خارج الحدود

أغرب عادات العالم .. الحلقة 2: عيد ضرب الجيران في بوليفيا (صور وفيديو)

تختلف الأعياد حسب الطقوس والعادات عبر العالم، ولكن الفرح والسرور يبقى الرابط بينها، غير أنه في بوليفيا، يعتبر عيد ضرب الجيران، من أغرب الأعياد في العالم، لما يتسم به من شراسة وإراقة دماء.

العمق تحاول تقريب قراءها من طقوس وأصل العادة الغريبة في التقرير التالي، ضمن سلسلة أغرب العادات في العالم:

مكان العيد/المجزرة:

وفق ما نشرته الصحف ووسائل الإعلام البوليفية، فعيد “ماتشو تنكو” أو ضرب الجيران، والذي يمتد تاريخه إلى أزيد من 600 سنة، تحتفل به بالأساس ساكنة مدينة بوتوسي، التي أغرقت أوربا بالفضة، وتوجد بالجنوب الغربي لبوليفيا.

دماء بشرية لإرضاء الآلهة:

حسب اعتقاد البوليفيين، فهذا العيد الخطير، يعود إلى أسطورة قديمة، مفادها أن الآلهة الـ”باتشاماما” كانت قد أمرت البوليفيين قبل 6 قرون، بأن يحضروا لها الدماء، وذلك حتى يضمنوا وفرة جيدة لمحاصيلهم الزراعية، وبدل أن يذبحوا القرابين مثلاً من الماشية، اختاروا أن يريقوا الدماء البشرية، عبر إقامة معارك شرسة بين الجيران.

تاريخ العيد:

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم، مطلع كل شهر ماي بعيد العمال، وتخرج فيه المنضمات النقابية للتظاهر والإحتجاج، فإن الأسر البوليفية بمدينة “بوتوسي”، تتتفرغ للتمرين والتدريب على العراك، استعدادا ليوم الحسم.

وبحلول الأيام الأولى لشهر ماي، تقام المعارك الشرسة بين الجيران، في ساحات المدينة وبواديها، ويتجمهر على المتعاركين المئات من المتفرجين، الذين ينتظرون خروج الدماء، لتروي عطش الآلهة.

الشرطة خارج اللعبة:

ويبقى المثير في العيد، هو صعوبة السيطرة على العادة من طرف السلطات البوليفية، فبالرغم من سقوط ضحايا، جراء هذه العادة التي تعتبر الأغرب في العالم، إلا أن الرغبة الجامحة للبوليفيين في الحفاظ على طقوسهم، وتأثرهم بالعادات والتقاليد، وانتشار الجهل والأمية بين عدد كبير منهم، ساهم في محافظتهم على هذه الحرب، التي كانت إلى وقت قريب، تخلف ضحايا في الأرواح.

اللكمات من أجل الحظ:

 يخرج جميع البوليفيين من بيوتهم، بداية شهر ماي، ويبدؤون بضرب جيرانهم بكل ما أوتوا من قوة وعزم، إذ يعتقد الشعب البوليفي أن تبادل اللكمات والضرب بينهم، يجلب لهم الحظ، ويزيد من وفرة محاصيلهم الزراعية.

وحسب الفيديوهات المنتشرة على منصة اليوتوب، فالصراعات والعراكات، تتحول إلى مآسي حقيقية، بحيث يصر كل متعارك، على خروج الدم من جاره الخصم.

انتقادات صارخة:

يواجه العيد الأغرب في العالم، موجة من الانتقادات عبر العالم، حيث أصبح من الواضح أن العنف يسير في دماء البوليفيين، وفي ثقافتهم، وأن كل ما يفكرون فيه هو الضرب والقتال، فبدل من أن يذبحوا  القرابين مثلا، وهي كما في سلوكيات وثقافات أخرى تعد  الطريقة المثلى في التضحية وحب الآلهة، اختاروا أن يريقوا الدماء البشرية، فأقاموا معارك شرسة بين الجيران، وتبادلوا الضرب واللكم حتى الموت في بعض الأحيان.

حكومات عاجزة:

انتقل انتقاد العيد الأخطر من نوعه في العالم، ليلاحق الحكومات المتعاقبة ببوليفيا، فالعيد الدموي مستمر حتى وقتنا الحالي، رغم التطور والتقدم ووجود الهيئات العالمية، كما أن محاولات كل حكومات البلاد المتتالية، فشلت في التصدى له، ولم يستطيعوا وقف الاحتفال به أو حظره أو تعديل مضامينه الدموية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *