منتدى العمق

طاطا .. الذئب والغنم القاصية

قد نصف الإنسان الطاطاوي بالساكن دهرا، وإن نطق تكلم سرا – وقد تتغير الصفة – عرفت طاطا ولا زالت، ضعف التسيير وغياب التنمية. بل كثر ة الذئاب وقلة الرعاة.

بينما يضطر معظم شباب المنطقة إلى الهجرة الداخلية لكسب قوت العيش على طول السنة كأيتام بين جدران محلات بيع الفواكه الجافة، بعمل يومي ممتلئ عن أخره، لإغاثة أسرهم المنكوبة بصريح العبارة لتكون قادرة على سد حاجيات الحياة البسيطة من دقيق مدعم وزيت وسكر.. غير أبهة برغد العيش بل راضية بأوكار الطين تسترها من الحرارة المفرطة بدون مكيف هوائي لغلاء أسعار استهلاك الكهرباء.. لازالت الدور مبنية بالطين لأن تكلفت طلب رخصة وتصميم لبناء مفحص قطاة قد تصل إلى ما لا يستهلكه المواطن المغلوب على أمره على طول السنة رفقة أسرته بأكملها، فكيف ليحصل على ورقة قد تعتبر ظلما في جل المناطق النائية..

طاطا لا تنتج فقط التجار ركيزة الاقتصاد، بل تتصدر قوائم أبنائها جل القطاعات الحيوية، والساحة السياسية والفنية.. خير دليل على ما نقول، وإن كان المعيار الغالب الآن هو المعيار السياسي فإن أبناء طاطا من بين المسيرين لمراكز القرار، فلما لا تستفيد طاطا (في التسيير)من خبرات (الكفاءات) أبنائها؟. كما رحب العموم بأول مركز للتكوين المهني شيد على أرضها، ونتمنى أن تنزل فكرة تشييد النواة الجامعية المتداول خبرها، بعيدا عن الحسابات السياسية، أما بالنسبة للوزيعة ( تقسيم الكعكة في التسيير والتدريس ) فليس مهما فاعملوا ما شئتم، بل الأهم هو تخفيف العبء على الطلبةوأسرهم..

لبلدتنا تاريخها العريق، بحضارتها واستماتة أبنائها في الدفاع عن حوزة موطنهم، بعيدا عن القبلية والعنصرية، فكلنا من الجسد الآدمي الواحد ومعيار التفاضل واضح، والموطن حق لا يمكن التنازل عليه، وهنا نعرج للتطرق إلى ما شهدته بعض الأراضي من محاولة للنهب والاستيلاء من قبل مافيا العقار (فم الحصن، أقا ، طاطا )، والمشكل إن كانت السلطة متواطئة في مثل هذه الألاعيب. لنذكر أن الخطب الملكية للملك محمد السادس تنص على: تمليك أراضي الجموع البورية لذوي الحقوق والسعي لإيجاد حل لها،وهو ما يعني السعي الحثيث لفض النزاعات المتعلقة بها لا رعايتها..

رمالنا ذهبية ومياهنا عذبة، لعل الخير يكمن في الشر، تختضب بعض جبال طاطا بأطنان من الذهب الخام لا عين رأتها بل الأذن فقط من تسمع بها، ولا بطن أشبعتها فلنا من تمرنا اليابس قوتا وهو يكفينا.. وازدهرت في الآونة الأخيرة زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح) فيا فرحا بفلاحة موسمية قد تمتص من البطالة حيزا وهو مطلب الساكنة وبه استبشرت، لكن مياهنا العذبة وصلت لحضيض الأرض فتغير لونها بل واختلطت فأصبحت طينا يستقى منها (ساكنة أم العلق التي تغير لون مائها لندرة مياه الآبار لشح المياه بسبب الاستعمال المفرط لها )، لسنا ضد المستثمر ولا مع تسكع أبناء البلدة في شوارعها، بل نرجو البديل الأحسن، بل نطلب الأصل فهو بنا أولى، لما لا يتم الاستثمار في زراعة النخيل أو الزيتون إن كانت أرض طاطا خصبة تبنت الزرع والزيتون، لما لا يتم خلق ضيعات فلاحية تكون صديقة للبيئة؟ أسئلة قد يعترض عليها المستفيد الصغير من العمل الموسمي لأنه طالما انتظر الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر، ولكن نخشى أن يصدق فينا قول المزارع:” الصيف ضيعت اللبن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *