وجهة نظر

الثابت والمتغير في الشعر الأمازيغي

أصبحت الثقافة الشعبية في العقود القليلة الماضية حبيسة الدراسات الانتروبولوجية والاثنولوجية ، وهي مناهج استحدثت للحفر في الذاكرة الشعورية واللاشعورية وثقافة الإنسان البدائي ، لذا فإنها ترى في الثقافة الشعبية صورة للمجتمعات اللا كتابية، وهي المجتمعات التي وصفوها بالافتقار إلى لغة مكتوية ، وانتمائها إلى مؤسسات اجتماعية بسيطة التنظيم، كما أنها محدودة الانتشار و لا تعبر إلا عن أعداد قليلة من الناس، إضافة إلى إنها منعزلة عن الثقافات الأخرى ، وهي مصابة بمرض فقدان التطور حيث أن هذه الثقافة الشعبية تتغير بشكل أبطا من الثقافات الأخرى.

هذه الأحكام الجاهزة بنيت انطلاقا من نظرة فوقية ومن نزعة مركزية أوربية ، حين يفضلون ثقافتهم وآدابهم وفنونهم على الثقافات الأخرى ، وينظرون إلى الثقافة الشعبية باعتبارها الشكل المشوه المنحرف عن المألوف مما جعل تطبيق الوصية الدينية التي تأمر بتجنب شهادة الزور صعبا في هذا الحقل من حقول الثقافة الشعبية.

وعلى عكس هذه النظريات والمناهج التي خرجت من العباءة الكولونيالية و نشأت وتطورت مع الحملات الاستعمارية فصاغت به “علما” لعنصريتها وتفوقها الوهمي وتعمل على توظيفه في تدريس تاريخ وقوانين المجتمعات التي “لا ” تاريخ لها أو التي لا تعبر عن نفسها كتابة ، فان الثقافة الشعبية هي تلك الثقافة المنبثقة من الذاكرة الجماعية وليست حالة من الإبداع الخيالي فقط ، بل هي قيمة إنسانية حقيقية واقعية انطلاقا من وظيفتها المميزة القائمة على حماية وصيانة المعتقدات والعادات والقيم والأعراف التي تجسدت في الماضي ، وتضم في أحشائها أشكالا من التعبير الفني وغير الفني ، المروي منه والمجسد ، المعاش والمستذكر ، ومن أهم عناصره التي ما تزال تعيش بيننا وتتداول في السوق الرمزية ذلك الجانب الخاص بالأدب الشعبي من أشعار وحكايات وأساطير وأمثال وحكم .

والثقافة الشعبية الامازيغية كباقي أشكال الثقافات الشعبية للشعوب المماثلة ، هي ذات قيمة حضارية و هي أنساق تعبيرية و دلالية تعبر وتحاكي الواقع والطبيعة بوسائل لسنية وغير لسنية مثل الحركات والرقص و الرسم والتشكيل والتمثيل والاحتفال … و تشكل بالنسبة للإنسان الامازيغي حاجات روحية وطبيعية , لذا يتم المحافظة على هذه الأشكال التعبيرية بشكل عفوي ومنظم لأنها شبه قوانين رمزية وعرفية تساهم في تنظيم الأفراد و الجماعات وتسايرهم مسايرة تامة ودائمة.
الشعر الامازيغي الاصيل … شعور وتعبير عن الوجدان الجمعي

يعد الشعر الامازيغي من أقدم الفنون الأدبية الامازيغية وأكثرها تداولا وانتشارا في المجتمع المحلي القديم والحديث على السواء ، وهذا الشعر يقترن بفنون أخرى مثل الغناء والرقص وهو ليس صنعة أو مهنة تحتكرها طبقة دون أخرى أو فئة دون أخرى ، بل هو فن شائع وعمومي يمكن لكل من يمتلك ناصية اللغة وقسط من الخيال أن يلجه و يغوص في بحره كما يمكن لآي شخص أن يزاوله دون الانسلاخ عن وضعيته وأنشطته .

وتكون المناسبات الخاصة فرصة ملائمة لمزاولة الشعر في الإعراس والحفلات وفي المواسم والأعياد الدينية والوطنية وهي مناسبات يستغلها الشعراء ( ايت ءومارك ) لإبراز موهبتهم وبخاصة في حلقات أحواش ( أسايس اوحواش ) فيلتحم الشعر مع الغناء ( ءامارك ) و مع الرقص ( ءاحواش ) في ساحة الاحتفال ( ءاسايس ) ويشارك الجمهور لإضفاء طابع احتفالي جماعي على العرض، مما يدل أن الشعر الامازيغي هو تعبير عن الوجدان الجمعي ومحاكاة للتجربة الإنسانية الجماعية.

معاني الشعر وطبقات الشعراء الامازيغ

لفظة ” ءامارك ” (ج : ءيموريك ) تعني حالة من الاشتياق واللوعة وحب الوطن أو البلدة أو الأسرة أو القبيلة وهذا الاشتياق يكون ممزوجا بنوع من الحسرة والمرارة فيتدخل الشعر ليحقق التواصل والالتحام بين الشاعر( ببن ءومارك ) وبين من يحب ومن يشتاق إليه ( المرأة – القبيلة – الشيخ – ….) رغم مسافة البعد و الفراق بينهما أو بينهم .

” ءامارك ” هو نظم يقوم على شكل من أشكال التعبير الأدبي والفني ويأتي نتاج الانفعال و الإحساس الوجداني ( الشاعر ليس شاعرا إلا لأنه يشعر بما لا يشعر به الآخرون ) وعند الامازيغ تتردد كلمات عديدة عن الشعر والشعراء اذ تطلق كلمة الشاعر على ( ءانظام ) و( ءامرير) وهما صاحبي الشعر( ءايت ءومارك) والقصيدة الشعرية المغناة أو غير المغناة تسمى ( ءامارك)،ومنها
( ءامارك ن روايس ) – ( ءامارك ن تروبا) ( ءامارك نوحواش)

نلاحظ وجود تلاقي وانسجام تام بين المعنى التداولي الشائع والمعنى الدلالي الفني للفظة حيث أن الشاعر (ءانظام ) و (ءامرير) و( الرايس) لا يعبرون عن حالة أو وضعية إلا حين يحسون ويشعرون بها خصوصا إذا توفرت لديهم موهبة فطرية وقدرة على التعبير البليغ عن تصورات إبداعية وفلسفية للأشياء وهذا ما جعل بعض الدارسين من أمثال ” بوليت كالان ” على افتراض أن هناك علاقة محتملة بين الجدر اللغوي لكل من كلمة (ءامارك ) وكلمة ( تاوركا = الحلم ) باعتبار أن (ءامارك) كالحلم مرادف للرؤى والأخيلة والأوهام .

و من أسماء الشعراء :

ءانظام – ءامرير ( ج: ءينضامن / ءيماريرن ) وهو الشاعر الموهوب ذو الحظوة المتميزة وسط قبيلته ، يلجا لنظم الشعر لا بوعي بل بوحي والهام ، لا يحترف ولا يسترزق بالنظم أو بالشعر وإنما يكتفي بقرض الشعر وإلقائه في المناسبات الاجتماعية والدينية(المواسم الدينية) وفي الاحتفالات والحفلات الفنية ( مهرجانات ءاحواش ) ، ويرجع الكثير من العامة موهبته إلى ما يعرف ب ( علم لكرش ) أو (علم الباطن) أو ( علم النور) وهو ما ينافي في نظر الفقهاء علم الدين أو علم الحق ، لذا فهؤلاء الشعراء كثيرا ما يرتبطون بالأمور الدنيوية وقد يكون ذلك سببا في ضعف تدوين فقهاء سوس للنصوص الشعرية غير تلك التي تحمل المضمون الديني ، خصوصا إذا عرفنا آن فئة الفقهاء في المجتمع المحلي الامازيغي هم الفئة الأكثر تخصصا في إنتاج وكتابة وتدوين النصوص
ب- الرايس ( ج :الروايس) – تارايست (ج: تارايسين) وهو الشاعر(ة) المحترف الجوال الذي يجمع بين النظم والعزف والغناء و له فرقة ( رباعت ) يتكسب بها ، و تتكون عادة من رجال ونساء بعد أن كانت من قبل مقتصرة على الرجال والصبيان ( لان صوت الصبيان يحاكي صوت النساء) ، يقوم الرجال بالعزف على ( لوطار و الناقوس ) بينما تتوالى النساء الترديد الجماعي مع أداء حركات راقصة في حين يقوم الرايس بالعزف على آلة ( الرباب )
ج- ءانشاد (ج : ءينشادن ) – ءامداح ( ج: ءيمداحن ) وهو شاعر أكثر منه مغني يقوم بنظم وإنشاد مطولات شعرية ذات طابع ملحمي ومضامين دينية واجتماعية وأخلاقية ، وله فرقة قليلة العدد تردد معه أشعاره الشخصية أو محفوظا ته ، وهو شخص ليس كالروايس لأنه لا يحترف بفنه ولا يسترزق به أو يتكسب به ، كما لا يتوفر في فرقته على عازف مزمار أو مهرج .
د- ءاهياض (ج : ءهياضن ) فرقة فنية متجولة في كل ربوع منطقة سوس وهي تضم جماعة من الشباب المعروفين أيضا باسم فرقة ” الرما أولاد سيدي احمد اوموسى ” ويترأسهم مقدم يتولى تنظيم حفلاتهم وعروضهم الفنية والبهلوانية في مختلف المناطق التي يزورونها داخل المغرب أو خارجه ، ولهم دور كبير في نشر الألحان والأشعار والرقصات البهلوانية أو رقصات أحواش المتنوعة ومن آلاتهم التي يوظفونها في أنغامهم ورقصاتهم ” تلونت ” ( الطارة ) ” لعواد ” ( الناي).
الشعر الامازيغي بين القديم والحديث
يقترن الشعر الامازيغي القديم بطقوس واحتفالات تواصلية محددة ، حيث لا يمكن أن ينشد الشاعر نظمه إلا أمام جمهوره الذي عليه أن يتفاعل و يندمج معه عضويا وانفعاليا ليتأكد الشاعر مدى إصغائهم له كما على هذا الجمهور المتتبع والمستمتع بالأشعار الالتزام بطقوس الاحتفال في سماع الشعر وترديد مقاطعه ، ويكون على الشاعران يلتزم هو بدوره بطقوس الشعر وبمضامين الحياة العامة والخاصة للإنسان حيث يجب أن تكون القصيدة المغناة لها علاقة بهموم تلك الفئة ولها انشغالات بالأهالي واهتماماتهم بالحياة العامة ، وقد تبتدئ القصيدة الامازيغية وتستهل مقدمتها بتوجيه التحية إلى الامازيغ أو غيرهم :
سلام فلاتون ءايتماتنغ ءيمازيغن
سلام فلاتون ءايتماتنغ ءيموسلمن
كما أن الشاعر التقليدي ملزم بالمرور عبر أوزان والحان تقليدية يمر عبرها إلى أن يدخل الوزن الذي سينظم عليه القصيدة وتسمى هذه العملية ( ءاستار ) وتكون ألحانه الأولى عبارة عن ( تالالايت )وتكون بصوت مسموع قبل نظم أبياته .
ومن مميزات هذا الشعر :
الطبيعة الشفهية : انه دو طبيعة شفهية يعتمد على الحفظ والرواية حيث النصوص تتردد على الشفاه ويتناقلها السمع وتنشد بمصاحبة أدوات موسيقية أو حركات جسدية .
التداخل بين الأنواع والأجناس الأدبية إذ يتجاوز هذا النظم الشعري التقسيم المتعارف عليه بين الشعر والنثر الفني ذلك أنهما يمتزجان فنجد الشعر يمتزج بالحكاية ( أشعار حكائية ) و نجد الأسطورة تستنجد بالشعر ( قصيدة حمو ءونمير التي نظمها وانشدها وغناها الرايس عمر واهروش ) ولذلك يصعب تنميط أو تقعيد فن الشعر وفن الأدب الشعبي أو على الأقل تخليصه من أعضاء وبقايا متشكلة معه ، والنص الشعري التقليدي هو موضوع لعديد من الممارسات السيميولوجية التي يعتد بها على أساس أنها ظاهرة عبر لغوية .
ارتباط الكلمة بالحركة والإيقاع ، ذلك أن الشعراء و آهل النظم حافظوا على تقاليد الشعر القديم شكلا ونغما وتطريبا مما جعل الكلمة الشعرية ترقص وتتحرك معتمدة على الحركة ( الرقص – أحواش ) – والإيقاع ( ءامارك) مما يساعد على تطوير النصوص الشعرية بتطور الوسائل المصاحبة لها .
غياب التصورات الذاتية : فالشعر الامازيغي التقليدي هو من نسيج خيال العامة أو الجماعة ، يتطور بتطور الإنسان ويحمل مضامين عامة ويعبر عن الوجدان الجمعي وتنعقد عليه أبعاد الوجدان الإنساني الواعية وغير الواعية ويكون الشكل الحضاري في التعبير من التجربة الإنسانية الجماعية عكس الأدب والشعر الفردي الذي يبدع فيه الفرد أثرا أدبيا خاصا يحقق فيه ذاته أو موقفه أو تجربته .
التغير والتجدد حيث ان القصيدة الشعرية قد يكون لها اكثر من شكل واكثر معنى ليس بسبب اختلاف الزمان والمكان فحسب ،بل وبسبب اختلاف المتلقي سواء من حيث مستواه الثقافي او عمره الزمني او منشئه البيئي ( القرية – المدينة )- فعندما تتطور الحياة وتتطور معها انماط التعبير الشعري ، يجد الشاعر نفسه حرا للتعبير عما يلائم ظرفه الاجتماعية والحضارية ، وفضلا عن ذلك فهو حر في اكساب شعره الصورة والشكل واللحن الذي يرغب فيه حتى يكون معبرا عن مشكلاته النفسية التي يعيشها في حياته اليومية .
الشعر الامازيغي بين الشفهي والمكتوب
يجد كل الباحثين والدارسين للثقافة الشعبية صعوبات كبيرة للحصول على النصوص الشعرية أو الانتاجات الأدبية القديمة لغياب أو ضعف ثقافة التحقيق و التدوين في المجتمع المحلي حيث اللغة الامازيغية لم تعرف طريقها للكتابة الا في العقود الاخيرة ، اذ كانت ولاتزال لغة محكية تعتمد على النظام الشفاهي ، وعليه فالشعر الامازيغي القديم باعتباره ظاهرة فنية شفهية لم يلق حظه من الحفظ والتدوين إلا النزر القليل منه ، كما أن الذاكرة الشعبية لم تحفظ منه إلا القسط الهزيل المنقول بالتوارث جيلا بعد جيل ، مما قد يجعله عرضة للتلف والتشويه والانتحال والزيادة والحذف ، لكن رغم عراقة هذا الشعر وقدمه في المجتمع الامازيغي فان هناك استثناء لبعض النصوص والمطولات الشعرية التي دونت في فترة تاريخية لما لها من قيمة تاريخية و دينية و سياسية ،من قبيل :
الأشعار المنسوبة لسيدي حمو الطالب ، ولقد عرف جزء من أشعار هذا الملهم طريقه إلى التدوين ( أمرير 1985) إلا أن ما دون ونشر من هذا الشعر تضاربت الآراء حول صحته وانتسابه للشاعر . ومع ذلك يبقى مستمرا وحيا تتداوله الألسن و يتردد في حلقات الشعر والغناء في كل المواسم الفنية والاعراس والافراح .
القصائد الدينية وحظيت بالتدوين من طرف بعض المؤرخين المحليين ومن قبل الفقهاء،وأهمها بحر الدموع والحوض للاوزالي ( سيدي محمد بن علي اوزال ) – ( لعقايد –ن- الدين) للصنهاجي .
وساهم الباحثون الأجانب وخاصة منهم الكتاب الكولونياليون الفرنسيون إبان فترة الاستعمار بكثافة في جمع الأشعار المتداولة آنذاك سواء بين العامة أو تلك المنظومة من قبل الشعراء ومن أقدم المجموعات المدونة:
كتاب دو لابولات (1840)
كتاب شتوم (1895) المشتمل على أشعار غنائية من تازروالت
مؤلفات كل من جوستنار و إميل لاووست (1930/1940)
ويعد مؤلف بوليت كالان (1972) المتضمن لأشعار الجوالين وفرق الروايس من أمثال – الحاج بلعيد – بوبكر أنشاد – بوبكر ازعري – والتي جمعت بين سنتي 1954-1966 .
وفي العقود الأخيرة ازدهر التأليف وانتقل الإبداع الشعري من الطابع الشفوي إلى إطار التقليد الكتابي ، وهكذا فبالنسبة للجمع والتوثيق ظهرت منشورات متعددة منها “امانار” – (1968) لا مزال و “ايميزار” (1975) لجمعية البحث والتبادل الثقافي .
كما ظهرت فئة جديدة من الشعراء الشباب تنتمي إلى طبقة المثقفين من الشباب الجامعيين المهتمين أو المتخصصين في الأدب والثقافة الامازيغية ، ينشرون اشعارهم بالخط العربي وباللاتيني او تيفناغ في المجلات والدوريات او على شكل دواوين شعرية …
إن انتقال الشعر الامازيغي تدريجيا من الشفهي إلى الكتابي أصبح يدون إما حسب النموذج العربي العمودي ذو الشطرين أو حسب النموذج الحديث عربيا ولاتينيا وذلك تبعا للتيار الذي تندرج فيه ثقافة الشاعر ويمكن القول أن هذه الظاهرة تعد بداية لنهضة ثقافية وأدبية طالت النثر الامازيغي بدوره ( مستاوي – علي صدقي ازايكو – إبراهيم أخياط – حسن ادبلقاسم – احمد ابوزيد – المحجوبي احرضان
بهذه القفزة النوعية أصبح ممكنا التمييز بين الشعر الغنائي التقليدي الذي ما يزال مستمرا على أيدي الروايس في حلقات أحواش وبين الشعر الحديث المتداول في المجلات والكتب والمؤلفات والمحافل الثقافية إلى جانب الانتاجات الثقافية الأخرى .
ومن ايجابيات هذا التحول الثقافي النوعي في طبيعة الشعر الامازيغي تطويره واغناؤه بمضامين جديدة ، أخرجته من دائرته المغلقة التي كان حبيسا لها لارتباطه أكثر بالمجال القروي وبالغناء بعد الانتقال إلى الحواضر على يد الروايس المحترفين .
إلا أن من المآخذ التي تسجل على الشعر الحديث ( المكتوب) كونه يفقد أهم خصائصه الشفوية ومنها النبر والإيقاع والتنغيم وحيوية التواصل المباشر بين الشاعر والجمهور . و لكنه في المقابل كسب خصائص جديدة كتنوع المضامين ومسايرة العصر.
ان الشعر الامازيغي المكتوب منه او المنطوق هو تسجيل امين للبيئة التي انتجته ،ففيه ترتسم اكثر خصائصها اصالة واعمقها تمثيلا ومحاكاة للبيئة الامازيغية ، فهو لغة التعبير عن المشاعر المشتركة ومادة القيم الجمالية والاجتماعية ، ومرأة صادقة للوجدان الجمعي ،والشعر التقليدي منه يأتي تعبيرا تلقائيا لجماعة او جماعات تمارس الفن كهواية او كطقوس اجتماعية لا كمهنة ارتزاقية تكسبية ، لذا فليس لاحد الحق ان يسقط اي شيء منه لأنه بذلك يسقط سمة من سمات الشعب او الجماعة او سجل حياته وتاريخه الفني . وهو (يكشف في كل وقت وفي كل مظهر من مظاهره عن حصيلة نتائج التطور التاريخي ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *