خارج الحدود

دولتان عربيتان تدينان نشر رسوم مسيئة للنبي.. وهيئات تجارية تنخرط في مقاطعة المنتجات الفرنسية

فرنسا

أدانت الأردن، اليوم السبت، استمرار نشر الرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، تحت ذريعة حرية التعبير، وذلك في ثاني موقف رسمي عربي مندد بنشر فرنسا رسوما مسيئة إلى النبي على واجهات مباني حكومية عدة، بعد إعلان الكويت عن إدانة الواقعة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، في بيان له، إن استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، تشكل “استهدافا واضحا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية”، معلنا إدانة بلاده لأي محاولات “تمييزية تضليلية تسعى لربط الإسلام بالإرهاب”.

واعتبر أن هذه الممارسات “تمثل إيذاء لمشاعر ما يقارب من 2 مليار مسلم، وتشكل استهدافا واضحا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقا فاضحا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته”.

وشدد الفايز على “خطورة اتكاء أصحاب الفكر الرافض للآخر على مواقف سياسية رسمية”، مشيرا إلى أن “هذه الإساءات تغذي ثقافة التطرف والعنف التي تدينها المملكة الأردنية”.

وتابع قوله: “ما يريده المجتمع الدولي اليوم في خضم عديد أخطار تحدق بالإنسانية جمعاء هو مزيد من التعاضد والتكاتف والتلاقي، لا تغذية لأسباب الفرقة المذهبية أو الدينية أو الإثنية”.

من جانبها، أعربت الكويت عن استيائها من إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا، محذرة في الوقت ذاته من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها.

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، أمس الجمعة، تأييدها لبيان منظمة التعاون الإسلامي، الذي أدان استمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية وفي شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.

وحذرت الوزارة من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها سواء للأديان السماوية كافة أو الرسل عليهم السلام من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية، التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف وتقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها وإشاعة ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم.

كما حذرت من مغبة الاستمرار في دعم هذه الإساءات والسياسات التمييزية، التي تربط الإسلام بالإرهاب لما تمثله من “تزييف للواقع وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للإرهاب، فضلا عما تمثله من إساءة لمشاعر المسلمين حول العالم.

وكانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من جدة مقرا لها، قد قالت إنها تابعت استمرار نشر الرسوم المسيئة، مبدية استغرابها من الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين، الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية، ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات بعض المباني في فرنسا.

والأربعاء المنصرم، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية” (المسيئة للرسول محمد والإسلام).

وأثارت الرسوم وتصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.

وإضافة إلى الرسوم المسيئة، تشهد مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين، تستهدف الإسلام والمسلمين عقب حادثة قتل مدرس وقطع رأسه في 16 أكتوبر الجاري.

وخلال الأيام الأخيرة، زادت الضغوط وعمليات الدهم التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية بفرنسا، على خلفية الحادث.

استمرار المقاطعة

وفي سياق متصل، أعلنت جمعيات تجارية عربية، مقاطعة منتجات فرنسية وسحبها بشكل كامل من معارضها، ضمن حملة احتجاجية على استمرار الإساءة للدين الإسلامي وشخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

وخلال الساعات الماضية، انضمت عشرات الجمعيات إلى الحملة، وأعلنت المقاطعة وسحب المنتجات بشكل كامل، وذلك عبر منصاتها المختلفة في مواقع التواصل، وفق ما رصدته الأناضول.

وتفاعل القائمون على حسابات تلك الجمعيات، عبر هاشتاج (وسم): “#إلا_رسول_الله”، و”#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه”.

وفي الكويت، قرر رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية “النعيم التعاونية” مقاطعة كافة المنتجات الفرنسية “مع عدم عرضها أو بيعها، ورفعها تماما من كافة مواقع الجمعية، رافضين تماما كل ما يمس دين الإسلام ورسول الله”.

واتخذت جمعية “ضاحية الظهر” نفس الخطوة، إذ قالت “بناء على موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعمه للرسومات المسيئة لنبينا الحبيب (ص)، قررنا رفع جميع المنتجات الفرنسية من السوق والأفرع حتى إشعار آخر”.

وانضم للحملة أيضا جمعيات “العقيلة” و”مدينة سعد العبد الله”، ونشرت عبر منصاتها الإلكترونية صورا تظهر إزالة المنتجات من معارضها.

وفي قطر، أعلنت شركة “ألبان الوجبة” مقاطعة المنتجات الفرنسية، وتعهدت بتوفير أخرى مماثلة وبديلة، وفق ما ذكرت في تغريدة عبر حسابها في “تويتر”.

وقالت: “من مبدأ الرفض والاستنكار لما يُنشر من إساءة لنبينا الكريم ودفاعًا عنه؛ فإننا نعلن انضمامنا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية”.

كما أعلنت شركة “الميرة للمواد الإستهلاكية” (شركة مساهمة قطرية) سحب جميع المنتجات من جميع فروعها حتى إشعار آخر، استجابة لرغبة العملاء.

وقالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: “العملاء الكرام، نشكر لكم غيرتكم الحميدة وتعليقاتكم (..). بدأنا على الفور بسحب المنتجات الفرنسية من جميع فروعنا وحتى إشعار آخر”.

جامعة قطر هي الأخرى انضمت للحملة، إذ قررت إدارتها تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي إلى أجل غير مسمى، وذلك “عطفًا على مستجدات الأحداث الأخيرة والمتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه”.

وأكدت عبر “تويتر” أن “أي مساس بالعقيدة والمقدسات والرموز الإسلامية هو أمر غير مقبول نهائيًا، فهذه الإساءات تضر القيم الإنسانية الجامعة والمبادئ الأخلاقية العليا التي تؤكد عليها كافة المجتمعات المعاصرة”.

وشارك تطبيق “متجر سنونو” في الحملة، قائلا: “نعلن رسميا كشركة وطنية إيقاف جميع المنتجات الفرنسية من المتاجر المشاركة في تطبيقنا وحتى إشعار آخر، دفاعا عن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص)، وديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا”.

وكانت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية قد نشرت 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد عليه السلام، عام 2006، ما أطلق العنان لموجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

الأناضول / عربي 21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *