منتدى العمق

إنه الوطن..غير قابل لا للمقايضة و لا للتفريط فهل من مذكر؟

لقد تم حرمان فئات هشة وفقيرة عريضة من دعم الصندوق وفي المقابل استفاد بعض من هم ميسر عليهم ماديا إما فلاحين أو تجار وهذه ظاهرة سادت بالبوادي كما سادت في المدن ولم يستثن منها إقليمنا. وهنا لا بد من التذكير أن السلطات المعنية تتحمل مسؤوليتها بالبحث والتدقيق في هذه النازلة ومحاسبة المتسببين للفقراء والمستحقين في هذه الأزمة. فالمرؤوس السافر إذا تجبر وطغى غالبا ما يبطش ويهش بعصاه بتواطؤ مع رئيسه أو في غياب يقظة وحنكة والتزام ذلك الرئيس، ومن تم تضيع حقوق الأمة. فحتى في زمن المخاطر المحدقة والمهددة للبلاد والعباد فهناك تجار للأزمات من مختلف المشارب الذين ينطلقون كالسهم المسموم الى كبد الفقراء.

فكيف يعقل أن يتوقف عن نشاطه اليومي صانع أو حرفي أو سائق مهني أو مياوم، يطلب منه تنفيذ إجراءات وقوانين، فرضتها شروط الحماية والوقاية من انتشار الوباء اللعين، ولا يدقق المسؤولون عن تدبير الأزمة في الأسباب التي ساهمت في ضياع حقوق هؤلاء. فعندما أمروا بقوة القانون بالانسحاب من الشارع والمتجر والمصنع والورشة فمصيرهم الخبزي صار بيد سياسة لجنة اليقظة الاقتصادية.

لقد ساد أحيانا الجشع عندما يضايق ميسور الحال فقيرا هشا في الاستفادة من الدعم، كما غابت سلطة العدل والثني والمحاسبة للذين وافقوا على استفادة هؤلاء المحظوظين. ساد الجشع عندما تم توزيع بعض القفف بانتقائية وميولات ولائية حزبية كانت أو أشياء أخرى، لأنه فعلا جاء الدور على حملة انتخابيه بئيسة ومقيتة سابقة لأوانها من طرف بعض المغرضين الذين لا يألمون لألم الوطن بقدر ما يؤثثون لمسرحية عنوانها «2021 ما بقوا» ولو كانت بطعم جيفة كوفيد الذي سرق منا أرواحا طاهرة عليها الرحمة والمغفرة.

وعليه فلتدارك انصاف المستحقين لدعم صندوق كوفيد 19، على جميع المسؤولين ومن بيدهم القرار إعمال مبدأ النزاهة والشفافية والعدالة الاجتماعية لأنه فعلا محك جديد، إذا نجحنا فيه قد يسهم في إثراء التراكم الانساني والاجتماعي المنشود لما بعد كورونا، كما سيكون منشطا ومحفزا لنجاح الحجر الصحي وبالتالي إنقاذ البلاد والعباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *