سياسة

بيد الله: قرار أمريكا صدم الجزائر وإقحام نزاع الصحراء في خطب الجمعة قرار غريب

الشيخ بيد الله حوار في العمق

اعتبر السياسي المغربي البارز، محمد الشيخ بيد الله، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، شكل صدمة لدى أعداء الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن الجزائر معزولة وتعيش وضعا متدهورا على المستوى الداخلي.

وأوضح الشيخ بيد الله في حلقة جديدة من برنامج “حوار في العمق”، أن القيادة الجزائرية أرادت قضية خارجية لإلهاء الرأي العام الداخلي، لذلك اتخذوا قرارا بالتحرك في منطقة الكركرات عبر أداتهم جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن قرارهم شكل عذابا نفسيا لهم.

وأشار بيد الله الذي يعتبر من أبرز الوجوه الصحراوية الملمين بملف الصحراء وطنيا ودوليا، إلى أن القرار الأمريكي أسقط كثيرا من الأقنعة، لافتا إلى أنه لا يمكن توقع إنهاء الجزائر لمناوراتها الخلفية المستمرة ضد المغرب بين عشية وضحاها، مشددا على أن تلك المناورات أصبحت من عقيدة الجارة الشرقية للمملكة.

وفي هذا الصدد، استغرب الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين سابقا، إقحام النزاع حول الصحراء بين المغرب والجزائر في خطب صلاة الجمعة بتعليمات من وزارة الأوقاف الجزائرية.

وشدد على أن ملف الصحراء في عمقه هو مشكل مغربي جزائري منذ العام 1975، لافتا إلى أن الجزائر تستعمل البوليساريو في صراعها مع المغرب، معتبرا أن القرار الأمريكي “تاريخي واستراتيجي ويأتي تتويجا لمسار طويل من العمل الديبلوماسي الذكي والمتأني بقيادة الملك محمد السادس، قاريا ودوليا”.

وأضاف أن كل المؤشرات تشير إلى أن الجزائر لديها عمى من أجل الوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي، مردفا بالقول: “نتمنى أن يأتي جيل جديد من القيادة الجزائرية يفكر في أوضاع المنطقة ويرى التحديات المستقبلية المهيكلة والمتسارعة”.

وبخصوص جبهة البوليساريو الانفصالية، اعتبر بيد الله أن الأحداث الأخيرة تشكل فرصة سانحة لهم للاتفاق على الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، من أجل منح مستقبل أفضل لشباب الجبهة الذين يواجهون تحديات الإرهاب والمخدرات وغيرها.

وتابع قوله: “عليهم أن يعضوا بالنواجد على فكرة مقترح الحكم الذاتي، لأنه أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب”، مشيرا إلى أنه وجه فيما مضى رسالة إلى قيادة الجبهة يدعوهم فيها إلى نزع السلاح كما حدث في إيرلاندا وأمريكا اللاتينية، والعودة للمغرب والانخراط في حزب معين قصد المشاركة في بناء مغرب الغد.

بيد الله وهو ابن قبيلة الرقيبات الصحراوية، وكان ممن فكروا في تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من الاستعمار الإسباني حتى قبل أن تزيغ فكرة التحرير عند آخرين عن أهدافها، دعا إلى اختصار المسافة في نزاع الصحراء من خلال إجراء حوار مباشر بين المغرب والجزائر على اعتبار أن البوليساريو لا تملك أي قرار مستقل، وفق تعبيره.

يُشار إلى أن بيد الله يعتبر من أبرز الوجوه الصحراوية الملمين بملف الصحراء وطنيا ودوليا، حيث تقلد عدة مناصب رفيعة، فقد سبق أن كان وزيرا وواليا وعاملا وبرلمانيا ورئيسا لمجلس المستشارين، كما قاد حزب الأصالة والمعاصرة، وهو دكتور مختص في الطب الباطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *