الأسرة، خارج الحدود، منوعات

أغرب عادات العالم (5): “حق الملح”.. جهد المرأة في رمضان يوزن بالذهب في تونس (صور)

يعتبر البعض شهر رمضان، مناسبة للتعبد والاستغفار، والبعض الآخر مناسبة للتريض والاستفادة من أوقات الفراغ، ولكن يبقى عند البعض خاصة ربات البيوت، شهر شقاء وتعب إضافي، تبتدئ فصوله منذ الواحدة زوالا، إلى حدود وقت السحور.

المجهود الذي تبدله ربات البيوت، يبدو عاديا لدى الأزوراج، ولكنه في الحقيقة خرافي، وينهك قواهن، وهو الأمر الذي فطنت له بعض الشعوب -تونس نموذجا-، وقررت مكافآة الزوجة صبيحة عيد الفطر بعادة تسمى “حق الملح”.

كيف ولماذا ومتى؟في التقرير التالي الذي أعدته العمق المغربي، في إطار سلسلة أغرب عادات العالم:

تعب مقابله ذهب عيار 18:

صبيحة يوم عيد الفطر، تستقبل الزوجة التونسية زوجها، بعد عودته من صلاة العيد، بطريقتها الخاصة، فتعد البيت وتلبس الجديد من ثيابها، وتقدم له بعض الحلويات مع فنجان قهوة.

الفنجان الذي قدمت فيه الزوجة القهوة، حسب عادة قديمة عند التونسيين، يعيده الزوج وفي داخله قطعة ذهب، أو من الفضة نظرًا لارتفاع أسعار الذهب.

أصل التسمية:

تعود تسمية “حق الملح”، إلى رمزية يُشار من خلالها إلى اضطرار الزوجة في بعض الحالات، وعند إعدادها الطعام لأسرتها، إلى تذوّق درجة ملوحة الطعام في شهر رمضان وهي صائمة وابتلاعه، حتى يكون الطعام معتدلًا في درجة ملوحته.

فتعمد الزوجة مثلا، وضع قليل من الشربة والأطباق التي تعدها، في مقدمة لسانها، حتى تتأكد من مستوى منسوب الملح في هذه الأطعمة، لذلك ارتبط اسم الهدية بمجازفتها بصيامها، من أجل إسعاد أسرتها، وتقديم أطباق شهية.

من الذهب إلى الفضة:

مع مرور السنين، تغيرت الأحوال الاقتصادية للأسر التونسية، وعرفت أثمنة الذهب ارتفاعا ملحوضا، وهو مادفع بعض الأسر، الراغبة في المحافضة على العادة، استبدال الذهب بالفضة، نظرا لثمنها المقبول في السوق.

كما أن التونسيين يسعون في عادتهم، إحياء عادات الأجداد، والموازنة بين الظروف الاجتماعية، والتحولات التي عرفتها بنية الأسرة التونسية، خاصة الخروج من دائرة الأسرة الكبيرة، حيث تجتمع أسر تحت مضلة الجد والجدة، إلى نظام الأسرة المستقلة.

“حق الملح”في وجهة نظر :

عادة “حق الملح” تكريم للمرأة، واعتراف بجميل صنعها صباح عيد الفطر المبارك، تقول الشاعرة التونسية سوسن الطيب، في تصريح لموقع سبوتنيك: ” إنها عادة من العادات التونسية الطريفة بعد تعب شهر رمضان، واهتمام الزوجة بالمطبخ وشؤون الطعام، حيث يهديها زوجها قطعة “مصوغ” من الذهب أو الفضة تسمى بحق الملح، وأنه رغم تراجعها، إلا أنها تتواصل في العديد من العائلات والمناطق التونسية”.

“الكبيرة” في ليبيا:

انتقلت العادة ونسبتها بعض الدول لنفسها، ففي ليبيا يختلف الأمر من حيث التوقيت، ونوع الهدايا، حيث لا تقتصر على المشغولات الذهبية فقط، وتسمى المكافأة “الكبيرة”.

فالزوج في ليبيا يهادي زوجته، ويكافئها على تعبها طيلة الشهر الفضيل، إما بالذهب أو المال قبل العيد، وكذلك الثياب الجديد، حتى تصلي به صلاة العيد وتتزين به بعد انتهاء شهر رمضان.

ومن خصوصيات الكبيرة في ليبيا،  أن المتزوجين الجدد هم أكثر من يحافظون على تلك العادات، وفي مرحلة الخطوبة أيضا، وأنها من العادات التي ترتبط بنهاية شهر رمضان، حيث تتباهى الفتيات بالهدايا الذهبية التي أهدت لها يوم العيد، كما في ذلك الأزياء والنقود التي ظهرت مؤخرا في ما يعرف بـ”الكبيرة”.

الإندثار يهدد العادة:

يتخوف التونسيون من اندثار عادتهم، مع التطور التيكنولوجي الحاصل في العالم، والذي أرخى بضلاله على المجتمع التونسي، خاصة وأن الاقبال على العادة عرف تراجعا من طرف الأسر التونسية، لذلك تعمل بعض الأسر التونسية على تيسير الهدية، واستبدال الذهب بالفضة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *