وجهة نظر

سياسات الهاوية.. افكار من أجل المستقبل..

« L’espèce humaine a atteint un point unique dans son histoire — il suffit d’observer la destruction des espèces, oubliez l’espèce humaine. La destruction des espèces se produit au même taux qu’il y a 65 millions d’années, quand un astéroïde a frappé la planète et anéantit les dinosaures et un nombre considérable d’espèces — destruction massive d’espèces. C’est exactement ce qui est en train de se reproduire en ce moment, et les humains sont l’astéroïde. Et nous sommes sur la liste, pas loin. ».. Noam Chomsky.

نحن نقتسم نفس المياه مع عائلة الحيتان les baleines .. وهذا وحده يجعلنا ويجب أن يجعلنا نعاود التفكير في موقعنا العام داخل العالم…

الحيتان الضخمة أساسية جدا مثلها مثل حيوانات قد تبدو لنا تافهة.. لذلك سيكون مضرا جدا للإنسان أن يترك للزوال باكتريات أو حشرات لامرئية تماما مثلما سنضر اذا ما قبلنا باختفاء الحيتان الرائعة.. كل شيء فوق الأرض له معنى.. دور محدد.. الحيتان، الحشرات، الباكتريا… كلها كائنات لايمكن أبدا تصور الحياة بدونها: انها تساهم بشكل رائع في التوازن/الجمال الخارق لأرضنا..

كل شيء خلق مربوطا إلى كل شيء.. Toutes choses se tiennent.. كل شيء يوجد في قلب كل شيء tout est en tout.. و الانسان هو حلقة maillon ضمن البنية/اللعبة ولا يمكن أن يكون شيئا خارجها/فوقها.. في الطبيعة لا وجود للتراتبية..hiérarchie.. ليس هناك عنصر واحد يتحكم في كل اللعبة.. كل العناصر تتفاعل فيما بينها.. تتحاور علنا/سرا بينها.. تتبادل فيما بينها و بدقة متناهية الهواء و الماء و التراب و الحرارة و فوقها الابتسامات اللطيفة..

المشكل أن الإنسان كما يقول ادغار موران و بيير رابحي و نيكولا هيلو و أندري كورز و فاندانا شيفا و غيرهم نحى دوما إلى أن يعزل/يضع نفسه فوق الطبيعة باعتباره خلق ليخلف الله في الارض.. يجب أن نعيد النظر جذريا في هذه البداهات الخطيرة..

يجب أن نقول – كحل جذري لمشكلة الوجود- أننا جئنا من نفس الأصل و أن الانفجار الأول أعطى المجرات و الكواكب و .. مثلما أعطى الحيتان و الحشرات و …..البشر…. نحن اخوة الكواكب و النجوم و المحيطات و الاشجار.. ودون هذا الفهم للعالم و لوجودنا داخل العالم سنظل دوما في قلب كل التشوهات الابستمولوجية/الوجودية التي تمنعنا من فهم أهم شيء في الحياة: كوننا خلقنا لنلعب دورنا مع الآخرين لا لنصفي الآخرين لصالح دورنا..

ان حياتنا توجد بشكل كامل بين يدي الطبيعة.. يجب أن نقر بذلك و نعترف بأفضال أمنا الأرض علينا.. لقد فصلنا أنفسنا عن كل اعتراف و تحولنا إلى ألة لتدمير الارض، أي في النهاية لتدمير انفسنا.. ان من يبصق في وجه الأرض هو كمن يبصق في وجه أمه.. ببساطة شديدة..

اننامسجونونداخلكوكبلاحللناللبقاءفيهالاحلالاخوةوالاقتسام..

يجبأننعطيأكثرممانأخذ.. يجبأننتوقفحالاعننمطنافي “العيش”.. يجبأننغيرالوجهة.. جذريا.. هذههيالوسيلةالوحيدةلإنقاذأرضجميلةجداتحتضر..

انتبهوا.. انهم يريدون أن يوهموكم أن مشكل العالم هو الكاربون.. هو الغازات التي تم/يتم نفثها الى الجو.. انتبهوا.. انهم يختزلون قضايا معقدة و شديدة الخطورة في أمور ثانوية.. تافهة.. انهم يمارسون القمع الايديولوجي.. انهم يشوهون الفهم.. الفهم العميق للعالم.. مشكل العالم ليس الغازات الاحتباسية.. الغازات ليست الا الجزء التافه من جبل الجليد الضخم الغابر.. مشكل العالم أكبر و أخطر بكثير.. مشكل العالم هم هؤلاء ل 1 في المائة من سكان العالم ( ل 500 شركة عابرة للقارات و حلفائها/أذيالها) الذين يخربون/يأكلون البشرية في كل أرباع الكون.. مشكل العالم هم مافيات البترول/السلاح/السموم الزراعية/الادوية الملغومة/التفجيرات النووية/المضاربات المالية……… مشكل العالم هم هؤلاء الذين خربوا/نهبوا/قتلوا و هاهم يريدون العودة/الاستمرار من بوابة الاقتصادات الجديدة ( وهذه كذبة) و الصديقة للارض ( وهذه كذبة مطلقة)..

حل مشكل العالم من حل مشكل عصابات لايهمهالاموتنا و لاحياتنا.. حل مشكل العالم في عودتنا للتحكم في مصائرنا.. حل مشكل العالم في اجتثاث الشر.. حل مشكل العالم في 1789 عالمية..

من 1945 حتى 1998 فجرت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا والصين والهند 2050 قنبلة نووية.. اي بمعدل قنبلة في الاسبوع.. والان تعوم الأرض في قلب اشعاعات نووية مايكفي لسرطنة كل ما يتحرك فوق/تحت الأرض.. كاليك زيرو كاربون…ان ما يجب تغييره ليس المناخ ولكن الرأسمالية.. ان ما يجب منعه ليس الديوكسيد ولا الميكا و لا… ان ما يجب منعه/اعتقاله وفورا هي تلك الضواري المجنونة التي تتحرك بيننا في تهديد خطير لأمن الهواء والماء والتراب والبشر والشجر والبقر..

–          

نحن جميعا أولاد الانفجار الكوني.. لقد جئنا من نفس الجذر.. ونعيش في قلب نفس الحاضر.. في قلب ذات الاكراهات/الأخطار ( حروب، استغلالات بشعة للبشر، تدميرات رهيبة للموارد، تسميمات حضارية من كل نوع…).. و متجهون نحو ذات المصير ( الاختفاء بعد اختفاء الشمس، أو لربما قبل ذلك بكثير..).. إما التعاون… إما الحب.. إما الاقتسام.. أو ……………الحائط.. لا أتصور قدرا أخر..

سيصدر الغرب -للمرة الألف- استراتيجياته الاستعمارية الجديدة/القديمة بعدما سوف يضع عليها صباغة ايكولوجية.. مادامت الشركات العابرة للقارات، اي بعبارة اخرى المؤسسات التي لم ينتخبها أحد، هي التي تقرر في العالم، هي التي تقرر في من يجب أن يموت و من يجب أن يبقى لاستغلال/ابتلاع لاحق، فلا خير أرجوه انا شخصيا من النص الذي سينتهي إليه المؤتمرون الباريسيون غذا.. ما يلزم العالم ليس تغيير المناخ ولكن تغيير الرأسمالية.. ما يلزم هو محاصرة الضواري.. منعها من الاستمرار في التحرك في أكبر تهديد لأمننا.. ما يلزم -ثانيا- هو طرح بنيات حكامة كوكبية gouvernance planétaire تكون مهمتها وضع عقد كوكبي جديد، عقد يكون هدفه الأول و الأخير ضمان حق كل من يوجد أو سيوجد فوق الأرض في مرور كريم قبل القبر..

على بعد ساعات قليلة من إعلان نتائج مؤتمر مراكش حول المناخ..

هناك شيء واحد يمكنكم بواسطته معرفة ما إذا كان المؤتمرون صادقين أم لا… انتظروا ساعات بعد الإعلان عن النص النهائي ثم انظروا ما سيقع في البورصات العالمية.. ان تزعزعت بهذا الشكل أو ذاك فاعلموا ان المؤتمر لم يخضع لضواري البترول واختار الانتصار للمستقبل.. أما ان لم يحدث شيء و افتتحت البورصات على نفس ايقاعاتها فاعلموا أننا ضيعنا لحظة تاريخية ربما لن تعوض..

في كل الملفات الاستراتيجية ( تلوث، تدمير، عنف، حرب، استنزافات للعالم و البشر..) لم يعد لنا خيارات كثيرة.. هوامش الفعل تضيق كل يوم أكثر.. و الحائط يقترب كل يوم أكثر.. قد تفشل الحكومات.. لكننا نحن الشعوب ليس مسموحا لنا بذلك.. يجب أن يعلم الكل أن الوقت ليس وقت “توافقات”، “تفاهمات”، “حلول وسط”.. الوقت وقت رادكالية.. في موضوع البقاء على قيد الوجود ليس هناك مجال ل”الاختلاف”، ل”قبول الرأي الاخر”، ل”التعدد”.. في موضوع البقاء على قيد الوجود لاخيار لنا الا الانتصار..

مع  هذه النقاشات الصحية/الملتبسة حول المناخ، يجب أن نعلم أن الانسان بدأ يتحول لأول مرة منذ ظهوره فوق الارض الى فاعل جيولوجي حاسمcentral un acteur géologique- بعدما كان عنصرا  ضمن عناصر حلقة/سلسلة بيئية/وجودية كبرى.. لقد بدأت أنماطنا الانتاجية/الاستهلاكية المتطرفة تقود بهدوء رهيب الى احداث تغييرات مناخية بدأت ترتد/تحول عميقا من نوع البنيات الجيولوجية للأرض.. مع هذا الجري وراء “النمو”، بدأ الانسان يهز التراتبيات الكبرى.. كل شيء دخل مرحلة اللاعودة.. نحن نخرب السماء، و السماء تنتقم بتخريب مكونات/كمياء الاسفل و ما تحت الاسفل.. مستقبل وجودنا فوق الارض رهين بإحداث تغيير شامل و عميق في رؤيتنا لوضعنا فوق كوكب لم يكن مهددا مثلما هو عليه اليوم.. علينا بعقد جديد مع الارض un nouveau pacte avec la Terre .. الامر جدي للغاية.. جدي جدا.. تذكروا جيدا هذا المفهوم: “الفاعل/المخرب الجيولوجي”..

انسان الحداثة، انسان التقدم، انسان الحريات الكبرى، انسان الاختراقات العلمية العظمى، انسان يقود الارض الى الهاوية.. ما يلزمنا انسان أخر، انسان لايرغب، لايجري وراء “النمو”، لا يخلق الموت/العقم حيثما حل و ارتحل.. و هذا الانسان ليس يوطوبيا حالمة، انه يوجد فعلا فوق الارض، و بالضبط في قلب القطب الشمالي، انه الانسان الانويتl’homme inuit الذي يمارس حياته، صيده، جنسه، ركضه، عنفه في عناق حار مع الارض، مع الهواء، مع الحيتان الكبرى، مع النجوم..

اما أن نكون انسانا انويتيا أو لا نكون..

ما لايجب أن ننساه.. تحت أي ظرف.. حتى ونحن في خط النار.. حتى ونحن نحترق.. حتى ونحن نفترق….

تحرك في الأرض كما لو أنها خلقت لأجلك أنت.. أنت شخصيا.. اعلم أن الله خلق الأرض وامرك بان تستمتع بها الى أقصى حد.. و ليس هناك إلا طريقة واحدة في اعتقادي لتنفيذ هذا الأمر الالاهي الباهر: الحفاظ عليها كما لو أنها عيناك.. انتبه الى أمر هام: لإنتاج ما نحتاجه من الأوكسيجين لمدة 6 أشهر يلزمنا 36 ترليون دولار.. الأشجار تنتج هذه الكمية مجانا.. حافظ على الأرض.. انها أمك.. ما يمنحك كل شيء، يحميك من كل شيء.. لاتبصق فوقها.. من يبصق في وجه الأرض فكأنما يبصق في وجه أمه..

ما يهم ليس ما نقوم به لأنفسنا.. يجب أن نترك أنفسنا بشكل جذري ونهائي.. يجب التخلص من الذات.. الذات هي جذر الشر في العالم.. هي السرطان الأضخم.. و نتحول نحو مهمة اخرى: خدمة المستقبل.. ما يهم ليس أن نعيش.. ما يهم أن يعيش المستقبل.. ان يدوم.. ولذلك يجب تغيير الأنماط الجذرية للعيش الحالي.. الحرية الحقيقية هي عندما نتحكم في رغباتنا/هواماتنا الغبية.. الحرية الحقيقية هي عندما نقطع مع الرغبة/الاستهلاك/الجاه/التراكم/التحكم/الإفساد.. الحرية الحقيقية هي عندما نرفض الكاطكاط/الفيلا/ حوض السباحة/الصونا كأكبر أدوات تدمير كوكبنا.. الحرية الحقيقية هي عندما نرفض العشاءات الباذخة كأكبر سبة في وجه جوعى العالم.. الحرية الحقيقية هي أن نرفض ادارة الظهر للأرض، للبشرية..

في التيارات البيئية، هناك أصوات رادكالية تعرف باسم deepecology، وهي اصوات تعتبر أن الإنسان هو فوق الأرض للإضرار و التدمير و أنه يتوجب لجم نزوعاته الجرثومية اليوم قبل الغد.. هذه هي الأصوات التي يقمعها فرانسوا هولاند هذه الأيام في باريس بمناسبة مؤتمر المناخ.. لكن…

قد يأتي يوم نجد فيه أنفسنا مرغمين على ممارسة ما أسميه الإرهاب البيئي: اما أن تتوقف عن نمطك الجرثومي الذي يهدد كل الوجود فوق الأرض أو…. ألقي بك خارج المجال الجوي..

أيها الأساتذة، وكيفما كان مجال اشتغالكم، ادمجوا رحمكم الله الرهانات البيئية ( السياسية في عمقها) في قلب تدريساتكم.. احدثوا ثقوبا في البرامج الرسمية، الخارجة عن السياق في أغلبها.. كونوا في مستوى المسؤولية الأخلاقية الكبرى التي على عاتقكم: إنتاج أجيال قادرة على فهم قدرها/قدرنا وتغييره..

المغرب من البلدان النادرة في العالم التي ليس لها سياسة بيئية.. العصابات الصناعية الكبرى تلقي بنفاياتها مباشرة الى الهواء و البحر.. النتيجة: خسائر يومية فادحة في الانساق الحية.. عين السبع مثلا، الذي يحوي لوحده 65% من النسيج الصناعي المغربي يلقي بكميات هائلة من النفايات الخطيرة مباشرة نحو القنوات الصحية التي تحمل السموم إلى البحر.. أو “تترك” بعضا منها يتسرب إلى الفرشات المائية العميقة.. 40 سنة من التدمير خربت 25 كلمتر من ساحل البيضاء.. منذ مدة أطلقت الدولة المغربية طلب عروض لنزع الثلويتdépollutionعن الشاطيء البيضاوي.. كان لابد من التفرج 40 سنة على جريمة بمقاييس فلكية.. صيغ المشروع داخل دهاليز الداخلية و مكتب محمد ساجد.. الكلفة؟ 240 مليار سنتيم.. وضع المشروع لدى الديوان الملكي الذي “فوجيء” بهول الغلاف المالي المطلوب.. أعيد المشروع إلى الداخلية/عمادة البيضاء.. اعيدت “صياغته”.. الكلفة الجديدة: 140 مليار سنتيم.. مدققون لاحظوا أن المشروع المعدل هو نفسه مشروع ل 240 مليار.. لولا تسارع أحداث سريالية لتم لهف …. 100 مليار بالتمام و الكمال من طرف صناع الحكامة المغربية..

يجب أن نحترم في الرأسمالية ذكاءها الشديد.. لقد منعت دوما المرور إلى الاقتصادات الخضراء les économies vertes في أوقات لم يكن لهذا المرور أن يثير احدا.. كان لابد من الدفع نحو التأزيم/الكارثة حتى تتأجج المطالبات العارمة ويظهر المرور الى الاقتصاد الجديد كما لو أنه انتصارات شعبية عامة.. ستترك الديموقراطيات المافيوزية الكبرى الناس يفكرون في الاقتصاد الجديد.. ستترك لهم هذا الانتشاء… الصغير… أما هي فهي تنتظر/تنظر بعيدا.. ستنقض على الرغبات البشرية الحالمة بعالم نظيف لتبيع لنا طاقات مجانية، وتؤبد بذلك ممارسات النهب و السلب.. “فينا فينا” كما نقول.. حذار أيها المناضلون.. المشكل ليس في “فرض” المرور نحو طاقات نظيفة.. المشكل الأكبر في التفاف مافيات التصنيع/التخريب الدولي على الآفاق الجديدة.. يجب بدء حرب جديدة، الحرب الاهم: العالم لايمكن ان يكون ملكا لأحد.. العالم اما ان يكون ملكا للكل أو لا يكون.. لم نخلق لنكون عبيدا ابديين لعصابات لم تقبل ابدا كونها ولدت بنفس ملامحنا..

ما يتوجب تغييره ليس المناخ ولكن الرأسمالية..

العالم يسير نحو الهاوية.. و السبب الحرب المسعورة الجارية للقبض على الموارد، أو الاصح ما تبقى منها.. لامستقبل بلا تعويض نموذج التنافسية compétition بنموذج التكامل émulation، التي تعني تدقيقا بناء الذات بمساعدة الآخرين.. بالنسبة لي، هذا يستدعي ثورة عارمة.. ويمكن لهذه الثورة أن تكون هادئة و نبدؤها منذ السنوات الأولى للمدرسة..

انا متيقن أن البشرية ستدحر أصل الشر في العالم: الرأسمالية الفيروسية.. لكن فقط بعدما تكون هذه الأخيرة قد احدثت خسائر فادحة في قلب العالم le cœur du monde.. تنتظرنا مهام عظيمة جدا بعد انتهاء المعركة: إعادة بناء الحياة على أسس أخرى.. اخوية.. تعاطفية.. احتوائية.. عشقية.. جذرية..

1%من البشرية تسيطر على نصف ثروات الكوكب، أربعة بنكيين سويسريين يملكون الناتج الخام ل 40 دولة افريقية جنوب الصحراء، عائلتان امريكيتان تسيطران على 60 % من تجارة القمح في العالم، 10 مختبرات امريكية تتحكم في أدوية اكبر أمراض عصرنا، امراء الخليج يستولون على 7 % مما يوجد فوق تراب الولايات المتحدة الأمريكية، 300 عائلة مغربية تقبض على 80% من موارد البلاد، 20 عائلة من ضمن 300 يتحكمون في 80 % مما تلعب فيه هذه الاوليغارشيا، 90 % من أسماء مجالس ادارة الابناك و التأمينات و الشركات العقارية المغربية الكبرى هي أسماء فاسية، 10 عائلات فاسية تحكم بنك/تامين/عقار مدينة الشرفا، 4% من البيضاويين يقيمون فوق 60% من وعاء البيضاء… و زيد وزيد حتى لسيدي سعيد.. ماذا نسمي هذا ان لم يكن ارهابا، بل راس الإرهاب في المغرب/العالم؟

ان مشكل العالم ليس الاحتباس الحراري.. ان مشكل العالم هو الاحتباس السياسي.. مشكل العالم هم هؤلاء العصابات الرأسمالية ( التي هي باختصار شديد ل 500 شركة عابرة للقارات) التي تحكم/تخرب العالم.. ان ما يجب تغييره ليس المناخ.. ان ما يجب تغييره هي الرأسمالية.. مافيات نعيش و ماسوقيش.. مافيات لي ديالي ديالي و لي ديالك ديالي.. مافيات تبكي مو و ماتبكيش مي.. مافيات نسخن الجيب و تمشي البشرية/الارض تقود.. و كما تعلمون فان كل قوانين العالم ترفض أن يترك أي مجرم خارج الاعتقال.. أنا أدعو فقط الى تطبيق القانون.. انا أدعو، و فورا، الى اعتقال كل هؤلاء الضواري الذين يتحركون بيننا في تهديد خطير لوجود/مستقبل البشر/الحيوانات/النباتات فوق الارض..

الشركات العابرة للقارات هي التي تمنع وضع اتفاقات شمولية و جذرية حول المناخ.. لايهمها اي شيء.. بقدر ما يهمها ان تبقى.. حتى وان كان الثمن هو هذا: تخريب شروط الوجود البشري/الحيواني/النباتي فوق الارض.. الشركات العابرة للقارات هي العدو الأول للبشرية.. ببساطة شديدة..

إما أن تعيد البشرية النظر جذريا في أنماطها في العيش أو الهاوية، أو الحائط، أو – في أحسن الحالات- العيش كجماعة كبرى من القردة.. لم يعد العصر يسمح بالانماط/التخريبات الانتاجوية/الاستهلاكوية.. ليس لنا إلا كوكب واحد، هو هذا الأزرق كليمونة رائعة كما قال بول الويار يوما ما.. يجب ترك الموارد لحالها و الاكتفاء بأقل الأشياء الممكنة.. العفة: هذا هو سبيل انعتاقنا.. ان غنى الفرد يقاس بكمية الاشياء القادر على التخلي عنها.. 

يصعب جدا وقف التقدم نحو الحائط – أو تقدم الحائط- مالم نغير جذريا الوجهةchangement radical de cap  .. ما لم نحارب تنامي النزوعاتالتوحشية بيننا، فينا.. ما لم نقرر العودة نحو الفضائل الانسانية الكبرى.. فضائل/فرحة اقتسام المباهج الدافئة للكوكب..

كل كاطكاط تتحرك في المغرب هي عنف بامتياز..

انها اعتداء اجتماعي/نفسي لانهلايمكن أن نعرف ما يمكن أن تحدثه رانجروفير في نفسية جائع من عالمنا.

انها اعتداء بيئي لانها مخرب كبير للبيئة.

انها هي ذاتها بنت اعتداء: اذ يجب أن تكون مافيوزيا ( غبارا، مقاولا، صاحب كلينيك، جمركيا قافزا، بنكيا فاسيا …) حتى يمكنك شرائها..

في الأخير، تشكل الكاطكاط سبة في وجه الذات نفسها.. عماذا يبحث راكب الرانجروفير ان لم يكن عن عزل الذات عن الاخرين؟ عماذا يبحث الشخص الرانجروفيري ان لم يكن عن منح الذات صورة شخص من الجهة الاخرى للسور، شخص ما بعد بشري؟ اي في النهاية صورة شخص لم يقبل أبدا كونه ولد بمثل ملامحنا، شخص يكره عميقا ذاته/صورته البشرية، شخص مستعد لاي شيء لمحو العطب البيولوجي؟

يجبأننعطيأكثرممانأخذ.. يجبأننتوقفحالاعننمطنافي “العيش”.. يجبأننغيرالوجهة.. جذريا.. هذههيالوسيلةالوحيدةلانقاذأرضجميلةجداتحتضر..

على بعد ايام من الكوب 22

لقاء مراكش لحظة مفصلية في تاريخ البشرية.. اشبهها بلحظة عصر الأنوار.. فكما أن عصر الأنوار مكن البشرية من القطع مع الظلام، على لقاء مراكش أن يشكل قفزة نحو عصر وجودي اخر.. ما هو مطلوب من لقاء مراكش ليس إجراءات تقنية تافهة للتقليص من الغازات السامة التي نقذف بها إلى الجو، أو من النفايات التي نرمي بها إلى البحار، أو من عدد الغابات الرائعة التي نجتث كل يوم.. ما هو مطلوب من لقاء مراكش شيء أكبر، اعمق، اخطر: ثورة حقيقية على انماطنا في العيش.. ثورة على النموذج الانتاجوي/الاستهلاكوي، نموذج النمو، نموذج الاكثر دوما le toujours plus ، المسؤول الاول عن تخريبات عالمنا.. لامستقبل بلا اعادة الاتصال بالارض.. بلا اطلاق سياسات متصالحة مع الارض، مع التراب، مع الهواء، مع الحيتان، مع الباكتريا، مع الحشرات المكروسكوبية التي لا اتصور اي حياة فوق الكوكب في غيابها..

بعد أيام سينطلق مؤتمر مراكش حول المناخ.. الرهانات شديدة الخطورة.. اخطر بكثير جدا مما كانت عليه ايام مؤتمر كيوطو و لا حتى مؤتمر كوبنهاغن.. لقد بدأنا نهز بقوة قدرة الانساق الحية ( بحار، غابات، غلاف جوي…) على امتصاص نفاياتنا.. لأول مرة في تاريخ البشرية أصبحت نفاياتنا أكبر – واخطر- من أن تمتصها/تدمجها الانساق المحيطة.. البشرية مدعوة إلى ثورة هائلة على المفهوم المركزي الذي يوجد في أصل الشر: التقدم..

المشكل العميق للعالم، المشكل الاول و الأخير، أن الغرب لايعرف كيف يتصور و يبني الغيرية.. على الغرب أن يفهم انه ليس وحيدا فوق الكوكب.. عاش الغرب وحيدا حتى ….. 1989.. بعدها دخل لاعبون جدد إلى الساحة.. أقصد الصين، الهند، أفريقيا الجنوبية، تركيا.. العالم يغلي، يتحول، يحول المعطيات/القواعد الكبرى للعبة الدولية والغرب لازال يفكر بعقلية تلموذية جذرية: انا هو العالم، و ما يتحرك فوق الأرض هو ملك لي..

لقاء باريس حول المناخ فرصة جيدة لإحداث الانقلابات/الاصلاحات الملحة، لعلاج السرطان في الجذر.. ان التفافا آخر على الرهانات/الاخطار الكبرى هو خطوة اضافية نحو الحائط..

الكوب 22.. خطوة اخرى نحو الحائط.. المافيات التي تنهب/تخرب عالمنا في لقاء اخر لتجديد الهيمنة، لاقتسام الكوامل اللانهائية الجديدة، كوامل الطاقات النظيفة الوهمية، الزراعات الذكية الملغومة، الاستثمارات الصديقة/المخربة..

حذار من السقوط في الفخ.. الحرب هي الان حرب على اللعبة الجديدة/القديمة.. ان ما يجب تغييره ليس المناخ ولكن الرأسمالية.. الرأسمالية الخضراء هي الرأسمالية الهمجية بوسائل اخرى… اخطر…اعقد.. اشد..

حتى لا نتيه في الخزعبلات الوجودية الصغرى..

الانفجار الضخم الذي أعطى الكون و المجرات و الكواكب  و النجوم هو الذي أعطى الارض و البحار و البشر و الأشجار.. نحن ابناء الانفجار الكبير.. نحن نحمل أثاره في أجسادنا.. في أرواحنا.. ياله من شرف عظيم..

ان تعيش في المدن الصغرى يعني أوتوماتيكيا أن تمنع تفجر السرطان في خلاياك ذات يوم.. في هذه المدن تتفجر فيك أشياء اخرى، تتفجر ايقاعاتك البيولوجية الرقيقة، تتفجر فيك انتباهاتك الاولى إلى الفضاء، إلى تفاصيل الازقة، إلى ماذا تريد أن تقوله لك وجوه بهية، إلى جمال هذه الأرض التي لازالت ترسل كل تحيات الود لنا..

هناك ثلاثة أخطار كبرى تترصدنا: الخطر البيئي و الخطر النووي و الخطر السياسي.. 1- يتمثل الخطر الاول في كل تلك التخريبات في التراب/الماء/الهواء باسم الرفع من الانتاج و تحقيق الوفرة.. انبياء كبار من مثل ادغار موران و يان ارتوسبرطراند و نيكولا هيلو و سطيفانهيسيل و ميكيلبنزاياغ و البير جاكار و بيير رابحي و فاندانا شيفا و أخرون ينبهون  الى أن كوكبنا هو في حالة من الانهاك لم يعد معها قادرا على التحمل، تحمل انانياتنا القاتلة.. ويتسائلون – و هذا هو الاهم- عما اذا كان لازال بامكاننا انقاذ أي شيء.. الحل في نظر الثوري الجميل بيير رابحي مثلا لايمكن ان يخرج عن إعادة النظر جذريا في “التنمية” من أجل “اللانمو” la décroissance  الذي يعني التقييد الذاتي للحاجيات  l’autolimitation des besoins ، البساطة،  العفة السعيدة la sobriété heureuse، عيش الذات في تفاعل مبدع مع البنيات/التوازنات البيئية/الوجودية العامة  2-  الخطر النووي.. مفكرون كبار مهووسون بالمأساة العامة من مثل نعوم شومسكي يرون أن كوننا لا زلنا على قيد الحياة مع كل الترسانة النووية الموجودة فوق الأرض ليعتبر معجزة كبرى.. من الممكن توقيف الحياة فوق الأرض في أية لحظة.. 300 قنبلة نووية قادرة للقيام بالعمل.. أمريكا تتوفر على 75 ألف.. الحل: التفكيك الشامل و السريع للمنظومة النووية اليوم قبل غد.. و لأجل ذلك يجب لجم أكبر دولتين إرهابيتين في العالم: الولايات المتحدة و اسرائيل اللتان تتوفران لوحدهما على ما يكفي لتدمير عشرة كواكب من حجم الارض 3- الخطر السياسي.. مناضلون عظام من مثل جان زغلرلايتوقفون عن اطلاق صفارات الانذار: ان لهث بعض المرضى منا وراء الاستحواذ على موارد الكوكب يلقي بالملايير الاخرين نحو الضياع و اليأس مما  يؤجج مشاعر الحقد الفادح و قد يعيد السيناريو التونسي/السوري الى الواجهة لكن هذه المرة على مستوى الكوكب كله.. وتخيلوا الارض وقد تحولت الى ساحة سورية كبرى..

“لا يمكن أن نداوي الأرض إذا لم نداوي أنفسنا. فالمرض الذي يصيب الأرض يفعل فينا. و إذا ما فكرنا في الأمر جيدا، فإن الأرض ليست في حاجة إلى البشر ! هل سيغير وجودنا أو غيابنا شيئا بالنسبة للأرض؟ بل يمكن الاعتقاد بأنها ستشعر بالارتياح لو أنها تخلصت منا. فنحن بالنسبة لها جراثيم رهيبة. علينا أن نكون واقعيين. نقضي وقتنا في النفخ في أنفسنا، في اعتبار أنفسنا أحسن مخلوقات الكون… في هذه الشروط، فإن الزعم بالقدرة على مداواة الأرض هو زعم عبثي. لايمكن تضميد جراحات الأرض إلا بالعثور مجددا على معنى الحياة، و بإيقاظ وعينا بالوحدة التي تربط و تشد الكائن الحي. و هذا ليس بالأمر السهل، لأن إعادة اكتشاف هذا الذكاء الأساسي الحاضر في كل شيء، بما في ذلك فينا، تتطلب القيام بتحويل في أنماط تعلمنا و تربيتنا. لذلك أطرح على محاوري السؤال المزدوج التالي: “أي كوكب سنترك لأطفالنا؟ أي أطفال سنترك للكوكب؟”.. بيير رابحي.. Pierre Rabhi

لم تعرف البشرية مثل هذا التلاقي conjonction في الكوارث: أزمة اقتصادية/مالية في شكل انحسار قوي في “النمو” في العالم، أزمة بيئية مع ارتفاع منسوب التدميرات في جميع الأنساق الحية، أزمة مشروعية ديموقراطية مع تحلل الثقة في السياسيين، في الأشكال الكلاسيكية للحكم، أزمة جيواستراتيجيةمع تغول المافيات وحسمها لصالح القتل/الحرب لحل ازماتها/علاقاتها بالعالم، ازمة تعليمية مع تفسخ المدرسة كرافعة تنويرية/مقاومة لصالح المدرسة/معمل إنتاج خماسة/محاربي العولمة، أزمة زوجية مع “نهاية” العلاقات الصلبة لصالح “علاقات” سائلة تعوض الآخر بالعاطفي، بالجديد ( واش غانحس معه/ها بال”سعادة”، واش غانعيييييش معه/ها؟؟ واش غانشعر معه/ها أنني كاينة ف “لعالم”؟) في تحول في تصوري من أخطر ما يستغرقنا..

كل دقيقة يموت 5 أطفال في العالم بسبب قلة الغذاء و بسبب بطبيعة الحال الأمراض الناتجة عنه.. إن المافيات الكبرى التي تتحكم في الغذاء في العالم ( وعلى رأسها عائلة كارجيل الأمريكية التي تتحكم في 60 بالمائة من إنتاج القمح و التي تحرق الفائض الضخم منه حتى لاتهبط الأثمان مما يجعله خارج المتناول) هي التي تقرر، كل يوم، من سيعيش و من سيموت في عالمنا..

التنمية المستدامة و الطاقات المتجددة حلول وهمية لمشكل النوع البشري/الحيواني/النباتي.. الحل اما أن يكون جذريا أو لايكون.. الحل في اعتقادي المتواضع هو تغيير الوجهة changement decap.. الخروج النهائي من النموذج الانتاجوي/الاستهلاكويproductiviste/consumériste المخرب لكل ما يتحرك فوق كوكبنا نحو نموذج العفة السعيدة la sobriété heureuse: العيش بأقل الأشياء.. لتقم، عزيزي، بقلب استراتيجي في رؤيتك للحياة وتبدأ بقياس السعادة بكمية الاشياء التي انت قادر على التخلي عنها..

نحن جميعا أولاد الانفجار الكوني.. لقد جئنا من نفس الجذر.. ونعيش في قلب نفس البيت (الأرض).. ومحكومون بذات الاكراهات/الأخطار( حروب، استغلالات بشعة للبشر، تدميرات رهيبة للموارد، تسميمات حضارية من كل نوع…).. و متجهون نحو ذات المصير ( الاختفاء بعد اختفاء الشمس، أو لربما قبل ذلك بكثير..).. نحن إخوة، عائلة واحدة.. لافرق بين مسلم و مسيحي و كافر و ملحد و أصفر و أخضر و أمريكي و غاني الا بالتقوى..الا بكمية الجرائم التي نحن قادرون على عدم ارتكابها.. الا ب”كمية” الاشياء التي نحن قادرون عن التخلي عنها.. ال ب”كمية” النور الذي نحن قادرون على نفثه في العقول و الاجساد..

لن يبقى فوق هذا الكوكب إلا من له رغبة شديدة في.. المستقبل.. لن يبقى إلا من يريد أن يبقى.. الأخطار/الضباع تتكاثر في كل مكان.. في الخارج.. في الداخل.. السموم تخترق كل شيء.. تخترق الهواء، التراب، الغذاء، الشاشات، تتسلل إلى بيوتنا لتسرق أطفالنا، هدفها أن تقودهم إلى السجون/القبور الجديدة.. لم يعد لنا إله نختبئ وراءه.. نطلب عونه.. والإله نفسه، قالها: لقد انتهى كلامي معكم.. سأنسحب تماما.. ان الإله مثله مثل الانسان فقد السيطرة حد الموت..

الاستراتيجيا الوحيدة لوقف الحائط الذي يستمر في الاقتراب: التفكير/العيش من منظور كوني.. يجب أن نأكل و نحن ننظر الى الوجوه الجائعة في العالم.. يجب ان نستحم ونحن نفكر في الذين يقاتلون من اجل حبة ماء صافية.. يجب أن نبني مأوينا و أعيننا على كل الذين يسكنون العراء.. لا يجب أبدا أن نتسامح مع التفاصيل.. التفاصيل هي الأشياء الكبرى كلها.. يجب أن نكون على درجة عالية من القسوة على أنفسنا.. يجب أن تكون هذه هي نشوتنا.. سعادتنا الجذرية..

لاتنسوا…. الارض لم تعد تفي بحاجياتنا… حاليا تلزمنا ارض و نصف حتى يمكننا ان نبقى… واذا ما استمرينا في نموذجنا الارهابي، نموذج الإنتاج/الاستهلاك الأعمى فسوف يلزمنا كوكبان في غضون العشريات القليلة القادمة…اننا نمارس ضغطا فاسيا/فاشيا رهيبا علىالموارد او الادق على ما تبقى منها… الحائط يقترب ونحن نتلهى بالجري وراء صبيانياتنا… وراء رغبات ملغومة… وراء اوهام مسمومة… وراء الهاوية..

ما هي “خلافة الله فوق الارض” ان لم تكن هي هدم الحدود، هي الدفاع عن بشرية واحدة موحدة حول اهداف العيش المشترك، فرحة العيش المشترك؟؟؟

لنجعل من الكوب 22 فرصة الثورة الابستمولوجية/الوجودية الكبرى: فرصة التفكير في البشرية، في الكوكب..  في الأخطار غير المسبوقة التي تترصدنا.. في السرطانات التي تكبر بيننا، فينا.. في هذه الكارثة غير المسبوقة التي نصنع يوميا و نحن لا نرى أننا نصنعها.. في الرهانات الجديدة، الجديدة جذريا.. تفكيرنا اما أن يكون شموليا أو لايكون.. لنفكر أبعد من شخصنا الصغير.. لندمج بعد المصير البشري، المصير الارضي في شبكاتنا القرائية.. يجب أن نفهم أن مشكل الفرد هو مشكل الكل.. أن مشكل الكل هو مشكل كل واحد فينا.. لقد جئنا من ذات الاصل.. و نعيش ذات الاكراهات/الاحتقانات.. و نسير نحو نفس المصير.. لافرق هنا بين مسلم و مسيحي و يهودي و أبيض و أزرق ومغربي و دنمركي و فاسي و دكالي.. يجب أن نخرج نهائيا من مركزياتناالشوفينية نحو جمالية التضامن الكوني.. لننصت أيضا الى شركائنا فوق الأرض، الى المنظومات البيئية الهائلة: البحار/الأشجار/الأحجار.. لننتبه الى ما نقوم به في حقهم بفعل نزعتنا الانتاجوية/الاستهلاكوية المفرطة.. لنجعل ذكائنا في خدمة من هم أضعف منا.. من هم بلا حول و لا قوة.. من هم تحت رحمتنا.. الكوكب بلا حيوان الليمور، بلا سمك القرش، بلا نحل، بلا فراشات، بلا باكتريا مشروع جهنم لا حدود لها.. لايمكنني أن أقول ان لي الحق في الحياة أكثر من ذبابة.. تنتظرنا ثورة معرفية/وجودية كبرى.. لنغير المهمة/الوجهة.. لنتحول الى موظفين لدى البشرية، لدى الارض..

يحكي كبير القبيلة متجها بقوله نحو أفراد القرية بعد يوم شاق من الصيد في قلب الغابة : ” خلق الله الانسان وأعطاه كل شيء ثم قال: ” الان والانسان يتوفر على كل شيء سيفعل كثيرا من الأشياء”.. و بعدما أتم الله صناعته لاحظ في قلب نظرات الانسان فراغا  un videمنذرا بكل الأشياء البذيئة، نوعا من الجوع/اللهفة يستحيل اشباعها.. أعزاءي، لقد تنبأ الله بكل شيء.. وها هو الانسان الأن يأخذ و يأخذ و لاشئ يطفئ جوعه.. سيستمر على هذا النحو حتى يقول العالم: ” لم يعد لي أيها الانسان أي شيء امنحه لك”.. أعزائي، غالبا ماسوف تنتهي حكاية وجود الانسان في الأرض هكذا”..

ما هو الفكر البيئي الجذري؟ ببساطة شديدة هو ان ترفض جذريا كل ما يمكن أن يهدد/يسيء الى الاخر/الارض..

سببان يجعلاني أرفض الفيلا/الكاطكاط ( وكل اللواحق التي تلتصق بهما) : 1- من المستحيل أن أسكن فيلا/كاطكاط فيما 3 مليار شخص عبر العالم يعانون الفقر و الجوع و سوء التغذية الخطيرة ( الفيلا/الكاطكاط هي إذن سبة كبرى في وجه البشرية) 2- من المستحيل أن اعيش في فيلا/كاطكاط تستهلك عشرات المرات ما يستهلكه منزل/سيارة بسيطين ( الفيلا/الكاطكاط اذن أدوات تدميرية حقيقية للأرض).. هناك طريقة فعالة جدا اذا ما أردت أن تصبح شخصا بلا ملامح الانسان: أن تدير ظهرك للبشرية، للأرض.

انت يميني.. أنت يساري.. أنت داعشي.. انت علماني.. انت حداثي.. انت ثوري.. أنت همجي.. أنت شاعر.. انت عدو للأرض انت عدوي..

لإنتاجمانحتاجهمنالأوكسيجينوفقطلمدة 6 اشهرتلزمناآلافملاييرالدولارات.. الأشجارتنتجالكميةمجانا.. اجعلمنغرسالأشجارواحدامناهتماماتك.. اغرس على الأقل شجرة واحدة في السنة..

اننانواجه-كيفماكانتديانتناومواقعنا و لونبشرتنا- ذاتالمشاكل/المخاطرالكبرى: استبداد، نهب الشعوب، تدميرالأرض،الخ.. الخ.. لمتكنالفكرةالكانطيةحولاستعجالاطلاق مؤسسةعالميةتفكرفيقضايا/مآزقالكوكبأكثرراهنيةمثلماهياليوم.. دععنكداكالتخربيقديالالأممالمتحدة.. هاهوالرهانالأولللقرن: الوعيالكوكبي بحدةماينتظرنا.. التكتل.. تعلمالعيش/السعادةمعا.. الحلالوحيدلوقفالتقدم نحو الحائط، لوقف الكارثة..

هناكتحالفدوليلتدميرالارض.. الارضتقصفمنجهتين.. منالتحتوالمخربونهناهمأناوأنتو….. ومنالفوقوالمخربونهناهمل 500 شركة/مافياعابرةللقارات.. ولاأحديرغبفيوقفالكارثةالاتية..

وأناأتصفحجريدةيوميةاذابيأقععلىخبرصغيرجداولكنهخطيرجداينصحفيه “خبراء” الناسبالإسراعالىاقتناءالذهببسببأنثمنهسوفيرتفعقريبافيالسوقالدوليةبشكلغيرمسبوق.. مامعنىذلك؟معناهأنمنسوفيشترونالذهباليومسوفيكونبامكانهمأنيبيعوهالغدبأثماناعلىويحققونبالتاليالأرباحالخيالية.. أتعرفونما الفرقبينالانسانالفيروسيl’homme viral  والانسانالبيئيl’homme écologique ؟الفرق أنالأولسوفيسارعالىتنفيذ”النصيحة”دونالانتباهالىماقديخلفهلهثهوراء”الهمزة” منتدميراتفادحةفيالحياةالاقتصادية/العلائقية بل و الحياة العامة ( اقلها الرفع من مشاعر الحيطة/الكراهية/الاقتتال الرمزي/الفعلي بيننا).. أماالثانيفسوفيرفضتمامااللعبةلوعيه بما تنتجه من تبعات مدمرة.. أعتقدأنواحدةمنأكبرمهامناالأخلاقيةالتنبيهالىمختلفالفخاخالتيتنصبلنا..يجبوبقوةرفضاغراءاتاللهثوراءالربحالسريعالذيينميالتنافسية/الأنانية/الاقتتالويزيدفيتقويضعلاقاتناببعضناالبعض.. الرأسماليةتلعب على اغرائنا.. تخاطب التخربيق العميق فينا.. الجانب المبرهش فينا.. الجانب الصبياني.. infantile.. ماذا تربحالرأسمالية من وراء هذا؟ أن نعض على الفخ.. ان ننخرط بكامل جوارحنا في لعبتها.. أن نتحول الى عبيد عميان وراء منتوجاتها.. وراء لعبتها.. لديها.. هدف الرأسمالية – في العمق- الا نحيى ابدا بعيدا عنها.. خارج “اقتراحاتها”.. ارهاباتها.. هي تريدنا لها.. و لها وحدها..  يجبأننكبر.. لمنخلقلنكن عبيدا.. عبيد يجب أن يفرحوا/يلهثوا وراء عبوديتهم.. خلقنالأمورأخرى: القراءة، التعلم،التفكير،الاستقلالية، الهدى،التشارك،الحب.. تذكير: أولأيةفينص مثل القرأنهي “اقرأ” وليست “قاتل” أو “اغتن” أو “سيطر” أو “ضارب” أو “احتكر” أوخربالاخر/العالمل”تحيا”..

تأملعلىهامشنقاشمعصديقأستاذجيولوجيا/ ايكولوجيابكليةفاسية…

منالتدابيرالاستعجاليةالتييجبإطلاقهاهناوالانمنعثلاثة أشياء: الفيلات/الاوطيلاتالفاخرة/ملاعبالغولف… المنعيجبانيكونتاما…اماالطبقاتالمخمليةالتيتربتفيحضنلالةوماليوتقرقيبالسطاليفيجبردعها،ردهاالىالصف.. و الاالغراماتالخياليةمعالعقوباتالسجنيةالصارمة…ماخاصناشنتفلاواونبقانيكوصيو négocier عندمايتعلقالأمربالحفاظعلىالبقاء… الارضلمتعدتتحملوقاحاتنا…انامعنوعمنالارهابالبيئي…