خارج الحدود

“كورونا”.. اتحاد علماء المسلمين يفتي بإيقاف كافة صلوات الجمعة والجماعة

أفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم السبت، بإيقاف إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في أي بلد يتفشي فيه وباء “كورونا” وأصبح الوباء فيه يشكل مصدر خوف حقيقي، وذلك بناءً على التقارير الطبية الموثوقة المعتمدة من الدولة.

وقال الاتحاد الذي يرأسه الفقيه المقاصدي المغربي أحمد الريسوني، في بلاغ له توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن هذا الإيقاف يستمر إلى حين السيطرة على الوباء وتجاوز مرحلة الانتشار والخطر، حسبما تقدره الجهات العلمية المختصة.

وأوضح الاتحاد أن هذا الفيروس الوبائي الفتاك ينتقل من الأشخاص المصابين به إلى غيرهم بكل أشكال الاختلاط والتحاذي والتَّماسّ، مشيرا إلى أن كل اللقاءات والتجمعات تصبح كلها مجالا وسببا محتملا لانتقال الفيروس والمرض والخطر في أثنائها.

ومما جاء في فتوى الاتحاد أن القرآن الكريم “نهى عن تعرض النفوس إلى ما فيه هلاكها، بلا ضرورة ملجئة، ويأمر بعكس ذلك، وهو الإحسان الذي يحبه الله ويرضاه لعباده”، كما نهى الرسول عليه الصلاة والسلام بقول “لا ضرر ولا ضرار” عن التسبب في أي ضرر للنفس أو الغير، حسب الفتوى.

كما استشهد الاتحاد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل من هذه الشجرةَ – يعني الثوم – فلا يقربنَّ مسجدنا”، لافتا إلى أن هذه الأدلة ترشد وتدل دلالة واضحة على أن إقامة صلوات الجماعة والجمعة، في ظل الاحتمال الفعلي والجدي للمخاطر المشار إليها، لا يلزم شرعا، ولا يجوز.

وتابع البلاغ: “بل إن الحديث النبوي الأخير يمنع حتى صاحبَ الرائحة الكريهة من دخول المسجد، كي لا يؤْذي المصلين برائحته، فكيف بمن يمكن أن يتسبب لهم في المرض أو الموت، أو يمكن أن يجلب ذلك لنفسه؟”.

واعتبر أن المصلين في وقت صلاتهم يلزمهم أن يكونوا متلاصقين متراصِّين، وتكونَ وجوهُهم متحاذيةً وأنفاسُهم متداخلةً، مضيفا: “ثم إن كل واحد منهم يكون عرضة للسعال والعطاس في أي لحظة، وهو متلاصق مع مَن على يمينه ومَن على يساره، فتكون احتمالات انتقال الفيروس عند ذلك ممكنةً تماما”.

يُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن وباء “كورونا” المستجد أصبح “جائحة”، حيث تسبب الوباء في وفاة آلاف الأشخاص عبر العالم وإصابة عشرات الآلاف، خاصة بعدما انتقل الفيروس إلى أوروبا.

وفي المغرب، أعلنت وزارة الصحة أنه تم ليلة الجمعة-السبت، تسجيل 9 حالات إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا المستجد” جديدة بالمغرب، ليكون بذلك العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إصابتها بمرض “كوفيد-19″، هو 17 حالة ببلادنا إلى حدود يومه السبت 14 مارس 2020.

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أن الحالات التسع تتعلق بثمانية مهاجرين مغاربة مقيمين بكل من إسبانيا (4 حالات)، وإيطاليا (3 حالات)، ومهاجر مغربي مقيم بفرنسا، دخلوا إلى المغرب ما بين 24 فبراير و12 مارس 2020، بالمدن التالية: تطوان، الرباط، الدار البيضاء، فاس وخريبكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *