منتدى العمق

الإنتاجات الرمضانية.. غزارة الإنتاج وقلة الضحك

في كل رمضان تطرح مسألة الإنتاجات التلفزيونية على النقاش، ويقال حولها الكثير بين من يعتبر أن هناك ابداع جيد، و البعض الأخر يعتبر أن المعروض مجرد تفاهة لا يرقى لمستوى الفن، والملاحظ هو أن الرأي الثاني هو الغالب حيث الكل يصف الانتاجات الكوميديا بالحموضة و بأنها انتاجات بايخة تقوم بكل شيء سوى شيء واحد اسمه الضحك.

الملاحظ هو أن نفس الوجوه تتكرر كل سنة في مشهد وكأنه يعيد نفسه، لدرجة أن الإنسان أصبح يعرف مسبقا ماذا يقول ذلك الممثل وحفظ لازمته و أصبح هناك نوعا من التنميط على مستوى الأدوار، هل الوجوه التي تحترف الكوميديا في المغرب محسوبة على عدد أصابع اليد، أليس هناك ممثلين غير الذين نشاهدهم في كل سنة.

الملاحظ كذلك في هذا الشهر على مستوى الانتاجات الكوميدية هو أن هناك غزارة في الانتاج، لكن هناك مشكل في العرض حيث يغلب عليه طابع التدافع وكأننا في جوطية كبيرة وأصوات الباعة ترفع في نفس الوقت لكن الزبون لا يسمع ولا يميز بين ما يقال، ما إن يرفع صوت الأذان حتى يبدأ التدافع عملا بالمثال المغربي ” يدو في يد خوه”، ويتركون المشاهد في حيرة بين اختيار ما يشاهد.

الكل يجد نفسه مرغما على مشاهدة ما يصطلح عليها بالكامرة الخفية والتي تتعدد فيها الكاميرات لكن يغيب الاختفاء، عن أي كامرة خفية تتحدثون وحتى الانسان السادج يدرك أنكم تمثلون في مشاهد مقززة جدا غير قادرين على اضحاك أنفسكم أولا فما بالك بإضحاك المغاربة، عليكم بمشاهدة الكاميرات الخفية الحقيقية لكي تتعلموا أبجدياتها، كما أن هناك برامج أعلنت عن فشلها منذ البداية وتلقت انتقادات واسعة، لكن أعادت انتاج جزئها الثاني في منظر أبشع من الأول.

اضحاك الناس غير مرتبط بتعواج الملامح و الثرثرة الزائدة عن اللزوم و التلفظ بكلام يقلل وينقص من البعض ويضرب في البعض، بل هناك طرق متعددة قادرة على صنع البسمة على وجوه المشاهدين فهناك نماذج اضحكوا العالم بدون كلمة واحدة ولكن بفن راقي وبأسلوب في الأداء رائع جدا، فطرق تقديم الفرجة الحقيقية شكلا ومضمونا متعددة، والأمر هنا يبدأ باختيار الموضوع واتقان فن الكتابة في هذا الموضوع، لأن الأزمة المطروحة في الانتاجات التلفزيونية سواء المرتبطة بالكوميديا أو الدراما هي أزمة كتابة، فعندما تغيب الكتابة الرزينة تترك الفرصة للهواة لممارسة هواياتهم و هنا يغيب الاحتراف، كما يمكن لأي شخص لا يفقه في التمثيل أن يلاحظ أن العمل في هذا الميدان أصبح يغلب عليه طابع ” الكليكات” أي أن كل شخص يشتغل مع مجموعته، في مشاهد لا يتغير فيها إلا العنوان فقط.

بعد سنة كاملة والقنوات تعيد الأفلام والبرامج دون تقديم أي جديدة على مستوى الانتاجات وأصبح الانسان المغربي ينتظر رمضان لمشاهدة ما قد تجود به عقول فنانينا، لكن للأسف غياب الجودة دائما ما يطرح نفسه في كل سنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ليلى أتميم
    منذ 4 سنوات

    صدقت أستاذ ،لا أعلم أيستحمروننا أم ذلك ماجادت به عقولهم، خصوصا فذاك الكاميرا ليمونية ماشي الخفية، وكيفما خليتيها أنت أستاذ المغاربة حرفالهم غير فالشطيح ورديح وهزان الكتاف أما الفن عندو ماليه