وجهة نظر

“شدي ولدك عليا”

نحن وإياكم عينان في رأس واحد نتشارك اللحم والدم، بناتنا عندكم وشبابكم عندنا، كان هذا هو تصريح زينة الداودية حينها تحت وابل من ريالات هيئة الترفيه السعودية، تصريح جرح كبرياء البعض ، وسحبوا كل خناجرهم, وصرخوا فيها ان تسكت صونا للعرض ، ثم اغمدوها إلى حين.

بلجيكي يضع على شبكات التواصل الاجتماعي خريطة لأسواق اللحم الرخيص في المغرب.

فيلم ” الزين لي فيك” يصور التجارة في اللحم المغربي برياضات مراكش، فتستل السيوف ضد نبيل عيوش ولبنى ابيضار، وتمنع الحكومة عرض الفيلم، فزادت شهرة الفيلم في أوربا.

مصطفى شيمشاك، اعترف في برنامج تلفزيوني أنه متزعم لعصابة احترفت النصب منذ 3 سنوات، حيث احتالت على مجموعة من الفتيات بلغ عددهن 600 فتاة مغربية منهن قاصرات، وذلك عن طريق دعوتهن للزواج من أتراك مقابل مبالغ مالية كبيرة.

فتاة قاصر في سن الرابعة عشر تربط علاقة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع شاب كويتي اسمه عبد الرحمن سمران الغازمي يتواعدان للقاء في مراكش، تسافر إليه في غفلة عن الأب المغفل وبتواطؤ مع الأم المجرمة، تدخل بصندوق السيارة إلى وكر اكتراه، تمكنه من جسدها قدرا ويأخذ الباقي عنوة، تداخل اللحم وسال الدم، وبعد القبض عليه، وأثناء جريان المسطرة أمام القضاء تقرر أمها التنازل بمبرر الزواج بها، تتدخل السفارة لضمان حضور المتهم للمحاكمة، يمنح قضاؤنا الشامخ السراح للمغتصب، يسافر عائدا إلى أمه.

الفنانة الطنانة تقف بباب المحكمة منددة مرددة أغنيتها، “مغتصب حڭار، أناني جبار والمغتصب هو أنت، المغتصب هو القضاء، ما يهمني قضاء ما يهمني حكومة”.

سلسلة من جرائم الأم التي تستخدم ابنتها لاستدراج خليجي وتسمح لها بالسفر للقائه وتقبل التنازل عن شكايتها من أجل حفنة من المال ووعد بالزواج، ويمنح السراح مقابل كفالة قدرها ثلاثون ألف درهم.

إذا هي جريمة شارك فيها الجميع، شاركت فيها الأم التي تبيع لحم ابنتها، والأب الغافل، وسفارة الدولة الشقيقة، وقضاؤنا !

متى كان الوعد بالزواج من طفلة في سن يمنع القانون الزواج فيه مبرر للعفو عن المغتصب، متى كان حرمة جسد طفل ملكا لوالديه حتى يقبل بالتنازل عن الشكاية بهتكه؟ أم أن عذر القضاء أسوأ من زلته، وأن الأمر يتجاوز غفلة قاض مؤتمن على أرواحنا وسلامتنا ناهيك عن سلامة أطفالنا. إلى تدخلات على مستوى عال، ضغطوا على القضاء لإطلاق سراح المتهم،

هذه الفرضية قوية تؤشر عليها تدخل السفارة لضمان حضور المتهم، متى كان يقبل أمام القضاء ضمانات السفراء في إحضار المتهمين أليس هذا ضرب في سيادة الدولة.

أنا لا ألوم الداودية عن صراحتها التي اكتسبت ثوب الوقاحة، إلا لنبرة الفخر في كلامها، عدا ذلك، لا أحد تساءل هل ما قلته الداودية اختلاق؟ أم هو صراحة التي تأتي أحيانا في ثوب الوقاحة؟ هل يستطيع أحد أن يثبت كذب الداودية؟ هل يستطيع أحدنا أن يثبت العكس؟ من منا لا ينظر بعين الريبة إلى المهاجرات إلى الخليج؟ من منا يجهل سياحة الخليجيين بالمغرب؟

نقر بهذا ونعلم به، ونعلم أن سمعة بلدنا كمزود للحم الرخيص أضحت على كل الألسن، لذلك لا ألوم الداودية صاحبة الأغنية الداعية إلى الإغراء العلني البين والتي تقول كلماتها “عطيني صاكي بغيت نماكي” إلى “وندير حالة فالرجالة وكلشي يغوت يا لغزالة” ثم تتوعد الجميع ” حلفا حتى تنوض روينة”. فقط كان لي رجاء عندها وهي أن تخاطب خالاتها السعودية والكويتية والإماراتية بأغنية “شدي ولدك عليا”، لأن قضائنا غير قادر على الإمساك بهم.

ما بين كلام الداودية “شدي ولدك عليا” وكلام الطنانة “فين هو القضاء وبغاني نعيش فالكومة”، كثير من الحقائق المرعبة، حول انحلال الأسر في بلدنا، لست حالما لكي أردد أن الحرة تموت ولا تأكل من ثديها، لكني لا أفهم كل هذا الإقبال على أن تأكل الحرة من ثديها وفرجها ودبرها، وأن تتقبل أسرنا الأمر بشكل عاد. من أجل توفير ضروريات الحياة وسبل الرفاهية، حتى كارل لماركس بكل ما أوتي من أدوات المناهج المادية لا يستطيع تبرير ذلك بالفقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *