حكومة وبرلمان كحاطب ليل

عندما قال النائب البرلماني “أنا ماشي بهيمة باش نصوت على شي حاجة مقريهاش” فهو وصف دور البرلمان المغربي على حقيقته فما قام به بلافريج ما هو إلا تحصيل حاصل، فهو كشف الوجه الحقيقي والطريقة التي يتم بها التصويت على القوانين داخل القبة وحتى داخل الحكومة وهذا ما كشفه قانون الكمامة 22.20 الذي تمت المصادقة عليه من طرف الحكومة ثم التنكر له بعد ذلك، فالذين يعتبرون نواب الأمة ومسيري الشأن العام فهم كحاطب ليل لا يميزيون الغث من السمين، ولا السقيم من السليم، يقبلون بالقوانين كيفما كانت نوعيتها دون مناقشتها والوقوف على النواقص، من أجل إغنائها وتعديلها، الشيء الذي يجعل المواطن يصطدم بقوانين بعيدة كل البعد عن واقع المجتمع المغربي وكأنها نابعة من أشخاص لا غير موجودين في المغرب.
من المؤكد أن قانون الكمامة عندما سيصل إلى البرلمان فإنه سيتم المصادقة عليه كغيره من القوانين المشؤومة دون اعتراض أو رفض لهذا القانون، فما قاله بلافريج ذات مرة هو أقل ما يمكن أن يقال في حق أناس يؤتتون القبة ويتبادلون السب والقذف وهناك من يستعمل الهاتف وأخر يتعاطى النفحة أمام وسائل الاعلام وفي جلسة عمومية، وأخرون تسمع قهقهاتهم عن بعد، وهناك من يأتي لأخذ ما تبقى من الحلوة، وفئة أخرى لا يظهر لها أثر إلا خلال الجلسة الافتتاحية بحضور الملك، ماذا تنتظر من برلمانيين نسبة كبيرة منهم لم تلج باب المدرسة من قبل، تتلعتم أثناء طرح سؤال شفهي تلميذ الأولى اعدادي قادر على قراءته بطلاقة ودون أخطاء، ماذا تنتظر من برلماني منذ وصوله إلى البرلمان حمل أغراضه وغادر المنطقة التي أوصلته لذلك المكان وتنكر لكل الوعود التي قدمها خلال فترة الانتخابات، ولن يتذكرها إلا خلال الانتخابات القادمة، سيظهر بابتسامته المصطنعة، وهو يتبادل التحية مع أشخاص بسطاء، هم في نظره مجرد أرقام سيستفيد منها خلال الانتخابات القادمة بهدف الرجوع مرة أخرى للقبة، ماذا تنتظر من برلماني همه هو الحصول على الراتب والامتيازات والتعويضات ووو وكلها مسيمات لجرم واحد هو نهب ثروات وخيرات البلاد، باسم القانون الذي وضع على المقاص، محركه الأول هو الجشع والطمع الذي تتصف به هذه الفئة.
دور البرلماني هو تمثيل الشعب والسهر على تشريع قوانين تحفظ كرامته، وتضمن له العيش الكريم، وسبل الوصول إلى دولة الحق والقانون والحريات، دور البرلماني هو التكلم بصوت المواطن وإيصال معاناته إلى قبة البرلمان من أجل العمل على إيجاد حلول لها، دوره هو التضحية وتقديم اقتراحات من اجل الإصلاح الشامل وليس إصلاح الوضعية الشخصية وتحسين حياة البرلمانيين، وترك المهمشين يعانون بل الزيادة من معاناتهم عن طريق قوانين جهنمية.
اترك تعليقاً