وجهة نظر

مرحى بالصيف

يصادف شهر يونيو الموسم السنوي لحلول فصل الصيف، فصل ترتفع فيه الحرارة الشمسية بين شمال خط الاستواء، والقطب المتجمد الشمالي، حيث يعري فصل الذوبان على ربيع ثان من المناطق المتجمدة، من عامل صيف حار فوق خط الاستواء .

وبالجهة الشمالية من الاستواء، تكون الزراعة الخريفية، من الأراضي المنبسطة قد أثمرت المحصول صيفا، بينما المواشي الرعوية تكون قد امتلأت لحما وشحما .

ومن وجهة الزراعة بالأعالي الجبلية الرطبة، تكون موجزة عن الزراعية الخريفية من عوامل طبيعية، حيث تكون من بداية الصيف في ربيع عنفوانها، وإن ربيعها الصيفي ضياع اللبن .

أما الزراعة الربيعية، فلا توتي أكلها، الا بعد نهاية العمل من محصول الفلاحة المموجزة المتأخرة، إذ من نهاية جمعها تدخل محاصيل الفواكه الخريفية .

ومن تم تكون الدورة الزراعية قد اتمت دورتها الخريفية والربيعية، من المنطقة الشمالية، من مدار السنة الفلاحية .

وعلى الصعيد الاجتماعي من الوجهة البشرية، يكون موسم الصيف بالمناطق القروية، فصل عمل من جمع المحصول، وتصريف الانتاج الى السوق، واستخلاص الديون، والتسوق للقادم من الموسم الفلاحي .

وبالمناطق الحضرية، يكون فصل الصيف، فصل امتحان للمجهود الفكري من المجال العلمي، وفصل تهيئة مادية للعطلة الصيفية، والحياة الاجتماعية .

موسم صيف 2020 :

موسم صيف 2020 ليس كغيره من مواسم الأعوام والسنين الماضية، حيث عانت المجموعة الدولية، من وباء جائحة عالمية أطلق عليها إسم كورونا، اجتاحت العالم من حلول شتاء 2019 .

وهو وباء لم يسبق له مثيل، حيث عزل بلدان المجموعة الدولية عن بعضها، وعزل الساكنة عن حياتها العادية من وسط مجتمعاتها

أضر بالصحة العامة، والاقتصاد الوطني والدولي .

ومن انفرادية الوباء، أنه اختلف عن اوبئة العصور التي مرت بها البشرية، حيث أنه إن احتاطت منه البشرية صحيا، فإنه وجه لها الضربة اقتصاديا، كون العلاقة الدولية بالمجتمع أضحت هي النبض الحي للشريان الاجتماعي .

لذلك وتحت عامل الحجر الصحي الذي التزمت به الدول احترازا من الوباء، سلمت الدول أمام النكوص الاقتصادي الدولي بالتعايش مع الوباء واستئناف الأنشطة العامة من الساحة الاجتماعية بتوازي تام مع شروط السلامة الصحية.

لذلك فإن كان عامل النمو الاقتصادي والتشغيل الاجتماعي، والمديونية الاجتماعية والدولية، قد تتأثر من ظرفية الوباء الذي يهدد العنصر البشري .

فإن الربح العالمي الأكبر الذي لا يقدر بثمن هو إنقاذ الأعداد التي لا يمكن تعدادها من حالة الهلاك لو لم يكن هناك تصدي دولي وعالمي للوباء من زمن واحد .

والفضل في كل ذلك يرجع الى المنتظم الدولي، الذي التزم بالوحدة والتكتل في مواجهة جائحة الوباء، وخرج بأقل الخسائر من الأرواح، أمام الأعداد المهولة من السكان .

وإن على الاقتصاديين بالمجموعة الدولية، أن يكثفوا من جهدهم ليكونوا في مستوى جهود الصحية الدولية، وأن ينأو بأنفسهم عن الصراع، لتنشيط الاقتصاد الاجتماعي ليخرج الفرد والمجتمع معافى من الوباء صحيا واقتصاديا .

موسم الصيف بالمغرب :

من طلائع البشر بالموسم الصيفي بالمغرب، أنه لم يحرم الساكنة صيفا بل حل ومعه الرفع التدريجي والمنظم للحجر الصحي من وباء كورونا، حيث عاد الأفراد الى مزاولة العمل، والتلاميذ والطلبة الى إجراء الامتحانات السنوية، بالمؤسسات التعليمية والقاعات الرياضية، وعادت الأماكن الصيفية من شواطئ ومخيمات لاستعادة اجواء الحياة، وهو ما خفف الأعباء على صندوق جائحة كورونا

وهكذا إن كان الحجر الصحي ثقيل على الاقتصاد، فإن الصحة البشرية ثمينة، والصيف تثمين لهما من الحياة العامة

وأخيرا إن ضيع الوباء عطلة الربيع، فمرحى بالصيف عسى أن يرفع الوباء، ويتنفس المجتمع الصعداء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *