منتدى العمق

أوروبا؛ ليس كل ما يلمع ذهبا .. تجربة عمل (ج2)

داخل سيارة C15 ونحن 8 أفراد، في اتجاه العمل في زحمة وضعت محفظة ملابس العمل بين ركبتي، فبعد تحية السلام على الإخوة داخل السيارة مع الإشارة إلى أنه لم تكن لي معرفة مسبقة بهم إلا لاحقا، ساد الصمت لدقائق قبل أن ينهالوا علي وابل من الأسئلة و كأنه استنطاق داخل مخفر لشرطة.

-قال احدهم : الأخ من المغرب !؟!؟
أجبت : أيييه مغربي

-تدخل صديقي مقاطعا وضاحكا بلغتنا الأم قائلا (هات أوا أوتنغير نغ أود أيا) أي أنه ابن منطقتنا.
-قال أخر : (ماتودغار ݣ تينغير!؟) من أي دوار!؟

فلما أجبته عن إسم الدوار، استرسل سائلا مجددا : (وين أيت مي !؟؟) ابن من !؟!
فلما أجبته …أجاب بأنه لا يعرفهم…

قال: (إيس تسنت أيت فلان!!؟دايت فلان!؟؟د فلان نايت فلان !؟؟) أي هل تعرف فلان وفلان وعائلة فلان !؟
-أجبته : مطأطأ رأسي بلا بجدية وملامح وجهي تغيرت وكأنني أقول له لقد أكثرت من الأسئلة، استحيى ولم يسأل شيئاً بعدها.

وبمجرد أن ظننت أنني انتهيت من هذا الاستنطاق ،حتى قال أخر متسائلا : (إيد تيكلت تمزݣاروت نك ݣالخدمت دغ !؟،) هل هذه تجربتك الأولى فهذا العمل !؟ أجبته : نعم
رد قائلا : مزيان مرفوقة بابتسامة صفراء تهكمية وكأن حال لسانه يقول (أييكين إقان ) ليتك تعلم ما ينتظرك!!!

وأخذ آخر عرفت أنه المسؤول عن الفرقة يشرح لي طريقة العمل الصحيحة مشددا على العمل الجماعي لإنجاح العمل للانتهاء مبكرا، وهذا يعتمد على الكل بما فيهم أنا كعضو جديد.

هذه الرحلة استغرقت قرابة الـ45 دقيقة كانت عبارة عن أسئلة وشروحات لي شخصيا كوني حديث العهد والمقام بينهم، مع كل هذا الزخم من الأسئلة كنت من حين إلى أخر أسترق نظرات من نوافذ السيارة للأماكن التي نمر منها مستغلا أضواء الشوارع، في نفس الوقت أسافر في حوار وسجال من نوع أخر، حوار باطني مع الأنا مرتبط بنفس المنولوج الذي رافقني إبان رحلة مغادرة أرض الوطن أول مرة… حتى انحرفت السيارة واتخذت اتجاه الحقول والطريق الغير المعبدة لم أعد أرى شيئا، حينها قال لي صديقي لقد اقتربنا، وفعلا ما هي إلا دقائق قليلة حتى وصلنا إلى مكان العمل، إنه يا سادة ….

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *