وجهة نظر

محمد حاجب .. متطرف يحتمي بألمانيا للتحريض ضد المغرب ومؤسساته

محمد حاجب معتقل سابق في ملف السلفية الجهادية

بعدما سلم المغرب من مساوئ المشروع التخريبي الإرهابي للمعتقل السابق محمد حاجب، الذي قضى 7 سنوات بالسجون المغربية إثر اعتقاله سنة 2010 بعد عودته لأرض الوطن قادما إليها من ألمانيا، حيث كان متورطا في أعمال إرهابية بدولة باكستان، عاد مرة أخرى ليستهدف المغرب وصورة رموزه ومؤسساته الأمنية بإرهابه الفكري وخطابه التحريضي ضد المؤسسات والمجتمع، مستغلا في ذلك وجوده في أوروبا وخاصة ألمانيا التي يحمل جنسيتها وأيرلندا التي تنحدر منها زوجته.

وعلى عكس توجه أبيه وأمه الذين اختارا صفوف الاتحاد الاشتراكي اليساري كانتماء سياسي وفكري والتزام تنظيمي، حيث سبق لهما الترشح باسمه في الانتخابات الماضية، اختار الابن العاق للأسلاف والناكر لجميل الوطن تيار العنف وشحذ كل سيوف البذاءة بأسلوبه الهابط معاكسا بذلك قيم التسامح والجنوح للسلم والقبول بالاختلاف وبالآخر مهما كان لونه وملته وجنسه.

قال الرسول عليه الصلاة وأزكى السلام «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وعلى هدي هذا الحديث الصحيح المتن والإسناد، قاد المغرب حوار مراجعة الأفكار والمواقف المتطرفة مع المعتقلين السابقين على إثر أحداث إرهابية، وكانت هذه التجربة محط اهتمام دولي بل ممارسة محمودة ألهمت سياسات دول كبرى في تعاطيها مع قضايا الإرهاب، وأسفرت هذه المراجعات عن الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين وهم الآن علماء ودعاة ورموزا للإسلام الوسطي والمعتدل. إلا أن البعض، ومنهم حاجب، أصر إصرارا أن يظل شاردا زائغا ومن الطائفة الغاوية والقاصية ويخالف بعناد حديث الرسول “تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي”.

بعد إخفاقه في تنفيذ مشاريعه الإرهابية المدمرة، تسلح حاجب هذه المرة بمعاول الهدم الرمزي للمؤسسات، موظفا في ذلك خطابه الموغل في التطرف والسفالة والسفاهة، وولد خياله المحدود أقصوصات ضعيفة البناء ورديئة الإخراج، فلإرضاء تحامله المرضي ضد الأمن الوطني شكك في التفكيك المتتالي للخلايا الإرهابية، معتبرا إياها ملفات مفبركة من طرف المخابرات المغربية. وفي اللحظة التي يحاول المجتمع أفرادا وجماعات امتصاص صدمة مقتل الطفل عدنان بطنجة، ذهب الخيال المعلول لصاحبنا إلى التشكيك في الواقعة برمتها، مما أثار ضده موجة سخرية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي.

أراجيف حاجب المسكوكة تعدت الوطن وصارت افتراءات دولية وأكاذيب عابر للأوطان، وامتد تحامله المهووس هوسا مركبا إلى المساس بالمؤسسات الأمنية والاستخباراتية الألمانية، التي يعيش على مساعدات دولتها، وكان بذلك كمن “أكل الغلة وسب الملة” كما يقال. فأطلق عقيرته جزافا والكلام على عواهنه متهما المخابرات الألمانية بفبركة ملفه ومساعدة السلطات المغربية على اعتقاله سنة 2010 عندما حل بالمملكة حاملا مشروعا تخريبيا لاستهداف منشئاتها، دون أن يقدم أي دليل. متسائلين مع العقلاء ما الذي يجعل آلاف المغاربة يمرون ذهابا وإيابا بسلام وبشكل طبيعي وعادي بين المغرب وألمانيا ويجعل المخابرات الألمانية والمؤسسات الأمنية المغربية تستهدف حاجب لوحده؟ إن لم يكن السبب هو إرهابه الفكري وتطرف مواقفه ونزوعه العنفي.

وإذا كان حاجب يحاول أن يبعد عن نفسه تهمة التطرف، رغم اعترافه بالذهاب إلى باكستان بجواز سفر من أجل الدعوة والتبليغ، إلا أن الحقائق التي يخفيها أنه كان مسافرا إلى أفغانستان من أجل قتال القوات الأمريكية، عبر بوابة باكستان، قبل أن تحبط الأخيرة حلمه بـ “الجهاد”، وتقوم باعتقاله مدة 6 أشهر، قبل ترحيله إلى ألمانيا، التي قامت بفتح تحقيق قضائي ضده هناك قبل أن يلوذ فارا نحو المغرب.

غير أنه من سوء حظ حاجب، أن للدولة عيون لا تنام ولهذا الوطن مؤسسات أمنية تحميه وتقيه شرور حاجب والمخططات التخريبية للعشرات من المتطرفين الذين تم تفكيك خلاياهم النائمة والنشيطة، وهو ما جنب المملكة حمامات دم سعى حاجب وأمثاله إلى جعل الساحة المغربية الآمنة مسرحا لها، فتم الحكم عليه بـ5 سنوات سجنا، قبل أن تضاف إليه سنتين حبسا بسبب تورطه في التمرد الذي عرفه سجن الزاكي بسلا سنة 2011، وهو التمرد الذي اعترف حاجب أنه مهندسه من التخطيط إلى التنفيذ. ألم يتأكد لكم أنه مارد لا يتعض.

فليقبل مني حاجب أن أسديه نصيحة، وحتى لا يخطئ المسار كعادته وكي أختصر عليه المسافات شفقة به وليس تشفيا، إن قضيتك التي ملأت بها الفيسبوك عويلا، هي قضية المصالحة مع ذاتك التي حولتها خطئا إلى مسعى أبدي لتصفية الحساب مع الدولة والآخر مؤمنا كان أو كافرا. ومدخل ذلك هو أن يتابع علاجه النفسي الذي وفرته له الدولة الألمانية بالمجان مشكورة، وننهي إلى علمه أن مأوى بويا عمر قد أغلق إلى الأبد ولم يعد مزارا يمكن أن يأويه في المستقبل.

وإذا كان حاجب يهمه فعلا أمر المغاربة ويريد أن يتم إصلاح أمر البلاد والعباد كما يزعم في بعض فيديوهاته والتي رصيدها هو سب الأنساب وقدف الأعراض وكيل التهم في حق المسؤولين المغاربة، فعليه أولا أن يؤمن بفضيلة الحوار والرأي والرأي الآخر، وأن يتأسى بأخلاق الإسلام التي يقول إنه يدافع عنها حينما كان في “جماعة التبليغ”، إذ لا يمكن لمن يشاهد فيديوهاته إلا أن يتأفف من أسلوبه البذيء في الخطاب حيث لا يتردد في وصف منتقديه بالحمير والكلاب.

وعوض الاختباء وراء شاشة هاتفه المحمول في ألمانيا ونهج سياسة الهروب إلى الأمام، ننتظر منه الامتثال لأوامر القضاء المغربي الذي أصدر مؤخرا مذكرة توقيف في حقه، بتهمة التحريض وزعزعة أمن واستقرار الوطن، وذلك بعد سلسلة من الفيديوهات التي كال فيها تهما زائفة لمسؤولين أمنيين ورجال سلطة مغاربة، وهي التهم التي على حاجب أن يفندها أمام القضاء المغربي وليس على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن شكوكا راجحة تحوم حول علاقته ببعض أجهزتها الاستخباراتية، التي اعترف في صفحته على فيسبوك أنها هي من أبلغته أن السلطات المغربية أصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية. وبيننا حديث رواه البيهقي وهو أن “البينة على المدعي واليمين على من أنكر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • علي
    منذ 3 سنوات

    أسلوب مخابراتي ركيك ليس له علاقة بالصحافة

  • Souad Bardi
    منذ 3 سنوات

    مقال ضعيف جدا ...ينتهج التنقيص والسباب والاتهامات الجزاف..أما عن التفكيكات الوهمية للخلايا من قبل المخابرات المغربية فالمغاربة جميعهم يعلمون أنها مفبركة وأنها موجهة للدعاية الخارجية ولاستجلاب التمويلات الامريكية وغيرها.أما المقال فهو ضعيف جدا.

  • سعد
    منذ 3 سنوات

    حاجب ارهابي يحرض على العنف يجب المطالبة بايقافه و ارجاعه الى المغرب لمحاكمته

  • محمد وعلى
    منذ 3 سنوات

    حجيب مجرد بيدق تتلاعب به المخابرات الألمانية و الجزائرية لا غير صوته لا يمس بقوة المملكة المغربية القوي