وجهة نظر

التغطية الصحية ونهاية مأساة موت قانون الإنسانية‎

عندما يصاب الموظف أو الأجير بمرض ما، ويستوفي جميع الرخص القصيرة أو الطويلة الأمد، ويمسي غير قادر على مواصلة مهامه. يتم عزله وحرمانه بصفة نهائية من أجره!

أي يقال له اذهب إلى الجحيم، وابحث على من يعيلك، و يتكفل بدوائك ومعيشتك، ونأسف عن تشريد أسرتك فأنت لا تصلح لشيء من الآن فصاعدا.

بمعنى المنطق المقبول في التحليل، هو أن يقال له أعد العدة لحفر قبرك، نظرا لتراكم عوزك وشدة مرضك وحاجاتك التي أصبحت في خبر كان يا مكان!

إذن أين هي إنسانية التشريع! أين الذين يدافعون عن حقوق الإنسان الكونية أو حقوق الإنسان في الاسلام!
بمعنى أين الضمير البشري! أين وصلت ثقافة الوجدان والاحساس، وبصيغة أدق هل هذا يندرج في القاموس الذي أعطى صفة للبشر العاقل المنتمي لجنس اسمه البشر!

فالمرض ليس اختياريا وإنما مرتبط بظروف قدرية وموضوعية أو عارضة، لا أحد في هذا الكون قادر على التحكم او ممارسة نوع من التبريرات الجدلية فيها، لذا اصلاح هذا الخلل في الرخص المرضية أولوية إنسانية لا يجب أن تبعد من واجب التضامن الفعال المستمر اتجاه عموم الأجراء وكافة الموظفين.

وبالنسبة لموضوع التغطية الصحية بشكل عام، فعليها أن تنتقل من النسبية إلى المطلقة!

أي أن تخضع كل التكاليف الاستشفائية لقانون صحي لا يستثني احدا ينتمي لهذه البلاد. فالحياة مقدسة عند الجميع، وهذا التقديس لا يجب ان ينحني لمنطق الربح والخسارة أو السمسرة بجسد ليس ملكا لأحد، وإنما هو ملك لصاحبه فقط والملك في نهاية الأمر لله وحده. فالحتمية العاقلة الراشدة تقتضي السهر على الحفاظ جسد الإنسان سليما من كل العوارض المرضية المفاجئة وغير المفاجئة.

فالاكتفاء ببطاقة الانخراض المسلمة من إحدى وكالات التأمين الصحي او ما يسمى ببطائق “راميد” أمر يرتبط بالاطمئنان المرتبط بالحياة الشخصية والأسرة والحياة العامة ككل. فمن باب حكمة الضمير البشري، أن لا ترتبط هذه البطائق لا بالدفع المسبق للعلاج، ولا التكاليف المرتبطة بالاستشفاء بشكل عام.

وكالات التأمين والتفاهم على الاقتطاعات قد يحقق الهدف! فالتأمين الصحي عليه أن يجنب المنخرطين الانحدار نحو الفقر والعوز والهشاشة، هنا الاصلاح الحقيقي عوض الاقتصار على الانصات الذي بلغ حد الثخمة القصوى.

إذن لم لا يتم تقلد بعض النماذج في الدول المتقدمة، بحيث يصبح المنخرط ملزما بالانخراط فقط. أما الدفع فيبقى من اختصاص الصناديق والتأمينات المكلفة بالتأمين الاجباري عن المرض. أتركوا المنخرط بعيدا عن المصاريف المرهقة.

ها نحن نقترح من جديد!

ومن جملة اقتراحات هذا العبد الضعيف الذى يأبى الكثير السماع لها خوفا من التموقع قى أحد المناصب الذي تقتصر على العائلة الريعية فقط! فنقول على الدولة و بشراكة فعالة مع القطاع الخاص، وشركات التأمين والأبناك، وشركات الأدوية، ومختبرات التحاليل الدموية. بالاضافة إلى فرض ضريبة تضامنية تدرج في فواتير الكهرباء والماء حسب نسبة الاستهلاك ، والتفاهم على نسبة الاقتطاعات، وإنشاء وكالة لمراقبة الجودة، مع توزيع الشعب حسب الوضعية الاجماعية على المراكز الاستشفائية أو المصحات أو العيادات الخاصة ،كفيل بوضع حد للا إطمئنان التي يخشى كل شخص منها في حالة المرض.

ومن تم تصبح البطاقة الصحية الناطقة الوحيدة وبدون دفع مسبق ولا هم يحزنون، أي تغطية صحية كاملة ب0درهم.

علاوة على ذلك يتم التشدد في الصرامة من حيث المراقبة والحكامة المالية.

فالأمر فقط مرتبط بالارادة السياسية وما يليها من ميكانيزمات وقرارات قادرة على مواجة اللوبيات التي تقتات من معاناة المرضى.

أما قضية التغطية الصحية للوالدين، التي دخلت في متاهات البوليميك السياسي الضيق، وهي في الواقع حق يراد لها باطل فالرد، عليها يكون كالتالي وبدون مزايدات ولا هم يحزنون!

الضريبة على الدخل المفروضة على الموظفين والأجراء كافية، لتحقيق التغطية الصحية للوالدين سواء الموجودون في المقابر! أو الأحياء أطال الله عمرهم.

بيد أننا ما دمنا ننتمي للحائط القصير فأصبح من السهل الإقتطاع فقطعونا وأفقرونا! مادامت القوانين يتم تشريعها من أهل ريع العاشات والتمتع بالسفريات.

اتقوا الله في هذا الموظف المسكين وكفى من قهر وتفقير الطبقة المتوسطة باسم الأغلبية.

الأغلبية لم تشارك في الانتخابات، وما يجري في البرلمان من غيابات وصراعات مصلحية حول توزيع كعكة المناصب تدمر الثقة في العمل السياسي.

كفى من ظلم الطبقة المتوسطة. فالحائط القصير أساس أمان هذا الوطن. فلا تتوهموا أن النجاح في الانتخابات مرتبط بسحق هذه الطبقة لارضاء الكادحين والمساكين لخلق كتلة انتخابة دائمة، فالثقافة التي غرست عبر الزمن في الطبقات المهمشة هو جعل الموظف عدوا لها، وأنه حسب تلك الثقافة(شبع خبز) ومن تم ضرورة استهداف الموظف وتفقيره باصلاحات مدمرة للتنمية الحقيقية القاىمة على الأمانين الصحي والوظيفي. فالطبقة المتوسطة هي المحركة لناعورة الاقتصاد الوطني وهي التي تدافع عن الفئات المسحوقة، بهدف ضمان العيش الكريم للجميع.

فكروا ولا تعكروا! نحن في سفينة واحدة لدينا رغبة جامحة في وصول تلك السفينة الى بر الأمان.
تحية لكل من قرأ وتمعن في كلامي.

الصحة مرتبطة بالانسانية فلا تدعوا الألم يتيه في ردهات التبرعات والسمسرة بالمعاناة والربح على حساب موائد الأطفال والأمهات.
شكرا لكل من يسعى لأنسنة تكاليف المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *