أدب وفنون، مجتمع

رائدات: فاطمة الفهرية .. تونسية أهدت المغرب أول جامعة بالعالم (فيديو)

عندما ينعث المؤرخون مدينة فاس بالعاصمة العلمية، فإن جامع القرويين هو أول ما يحضر في أذهانهم، جامع وضعت لبنته الأولى امرأة و تحول على مر العصور إلى جامعة تخرج منها الألاف من الطلبة المغاربة والأجانب.

فاطمة الفهرية، الملقبة بـ”أم البنين” واسمها الكامل فاطمة بنت محمد الفهرية القرشية،ولدت بمدينة القيروان بتونس، لكنها عاشت في عاصمة المغرب العلمية، بعد نزوحها رفقة عائلتها.. هناك حيث تزوجت وأحبت فاس لدرجة رفضت مغادرتها بعد وفاة أبيها وزوجها، وتعد واحدة من النساء اللواتي استطعن حفر أسمائهن في ذاكرة المؤرخين وكتب التاريخ.

والد أم البنين، كان له أثر كبير على مسار ابنته، خاصة “ورعها والزهد في الدنيا والرغبة في التقرب من الله”، فبعد وفاته قررت استثمار ميراثها في مسجد يصلي فيه أهل فاس تخليدا لذكراه.

وبالفعل، اشترت فاطمة التي تشير بعض كتب التاريخ أنها من سلالة عقبة بن نافع الفهري، فاتح تونس ومؤسس مدينة القيراوان، أرضا في فاتح رمضان من سنة 859 للميلاد، وحلفت منذ ذلك اليوم ألا تفطر يوما وأن تظل صائمة إلى أن ينتهي بناؤه، وذلك حسب ما أشار له المؤرخ عبد الهادي التازي في رسالته لنيل الدكتوراه.

ورغم وفاة فاطمة الفهرية بعد سنوات قليلة من الانتهاء من بناء “الجامع”، حيث استمر بناءه أزيد من 17 سنة (انتهى سنة 876م)، إلا أن اسمها ظل خالدا.

وانتقل المسجد من الجامع البسيط إلى مرحلة الجامعة بمفهومها الحديث، في عهد دولة المرابطين، حيث اتخذ باحثون عن العلم الجامع مقرا لدروسهم، ليتطور الأمر في عهد المرينيين، بعد بناء مدارس حول الجامع ويتم تعزيزه بمكتبات تضم بين رفوفها كتبا ووثائق مهمة، فيصبح انذاك أول جامعة في التاريخ، تخرج منها قامات علمية شهيرة، لعل أبرزها، وابن رشد، وموسى بن ميمون، والشريف الإدريسي وابن خلدون الذي قال عنها :”فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها، وهذا فضل يؤتيه لمن يشاء من عباده الصالحين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *