مجتمع، مغاربة العالم

عبد الله أطفاي.. من معلم في قرية بتاونات إلى ترجمان محلف بهولندا (فيديو)

قصة عبد الله أطفاي ليست كباقي القصص، ولا علاقة لها بالمألوف من إنجازات الكثيرين، لأنها تجمع في محتواها بين تناقضات كثيرة؛ تناقضات حقّقت في تفاصيل قصة ابن تاونات توليفة غريبة، لكنها ممتعة، على اعتبار أنها عاكسة للمعنى الحقيقي في النقش على الصخر، والمثل القائل “من سار على الدرب وصل”.

جريدة “العمق” تواصلت مع الأستاذ أطفاي، ونقلت لقرائها تفاصيل سيرة رجل تعليم استثنائي.

عبد الله.. من يكون؟

من مواليد قبيلة فناسة – بني وليد بضواحي تاونات، جذوره ممتدة بين جماعتي طهر السوق وبني وليد، سليل عائلة معروفة بالمنطقة، وإلى اليوم مازال بعض أفرادها يقطنون بمركز جماعة بني وليد، فيما اختار آخرون البحث عن رزقهم في ” أرض الله الواسعة”، وتحديدا بأوروبا.

قصة البداية

ولد ونشأ عبد الله أطفاي بقرية جبلية، تضاريسها عالية، لكن كرمها فيّاض، وهذا الانتماء ساهم في تشكيل شخصيته، وصقل موهبته، إن كتلميذ وطالب ومناضل نقابي، أو كأستاذ في الابتدائي والثانوي كافح في مجموعات مدارس تازة وتاونات.

ولج عبد الله مهنة التعليم خلال حقبة السبعينات، وقضى بها 13 سنة كاملة، اكتشف خلالها ما هو كائن وما ينبغي أن يكون.

سنوات التدريس بالمدرسة العمومية المغربية، وانخراطه في الأوراش والعمل الجمعوي والنقابي، كلها عوامل ساهمت في مراجعة قناعاته بشأن البحث عن أفق أرحب يتسع لطموحاته، قبل أن يتخذ قرارا بالرحيل نحو أوروبا، قرار ساهمت في بنائه زوجته التي تعرف عليها في مرحلة سابقة عن مرحلة الهجرة في اتجاه هولندا.

الاندماج والبحث عن الذات

لم يكن قرار الرحيل سهلا، ليس فقط على مستوى مغادرة مهنة قضى بها 13 سنة كاملة، ولكن شروط الاندماج في المجتمع الأوربي، وخاصة الهولندي، لك تكن سهلة، وهو ما فرض عليه الكفاح، والمثابرة، وإعادة إنتاج نفسية قادرة على احتواء العالم الجديد.

تعلّم اللغة، حصل على دبلومات، انخرط في تكوينات، ولسان حاله يردد ” الانهزام مرفوض في أرض المهجر”، قبل أن يضمن لنفسه موقعا بين الكبار، وينجح في نحت اسمه في البلاد المنخفضة، كترجمان محلف، وكأستاذ متمرس، وأيضا ككاتب بلغة موليير.

المهنة والكتابة

بعد شهادات كثيرة نالها الأستاذ أطفاي عبد الله، اشتغل ترجمانا محلفا مع وزارة العدل الهولندية لمدة 17 سنة، وأستاذ بعدد من المدارس الهولندية، قبل أن يحال على التقاعد.

قصة الكتابة بدأت بعد تقاعده عن العمل، حيث أبدعت أنامله مؤلفات بلغة موليير، جميعها تنهل من تفاصيل حياتية، ومهنية، وواقع سبر أغواره سواء بقرى الريف وتاونات وتازة، أو ببلاد هولندا التي ما زال يتمشى في شوارعها، وتلامس يداه أحجارها، ويحنّ منها لتربة فناسة وبني وليد وتاونات والوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • اقباش
    منذ 3 سنوات

    العنوان يوحي بالإستصغار . كيف يا صحافة آخر من التحق تزكون المنطق الأعوج . معلةم عندي وعنكد الثقافات العالمية أكرم وأجدي من الترجمان أو الموثق . من......إلى ..... زعما قفزة كبيرة؟