطات الإسبانية بالاتفاق مع نظيرتها المغربية، إغلاق معبر باب سبتة في وجه ممتهني التهريب، في انتظار تنظيم حركة العبور، وذلك تزامنا خطوة “أباطرة التهريب” بوقف تزويد ممتهني التهريب المعيشي بالسلع والبضائع، من أجل الضغط على إدارة الجمارك المغربية للتراجع عن قرارها بمنع تهريب اللوز.

ووفق ما نقلته وكالة “إيفي”، فإن تعليق التجارة بين الجانبين، جاء لـ”ضمان الأمن في كافة الجوانب المتعلقة بالشحن، وتجنب المخاطر التي قد تنجم عن تكدس الآلاف من ممتهني التهريب المعيشي في المعبر الحدودي”.

وفي نفس السياق، كشف أحد ممتهني التهريب المعيشي بالمعبر في حديث لجريدة “العمق”، أنه آلاف الشباب والنساء ينتظرون بشوق إعادة فتح المعبر، مشيرا إلى أن إغلاقه تسبب لهم في ركود اقتصادي وأزمة مادية خانقة، داعيا سلطات البلدين إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار.

وأوضح المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن أباطرة التهريب أوقفوا عملية تزويد ممتهني التهريب المعيشي بالسلع من أجل دفعهم لخوض احتجاجات، قصد الضغط على السلطات المغربية للتراجع عن قرار منع تهريب اللوز الذي يعتبر من بين أهم المواد الغذائية ربحا في عملية التهريب.

وكان المدير الإقليمي للجمارك والضرائب غير المباشرة بتطوان، حميد حسني، قد كشف أن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها إدارته في محاربة ظاهرة التهريب عبر باب سبتة، مكنت من تحقيق نتائج إيجابية وفورية، مشيرا إلى أن عدد ممتنهي التهريب المعيشي الحدودي بباب سبتة تقلص من 30 ألف إلى 8 آلاف شخص خلال سنتين 2018/2019.

وأوضح حسني في رده على سؤال جريدة “العمق” خلال يوم دراسي بداية أكتوبر الجاري حول “الاقتصاد الحدودي وأثره في التنمية المحلية”، أن الإحصائيات التقريبية التي قامت بها إدارة الجمارك بتنسيق مع سلطات عمالة المضيق الفنيدق، كشفت أن العدد الأقصى لناقلي السلع عبر معبر “طرخال 2” يبلغ 4000 رجل ونفس العدد بالنسبة للنساء.

وارتفعت مؤخرا النداءات المطالبة بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة، بعد تزايد حالات الوفيات في المعبر خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها وفاة شاب من مدينة الفنيدق في العشرين من عمره، جراء سقوطه من منحدر بالمعبر، ما أثار موجة غضب في صفوف نشطاء حقوقيين وإعلاميين بالمنطقة.

ويسجل معبر باب سبتة المحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني.

ويوم 6 أكتوبر الجاري، لفظ الشاب يوسف سدراوي البالغ من العمر 20 سنة، أنفاسه الأخيرة بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، إثر سقوطه من منحدر بمعبر سبتة وارتطام رأسه بالأرض، وذلك أثناء انتظاره دخول سبتة لتحميل البضائع، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بجروح خطيرة، ليصبح الضحية العاشر لـ”معبر الموت”.

وخلال شهر شتنبر الماضي، لقيت سيدة من ممتهنات التهريب المعيشي بمعبر سبتة، مصرعها إثر سقوطها من مرتفع صخري بالمعبر عقب محاولتها قضاء حاجتها البيولوجية تحت جنح الظلام، تاركة وراءها 4 أطفال، حيث كانت قضت ليلتها في العراء أمام المعبر ضمن طابور انتظار طويل لممتهني التهريب المعيشي قصد الدخول إلى المدينة المحتلة في الصباح الباكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *