مجتمع

“سعادة” بمراكش.. معاناة في كل القطاعات وAMDH: مقبرة للمشاريع

أيقظت وفاة تلميذ في الـ15 من عمره في حادثة سير على الطريق رقم 8 الرابطة بين مدينة مراكش وشيشاوة، معاناة ساكنة جماعة سعادة، مع تعثر المشاريع التنموية والمهيكلة بها، على جميع الأصعدة؛ مع الماء والكهرباء، الصحة والتعليم، الطرقات وقنوات الصرف الصحي.

ساكنة الجماعة، تجمهرت مكان الحادث، يوم الثلاثاء 17 دجنبر، لتحتج على أوضاع الطريق، مطالبة بتزويد الطريق بالإنارة العمومية والإشارات الضوئية، خصوصا وأن موقع الحادثة لا يبعد عن حدود مقاطعة المنارة بمراكش سوى كيلومتر واحد، وتتكرر فيه الحوادث.

وقد سبق “للعمق” أن أشارت إلى مشكل الماء الصالح للشرب بكل من دوار أولاد الكرن ودوار أولاد أحمد بذات الجماعة، بعد انتهاء العقدة مع إحدى الشركات التي تمدهم بالمياه عن طريق شاحنات محملة بالصهاريج.

وكانت الساكنة قد أوضحت في تصريحات متفرقة مع “العمق” وقتها، أن الدوارين المذكورين “يعانيان من العطش لما يزيد عن سنتين بسبب عدم تواجد المياه في المنازل، وأنه يتم تزويدنا بثلاث براميل تنقلها شاحنات الجماعة”.

وبدورها تفاعلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مع الوضع، معتبرة جماعة سعادة بمثابة “مقبرة للمشاريع الوهمية”، وأن برنامج هيكلة 27 دوار بعمالة مراكش والذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ716.17 مليون درهم “لم يحقق أهدافه”.

وطالبت وفق بيانها الذي حصلت “العمق” على نسخة منه، بالكشف عن مصير التحقيق حول شكايتها السابقة سنة 2018، والتي موضوعها برنامج تأهيل 27 دوارا، وإخبار الرأي العام والجمعية بمآل محضر الاستماع لأحد أعضائها من طرف الشرطة القضائية في الموضوع.

كما جدد فرع المنارة مطلبه لفتح تحقيق شفاف حول تعثر وفشل برنامج تأهيل 27 دوار، لمعرفة أسباب ذلك ومصير الميزانية الضخمة المرصودة للمشروع، مع ما يتطلب ذلك من تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة، حرصا على حماية المرفق العمومي والمال العام.

مؤكدا على حقوق ساكنة جماعة سعادة في التمتع بالحق في التنمية، وفي الاستفادة من البنيات التحتية الضرورية، والمرافق الاجتماعية الاساسية في مجالات الصحة والتعليم والسكن اللائق.

هذا وقد سجل ذات البيان افتقار حي افاق الذي تم إحداثه في إطار تعويض المئات من المواطنين بعد ترحيلهم من مدينة مراكش منذ بداية الألفية أهم أحياء الجماعة، إلى المرافق الاجتماعية الأساسية، من قبيل ثانوية تأهيلية، ما يجعل التلاميذ يجبرون على التنقل يوميا إلى مراكش لمتابعة دراستهم، مع ضعف الخدمات الصحية بالحي.

وسجلت الجمعية في بيانها المذكور افتقار دواوير الجماعة إلى البنيات الاساسية المتعلقة بقنوات الصرف الصحي، علما أن برنامج تأهيل 27 دوار، يتضمن بناء محطة لتصفية المياه العادمة. ناهيك عن الطرق وتبليط الأزقة والإنارة العمومية والنقل العمومي.

وركزت الجمعية على ضرورة رفع التهميش عن الجماعة، ووضع برنامج تنموي حقيقي بمواصفات تستجيب لحاجيات الساكنة، أهمها وفق بيان الجمعية، “بناء محطة معالجة المياه العادمة وجمع النفايات الصلبة، تزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب، والانارة العمومية، بالإضافة إلى توسيع العرض المدرسي، وحل مشكلة النقل والطرق والمسالك وتبليط الأزقة، علاوة على رفع الحجز عن رخص البناء التي تستوفي الشروط القانونية”.

يشار إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية برنامج تأهيل 27 دوارا سنة 2010، من طرف والي جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا ، مراكش آسفي حاليا، ورئيس المجلس الجهوي لجهة مراكش اسفي، ورئيسة المفتشية الجهوية للإسكان والتعمير وسياسة المدينة، والمدير العام لشركة العمران بمراكش.

وسميت الاتفاقية وفق ذات البيان، “اتفاقية خاصة بتمويل وإنجاز برنامج معالجة السكن الغير القانوني بعمالة مراكش”، والتي تهم 27 دوار داخل الجماعات المحيطة بمدينة مراكش، بكل من جماعة سعادة، حربيل، تسلطانات، والذي خصص له غلاف مالي يقدر بـ716.17 مليون درهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *