أدب وفنون

بــ700 مليون مشاهد.. تركيا الثانية عالميا في تصدير الدراما

بأكثر من 150 مسلسلًا حتى اليوم تحتل تركيا المركز الثاني عالميًا، بعد الولايات المتحدة، في ترتيب الدول الأكثر تصديرًا للمسلسلات.

ووصلت المسلسلات التركية للمشاهدين في 146 دولة حول العالم بأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية والشمالية.

وبحسب رصد مراسل الأناضول، تلقى المسلسلات التركية إقبالًا كبيرًا من قبل أكثر من 700 مليون مشاهد في بلدان تمتد من روسيا إلى الصين ومن كوريا إلى أمريكا اللاتينية.

ويتربع مسلسل “القرن العظيم” على رأس المسلسلات التركية التي تم تصديرها لأكبر عدد من الدول، إذ شاهده أكثر من 500 مليون مشاهد في 70 دولة مختلفة حول العالم.

واعتبارًا من العام الماضي، بلغ إجمالي إيراد تركيا من المسلسلات 500 مليون دولار، وأكثر الأعمال الدرامية التي درت ربحًا حتى الآن مسلسلات “المال الأسود والعشق”، و”الشمال والجنوب”، و”القبضاي”، و”هكذا يمضي العمر”، و”سميتها فريحة”، و”الفضة”، و”ما ذنب فاطمة غُل”، و”أَزَل”، و”العشق الممنوع”، و”قيامة أرطغرل”، والعشق الأسود”، و”الحب المستحيل”.

ومن اللافت للانتباه أن دول تشيلي، والمكسيك، والأرجنتين تعتبر من أكثر الدول التي تتابع فيها المسلسلات التركية، وتحظي بنسب مشاهدة عالية، لا سيما أن هذه المسلسلات بسيناريوهاتها المذهلة تأخذ المشاهدين طيلة ساعتين تقريبًا لعوالم مختلفة، ولها مقطوعات موسيقية خاصة بها يعجب بها كل من يسمعها.

– “العشق الممنوع” أول مسلسل يتم تصديره للخارج وهو من إنتاج 1975

يعتبر مسلسل “العشق الممنوع” الذي أنتجته قناة التلفزة الحكومية التركية (TRT) عام 1975، هو أول مسلسل تركي يتم تصديره للخارج، وتحديدًا لفرنسا في العام 1981. كما أن مسلسل “القلب المجنون” الذي أذيعت أول حلقة منه عام 1999، تم بيعه لكازاخستان آنذاك. لكن شعبية المسلسلات التركية في العالم العربي زادت بشكل كبير في العام 2008.

وبدأ عشق المسلسلات التركية بالعالم العربي، مع عرض مسلسل “الفضة” أو كما يعرف في نسخته العربية المدبلجة باسم “نور” عام 2008 الذي قام فيه بدور البطولة كل من كيفانتش تاتليتوغ أو “مهند” وفق الاسم المدبلج، وصونغول أودَن التي عرفت باسم “نور”. ولقد وصل عدد مشاهدي الحلقة الأخيرة منه إلى 85 مليون مشاهد. ولقد أذيعت أول حلقة من هذا المسلسل داخل تركيا عام 2005.

في السياق ذاته فإن مسلسل “ألف ليلة وليلة” أو كما يعرف في العالم العربي باسم “ويبقى الحب” كما ورد في دبلجته العربية، يعتبر أول عمل درامي تركي يحدث دويًا واهتمامًا على المستوى العالمي، حيث قلب نسب المشاهدة والمتابعة رأسا على عقب فيما يقرب من 80 دولة حول العالم. ولقد قام بدور البطولة فيه مناصفة كل من الممثل خالد أرغنتش، والممثلة، برغوزار قورال

أما مسلسل “القرن العظيم” الذي كتب سيناريو أول 56 حلقة منه، ميرال أوقاي، ولعب دور البطولة فيه كل من الممثل، خالد أرغنتش، والممثلة، مريم أوزرلي، حقق نجاحًا كبيرًا في منطقة الشرق الأوسط، وفضلا عن ذلك تم عرضه في العديد من دول العالم الأخرى ومن بينها اليابان؛ ليشاهده أكثر من 500 مليون مشاهد حول العالم.

وتحقق الدراما التركية نسب مشاهدة عالية في كثير من الدول العربية مثل الأردن، والعراق، وقطر، والمغرب، وتونس، والجزائر، وتحتل مركزًا بين أكثر الأعمال مشاهدة هناك.

كما أن المشاهدين في كل من مصر والسعودية يقومون بمتابعتها على شبكة الإنترنت بعد حظر بثها على قنوات التلفزة الحكومية والخاصة في البلدين.

كما تحقق المسلسلات ذاتها نسب مشاهدة مرتفعة في الدول الناطقة بالتركية، أذربيجان، وتركمانستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأوزباكستان، إلى جانب العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، مثل ألبانيا، وبولندا، وصربيا، وبلغاريا، واليونان، ومقدونيا، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، والمجر، وكوسوفو.

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يتابع مسلسل “قيامة أرطغرل”، وخلال إحدى زياراته لتركيا تجول في موقع تصوير العمل الدرامي الكبير. لاعب كرة القدم العالمي، ليونيل ميسي سبق وأن صرّح بأن أولاده يتابعون المسلسل التركي “المال الأسود والعشق”.

ومن المتوقع أن يصل إيراد تركيا من وراء مسلسلاتها التي تصدر لجميع أنحاء العالم إلى نحو مليار دولار بحلول العام 2023.

وإلى جانب بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، تحتل تركيا مكانًا بين أول 5 دول تقوم بتصدير المسلسلات عبر محطات التلفزيون ومنصات الإنترنت.

ومن الأسباب التي تسهل عملية تصدير المسلسلات، وتمكن الشباب بشكل خاص من الإقبال عليها، أن بعض الأعمال الدرامية إلى جانب التلفزيون تعرض على المنصات البديلة على شبكة الإنترنت، كمواقع يوتيوب، ونتفليكس، وبوهو.

شبكة “نتفليكس” الأمريكية، وهي منصة لمتابعة الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت، ولها أكثر من 150 مليون مشترك في أكثر من 190 دولة حول العالم، قامت هي الأخرى ببث الدراما التركي لمتابعيها بعد أن اقتحمت السوق التركي.

وقامت هذه الشبكة بشراء العديد من المسلسلات التركية ومن بينها “ليلى والمجنون” و”فليصمتوا” و”القبضاي”، وأزل”، وقدمتها لمتابعيها في أنحاء العالم.

وفي وقت سابق قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن المسلسلات التركية باتت تحظى بمشاهدة 500 مليون شخص في 156 دولة.

وأشار أردوغان إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل الدعم الذي قدّمه حزب العدالة والتنمية لهذا القطاع منذ مجيئه إلى السلطة.

وأعرب الرئيس التركي عن شكره للفنانين والرياضيين حيال المساهمات التي يقومون بها من أجل رفع شأن تركيا.

وأكّد على أهمية الثقافة والفن والرياضة باعتبارها قيمة مشتركة بالنسبة إلى جميع الأمم.

ولفت أردوغان إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية زادت الدعم للأنشطة الثقافية في البلاد 50 ضعفًا مقارنة بالوضع عام 2002.

وأضاف أن تركيا تحولت إلى ماركة عالمية في مجال المسلسلات، التي تحظى حاليًا بمشاهدة 500 مليون شخص في 156 دولة.

وأوضح أن تركيا صارت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في قطاع إنتاج المسلسلات.

تجدر الإشارة إلى أن المسلسلات التركية حققت نجاحا ملحوظا، خلال السنوات العشر الأخيرة، على شاشات 156 دولة، بحجم تصدير بلغ قرابة 350 مليون دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *