منتدى العمق

رأي في ما يجري

بكثير من الحبور نتابع جميعا ما يدور في الفضاء الأزرق عن مغربنا الحبيب، فالنقاش الدائر ضاعت فيه كثير من الأدلة و الحقائق، فما نحتاجه في هذه المرحلة هو النقاش العلمي الرصين، البعيد عن الشعبوية وإطلاق الأحكام الجاهزة التي تتعلق بمواقف شخصية غارقة في الإيديولوجية.

من خلال هذا النقاش يتبين لنا أن المجتمع المغربي في حالة مخاض عسير، حيث نجد العلم في مواجهة الخرافة التي عششت في مجتمعنا وعمّرت طويلا، ولولا محنة كورونا لما عاد الجدال إلى ضرورة الانتباه لما كنا عليه، خصوصا، عندما باغتنا الوباء ونحن في غفلتنا ساهون.

من هذا المنطلق راح المغاربة يبحثون عن أهل العلم وأهله المغاربة وغيرهم في مشارق الأرض ومغاربها، يستنصحونهم فيما يجري، فإذا به يطلع عليهم في الفضاء الأزرق والأحمر… مشعوذون دجالون يصبغون مقولاتهم بالدين، ويلوون آيات قرآنية وأحاديث شريفة على ظواهر لم تتبين طبيعتها بعد. مما فتح نوافذ الردود والطعون ممن ملأ الحقد قلوبهم على شريعة الله، فخطر ببالي أن أطرح سؤالا هل سبب تخلفنا الدين أم أمثال هؤلاء؟

أسئلة لا حصر لها حول ما نحن عليه. فبقدر ما يتعلق الأمر بأسئلة راهنة تخص المشهد المغربي، نرى مشهدا متناقضا في الدول الأخرى، فهي تسعى جاهدة للوصول إلى لقاحات تنقذ بها مواطنيها دون التفكير في دين أو عرق أو جنس العالِم الذي سيقدم لها دواء يكون لها سبقا وفخرا. ولخير دليل على ذلك العالم المغربي منصف السلاوي الذي اختاره الرئيس الأمريكي ليكون مديرا علميا لعملية (وورب سبيد) لإنتاح لقاح مضاد – على وجه السرعة – لجائحة كوفيد 19.

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة من المغاربة التي ظهرت في زمن جائحة كورونا، بل فوجئنا بكم هائل من العلماء المغاربة التي تفرقت بهم السبل في أرض الله الواسعة، ولكل أسبابه الخاصة، لأن الأمر مرتبط بواقع سياسي واجتماعي واقتصادي… ولسنا بحاجة إلى بسط هذه العوامل بقدر ما نطمح ونصبو إليه بعد هذه الجائحة.

لذا، فالتحديات والرهانات المقبلة تطرح على بلدنا أن أسئلة لا يمكن الهروب منها أو تجنّبها. لأننا مرغمون على مواجهة تغيرات دولية سيكون لها وقع كبير على منظومتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية… ومن هذه الرؤية، وجب القطع مع الخرافات بإصلاح المنظومة التعليمية باعتبارها أساس كل تقدم حضاري، وتغيير ثقافتنا الاستهلاكية بثقافة تتمثل في توظيف المهارات والخبرات العلمية والتقنية التي اكتسبها باحثونا في كل بقاع الأرض، في إطار مشروع ثقافي مغربي خالص يعطي للسلطة المعرفية موقعها الطبيعي من حيث هي سلطة اجتماعية حقيقية إلى جانب السلطات الأخرى، من سياسة أخلاقية مبنية على الاختلاف وليس الخلاف والصراعات التي يكون المواطن ضحيتها، واقتصاد مبني على القدرة على مواجهة الصدمات والاستمرارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *